سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
أقبل العام جميلاً يملأ الدنيا ضياء
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
02:32 م
الأيام تتداول بين الناس، فتأتي الشهور وتتوالى السنون والأعوام، وفي طيات هذه الأعوام صحائف تحمل ذكريات وأحداثاً ومواقف يستخلص من خلالها المرء كثيراً من العبر والدروس. استقبلنا في الأسبوع الماضي عاماً ميلاديا جديدا، فماذا عسانا أن نتمنى في بزوغ هذا العام الجديد؟ ونحن نعيش في أيام اكتنفها كثير من الأهوال، سماء ملبدة بغيوم حالكة، وأمواج عالية ورياح عاتية، فماذا عسانا أن نتمنى في عامنا الميلادي الجديد؟
نتمنى أن تتلاشى غيوم العنف والكآبة التي لبدت أفق كثير من أصقاع الأرض بانفجارات تدوي ودماء تزهق وأرواح يستهان بها ونساء تسبى وأيامى تصرخ ويتامى تئن، ومشتتين لا تمنع عنهم عاتيات الرياح شيئاً كي يسترهم، نرقب ان تحل الطمأنينة والسلام في فلسطين واليمن وليبيا والعراق والشام: حتى يعيش الناس في أمن وسلام واستقرار نرقب ان تعيش الشعوب آمنة مطمئنة لا فرق بين أبيض وأسود ويقذف بالتمييز العنصري في واد سحيق ويعيش العالم في بحبوحة من الأمن والسلام.
نطمح أن يكون مجتمع هذه الديرة الراغدة يسوده الطمأنينة والأمن والاستقرار، لا مجال فيه لظاهرة من الظواهر السلبية، لا مشاجرات في الشوارع والمجمعات والأسواق، لا عنف في المدارس والجامعات، نتمنى ان تختفي جميع أنواع المسكرات من أفق هذه الديرة الحبيبة، بل تختفي جميع الظواهر السلبية، وأن تحل الدراسات الجادة التي تعمل على إيجاد الحلول لتلك المشاكل والظواهر التي تعمل على تأخر المجتمع وعدم تطوره.
نأمل ان نرى في هذا العام الجديد شرطة البيئة التي تجوب في كل مكان لتفعيل قانون البيئة الجديد، وان نرى كذلك كثيراً من الحملات التي تعمل على إزالة المخالفات، وتطبيق قانون جمع الاسلحة وأن تعمل جميع مؤسسات الدولة على تفعيل جميع القوانين التي تعمل على تطور المجتمع في جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعلمية، حتى تحل التنمية والتطور وتنقشع الغيوم ويأتي الغيث الذي يروي القلوب ويعمل على إعمارها بالنبض الهادر الذي يؤدي إلى إعمال الفكر في كل ما يعلي شأن الوطن.
عزيزي القارئ: ما لنا إلا ان نقرأ - في هذا الصدد - ما قاله الشاعر أحمد محرم:
ألا يا عام بشرنا بخير
فأنت على متاعبنا شهيد
عسى ان تنجلي البأساء عنا
ويسعد قومنا العيش الرغيد
ألا يا عام أنت لنا وليد
يحيي الشرق طالعه السعيد
لك الصنع الجميل إذا قضينا
بك الأوطار والأثر الحميد
وفي الله الرجاء فما سواه
لما ترجو الخلائق والعبيد