«الراي» رصدت حركة «المنفذ الحدوي الساخن» بضبطياته «المخدرة»

مفتشو «العبدلي» في مواجهة «الشبو» و«السحر» ... و«الكيماوي»

1 يناير 1970 05:28 م
• عايض الرشيدي:
«العبدلي» نافذة الكويت
على أوروبا...
متى يرتدي حلته الجديدة؟

• نستقبل 9 آلاف شاحنة شهرياً وسنتعامل مع 25 ألف سيارة
خلال العام الجاري

• المنفذ بحاجة الى مفتشين ومفتشات جمركيين لمواكبة الحركة المستمرة وخاصة في العطل
وسط بيئة عمل خارجة عن المألوف، بما يحاصرها من أكوام قمامة، وما يلفها من اهمال وقصور في الخدمات، يعمل موظفو جمارك منفذ العبدلي بكثير من الحماسة في هذه الاجواء، أملا بتحقيق الانجازات، ومواجهة التهريب باشكاله ومفاجآته المختلفة.

ويرصد مراقبو التهريب في منفذ العبدلي محاولات لإدخال مختلف انواع المخدرات مثل «الشبو» والحشيش والحبوب ومواد كيماوية ومخدرة لا يعرف نوعها ، في حين يستمر كشف المحظورات في شتى صورها لاسيما في جانب مستلزمات السحر والشعوذة من طلاسم وكتابات مبعثرة.

ويضم المركز زهاء 230 موظفاً يعملون من خلال نوبات يومين بأربعة ايام، حيث لا تقل النوبة الواحدة عن تواجد 65 موظفاً للتسهيل على المسافرين، وتوفير الخدمات التي يحتاجونها، وخاصة حملات الزيارة والمسافرين واصحاب الشاحنات حيث تم توفير صالة استقبال للمسافرين وباص لنقلهم من المنفذ العراقي الى المنفذ الكويتي وكذلك تشغيل قرابة 9 كبائن لتخليص المعاملات والبيانات الجمركية لأصحاب الشاحنات وبنظام الموظف الشامل حيث لا تستغرق المعاملة أكثر من 5 دقائق اذا كانت مكتملة الاوراق وبنظام الشباك الواحد.

«الراي» رصدت ميدانيا «الحياة» في منفذ العبدلي بجوانبها المختلفة بدءاً من آليات العمل مرورا بمساكن الموظفين الذين يضطرون للمبيت فيها بحكم طبيعة اعمالهم وانتهاء بتطلعات المستقبل وآمال الارتقاء بالخدمات المقدمة.

ويبدو العمل في هذا المنفذ الحدودي نشطاً في ظل وجود حركة مسافرين لاتهدأ الا في اوقات متأخرة، فيما تستمر الحركة بوتيرة متسارعة، تزامنا مع دقة غير متناهية في التفتيش والتدقيق.

مراقب جمارك العبدلي وخباري العوازم الدكتور عايض عيد الرشيدي يرى ان منفذ العبدلي هو «بوابة الكويت الى اوروبا»، مشيرا إلى أنه افتقد الكثير من الخدمات الاساسية خلال الفترة السابقة.

ويقول الرشيدي لـ «الراي» على هامش الجولة انه «منذ تولي المدير العام للادارة العامة للجمارك خالد عبدالله السيف مهامه اولى للمنفذ جل اهتمامه محاولا توفير كافة الخدمات التي يحتاجها رجال الجمارك لاهمية منفذ العبدلي من الناحية الاستراتيجية والامنية».

ويستقبل المركز يوميا قرابة 300 شاحنة بمعدل 9 الاف شهريا، فيما غادرته خلال العام الجاري 113468 شاحنة الى العراق ودخلت منه 109655 شاحنة ،اما السيارات العادية فقد خرجت 19992 سيارة للعراق ودخلت منه 4714 سيارة للكويت.

ويبين الرشيدي ان ضبطيات منفذ العبدلي لعام 2014 أختلفت «ما بين تهريب عملة عراقية ومواد تموينية مدعومة واموال ايرانية وكويتية ومختلف انواع المخدرات مثل الشبو والحشيش والحبوب ومواد كيماوية ومخدرة لا يعرف نوعها».

ويذكرالرشيدي في هذا السياق ان «المنفذ بحاجة الى مفتشين جمركيين وخاصة من العنصر النسائي وذلك لحجم العمل وتوسعه والحركة المستمرة به وخاصة في العطل والمناسبات الدينية التي تكثر بها حملات الزيارة من الكويت ودول الخليج الى العراق».

وعن معاناة الموظفين من خلال ضيق السكن المرخص له وعدم تأثيثه بشكل مريح للموظف الذي يداوم 48 ساعة متواصلة، يؤكد الرشيدي انه جار اعداد المخطط الخاص بإضافه سكن خاص عبارة عن ديوانيتين ومطبخ مركزي وحمامات لراحة الموظفين على ان يكون جاهزا قبل رمضان بإذن الله.

وبين أن هناك إعدادا للمخططات الخاصة بإقامة مبنى من 3 ادوار ويحتوي على 83 غرفة بمرافقها وصالة مخصصة كناد صحي لموظفي جمرك العبدلي بالاضافة إلى تجهيز المبنى الحالي بالاثاث الجديد الذي يلبي احتياجات الموظف وذلك بفضل دعم وجهود المدير العام خالد السيف الذي يوصي دائما بأن راحة الموظف هي الطريق للالتزام بالعمل والانجاز والابداع والدليل ارتفاع مؤشرات الضبطيات في عام 2014 عن الاعوام السابقة ونوعية المضبوطات وكمياتها.

