الدكتور وليد التنيب?/ قبل الجراحة

بطولات أبي

1 يناير 1970 06:23 م
أبي أعتبره الأفضل في العالم، وهذا شعور كل الأبناء في العالم باعتقادي.

أبي أرى أن به الكثير من الصفات الحسنة.

وأبي، في اعتقادي، يفهم في كل شيء.

أبي أرى أنه الأقوى والأفضل.

حاول أخي جاسم أن يسأل أبي أكثر من مرة: «من أين اكتسبت كل هذه الصفات يا أبي؟».

وكان رد أبي واضحا: «إنه الاحتلال العراقي للكويت...لقد تعلمت الكثير من هذه التجربة يا بُني»...و يصمت، ثم أرى نظرة بعينيه تدل على الاعتزاز بالنفس...وبفرح أبي تفرح أمي.

أختي الكبرى أيضاً تسأل أبي: «كيف لك أن تفهم في كل شيء يا أبي؟».

يرد عليها أبي، بكل هدوء: «إنه الغزو العراقي الأثيم لبلدنا...لقد تعلمتُ الكثير والكثير من هذه التجربة...تجربة جعلتني مُطلعاً على كل ما يتاح تحت يدي»...ثم ينظر إليها وعيناه تشعان بالفخر...وأيضا بفرح أبي تفرح أمي.

أما عندما سألته أختي الصغرى: «يا أبي، أرى أنك تعلمتَ الكثير، وفي اعتقادي أنا وإخوتي أنك تفهم في كل شيء، ومطلع على كل شيء...إذن يا أبي، ما أسباب الغزو العراقي للكويت؟ ومن المتسبب في هذا الغزو الأثيم؟ وكيف نستطيع تجنب ما حصل؟».

هنا يسكت أبي ولا يرد...وأرى أنا وإخوتي في عيني أبي علامات الحزن والذل، ويرفض أبي الكلام والطعام...وتبدأ أمي في الصراخ طالبةً من الجميع الابتعاد عن حبيب قلبها!