وعن دور كلاب الاثر في ضبط الممنوعات، يفيد الرشيدي بأن عمل الجمارك يعتمد اساسا على مهارات وحدس رجل الجمارك لافتا إلى ان الاجهزة وكلاب الاثر هي ادوات مساعدة له في كشف الممنوعات، مشيرا الى ان هناك ضبطيات لم يكن للاجهزة ولا كلاب الاثر دور فيها.

ويوضح ان الادارة وضعت مبنى خاصا لكلاب الاثر ومدربين بصفة دائمة في المركز ويتم الاستعانة بهم وقت الحاجة ويقومون بأعمالهم على اكمل وجه.

وعن توفير المعدات اللازمة والاجهزة المساعدة للتفتيش، يتحدث الرشيدي عن شراء معدات جديدة للورشة مثل المفكات ومعدات تركيب الاطارات وقص اللحيم واوكسجين وفتح الاطارات ودريل وغيرها وسيتم استلامها الاسبوع الجاري.

ويشيرالى ان عمل المفتشين في صالات مكشوفة في ظل الاجواء الحارة او الباردة والغبار وعدم وجود مركز صحي تزيد من معاناتهم ولكن ايمانهم بالله وحبهم وولاءهم لوطنهم ودعم الادارة لهم فهم يقومون بواجبهم باعتبارهم خط الدفاع الاول، كاشفا عن تصور للمدير العام لتطوير هذا المنفذ خاصة انه لا يقع ضمن اختصاص الشركة المستثمرة «جلوبل» وان هناك مشروعا لتطوير المنفذ وانشاء مستودعات جمركية فيه قريبا بعد اعتماده من مجلس الوزراء خصوصا ان المنفذ بوابة عبور للعراق والشام وتركيا واوروبا ويمكن اعتباره مركزا استراتيجيا واقتصاديا وحيويا للبلاد والخليج العربي.

وفي شأن المشاكل التي تواجه رجال الجمارك مع المسافرين يقول الرشيدي ان «مشكلة المواد التموينية المدعومة الممنوع تصديرها والمواد الغذائية التي يرجعها العراق لاشتراطه ان تكون المواد الغذائية صالحة اكثر من ثلثي المدة وإلا ترجع وبدورنا نحولها للنقل البري الذي لا توجد لديه مستودعات او مخازن للمواد الغذائية».

ويرى بأن «المشكلة الاهم والاخطر هي جلب السحر والشعوذة والطلاسم التي يتم ضبطها بصفة شبه يومية مع القادمين وخصوصا النساء ومكمن المشكلة انه لا يوجد قانون يجرم هذا الامر ونحن بدورنا نحيلها الى وزارة الداخلية التي اتخذت قرارا بمنع دخولهم للبلاد مرة اخرى ومصادرة مواد السحر وغالبا ما يؤخذ عليهم اقرار بعدم التكرار»،

ويطالب الرشدي» نواب مجلس الامة بتشريع وتجريم جلب السحر والتعامل معه، وحتى يكون رادعا لانه ضار للنفوس قبل البيوت وواجبنا المحافظة على النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي وكذلك واجب ديني بحرمة السحر»، مشيرا الى ان «المفتشات يقمن بجهود جبارة في الكشف وضبط ادوات السحر وقد تعرضن لكثير من السب والشتم بالاضافة الى الامراض نتيجة تعاملهن مع السحر مباشرة ،ولذا اطلب بسرعة صرف بدل عدوى وتلوث وطبيعة عمل كبدلات مستحقة لهن بالاضافة الى زيادة اعدادهن حيث المطلوب 12 مفتشة في كل نوبة والمتوفر حاليا 8 فقط في كل نوبة «.

ومابين تطلعات العاملين في منفذ العبدلي بحل مشكلاتهم المحصورة في مجالات محددة أبرزها الاهتمام بالمكان الذي يعيشون فيه فترات طويلة وتحديات العمل المتنامية يوما بعد في ظل زيادة حركة المسافرين بين الكويت والعراق بات السؤال الأكثر أهمية ... هل سيشهد المنفذ نفوذ الخدمات اليه قريباً بتطور وتميز هذا ما يأمله الجميع ؟ .

مقتطفات من الجولة



طلاسم وسحر

اثناء جولة «الراي» في منفذ العبدلي تم ضبط سيدة كويتية من مواليد العراق وبحوزتها اوراق عليها طلاسم وارقام حسابية في مربعات واسماء لعوائل كويتية ،وقد تمت مصادرة الادوات واحالتها على الجهات المختصة ،فيما دخلت في نوبة صراخ واحتجاج مع المفتشة معتبرة ان ما بحوزتها « من الامور الشخصية».

البلدية «غائبة»

لوحظ في المركز وخلف سكن الموظفين كلاب ضالة واوساخ ورائحة كريهة دون وجود اي اثر للبلدية وسط مطالب الموظفين بسرعة إنقاذهم من الاوساخ .

جهاز قديم

أكد موظفو الجمارك ان الجهاز الوحيد الذي يعمل في المركز للكشف عن كثافة الممنوعات من موديل 2003 بينما منفذ صفوان العراقي لديه جهاز يكشف اماكن المخدرات وانواعها بنسبة 95 في المئة وقيمته 4 ملايين دينار، مستغربين «لماذا لا تصرف الحكومة على حماية ابنائها وتشتري هذا الجهاز، بالاضافة الى المطالبة بتبليط الساحة المكشوفة التي يعمل بها الجهاز الموجود المثير للغبار صيفا وبشكل يعيق الجمركيين من اداء عملهم».

شكر

لرئيس تفتيش نوبة (ب) محمد ناصر العجمي والمدقق الجمركي براك محسن البلام والمفتش نداء سعيد الرشيدي والطباخ الماهر احمد سعيد سعيدان ولافراد النوبة على تعاملهم الراقي وحسن وكرم الضيافة.