الفريقان إلى محاولة تنظيم الخلاف
لاريجاني بارك حوار «حزب الله» - «المستقبل» عشية انطلاقه
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
01:02 ص
«كسْر الصمت»، الانتقال من «ربْط النزاع» الى تنظيم الخلاف... هكذا يبدو الحوار الثنائي الذي ينطلق اليوم بين «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله»برعاية وحضور رئيس البرلمان نبيه بري تحت سقف قرارٍ اقليمي بتشكيل «مانعة صواعق» تقي لبنان شرّ الانزلاق الى ملعب اللا استقرار في المنطقة» الملتهبة» وتوفّر في الوقت نفسه أرضية جاهزة لملاقاة اي انفراجات ايرانية - سعودية.
الرئيس نبيه بري الذي شكّل «جسر التواصل» التمهيدي بين «المستقبل» و«حزب الله» سيكون حاضراً في مقرّه في عين التينة مساء اليوم لرعاية «إقلاع»الحوار الذي سيتمثّل فيه «التيار» افتتاحاً بمدير مكتب الحريري نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، والحزب بالمستشار السياسي لامينه العام السيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، اضافة الى الوزير علي حسن خليل الذي يرجّح ان يستكمل تمثيل بري في الجلسات اللاحقة للحوار.
وبات معلوماً ان حوار «المستقبل» - «حزب الله» لن يتطرق الى الملفات الخلافية «الاستراتيجية» اي موضوع مشاركة الحزب في الحرب السورية ومصير سلاحه في الداخل اللبناني، مع حرص تيار الحريري على تأكيد استمرار «ربط النزاع» حيال هذين العنوانين و»القفز فوقهما» في اطار محاولة ترييح المناخ السني - الشيعي وفق آلية عملية يشكل محورها الرئيسي ترْك الخطة الأمنية التي تم تطبيقها في عاصمة الشمال طرابلس تأخذ مجراها في البقاع وتحديداً في معاقل «حزب الله»، وضمان تسهيل عمل الحكومة اضافة الى «بداية كلام» حول مجمل الوضع الداخلي وآفاقه في ضوء التطورات المتسارعة في المنطقة.
ورغم ان الملف الرئاسي سيحضر على طاولة الحوار بين الطرفين من باب استكشاف امكانات التفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي من دون البحث في اي اسماء بمعزل عن حلفائهما المسيحيين، فان أفق هذا الملف ما زال مسدوداً في ضوء المعطى الداخلي المتمثل في تمسك زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون بترشحه للرئاسة ووقوف «حزب الله» وراءه.
وترى اوساط مراقبة في بيروت ان مجرّد جلوس «المستقبل» و «حزب الله» وجهاً لوجه يعني وجود رغبة ايرانية - سعودية في الحفاظ على ستاتيكو المهادنة في لبنان وإبقاء هذا البلد مساحة «فك اشباك» لتبادُل رسائل حسن النية في التوقيت المناسب بعدما كان في فترات سابقة «ساحة اشتباك».
وكان لافتاً في هذا السياق «مباركة» رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني من بيروت هذا الحوار اذ ثمّن «دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين»، معتبراً ان «الحوار من شانه ان يفسح بالمجال امام تقريب وجهات النظر وحلحلة العديد من المشكلات السياسية التي ما زالت عالقة حتى الان»، مشدداً على «ضرورة أن تجد النخب السياسية اللبنانية حلاً للمشاكل العالقة، ونحن نعرف ان النخب السياسية لطالما تحلت بالوعي الذي يؤهلها لايجاد حلولا للمشاكل التي يعانيه هذا البلد الشقيق».
وقد استحوذت زيارة لاريجاني حيث التقى الرئيسين بري وسلام وعدداً من الشخصيات الحزبية في 8 آذار على اهمية خاصة في بيروت ولا سيما انها جاءت في غمرة التحرك الفرنسي على خط الرياض طهران والفاتيكان في محاولة لتأمين جسر عبور للملف الرئاسي في لبنان انطلاقاً مما قيل عن اشارات أعطتها ايران في اتجاه تأييدها للجهود الرامية للتفاهم على رئيس جمهورية جديد للبنان بالتوافق بين الأطراف المعنية وهو ما أرادت باريس اختبار نيات طهران عملياً حياله.
ويفترض ان يكون مَن التقاهم لاريجاني استكشفوا الأفق الفعلي للموقف الايراني وسط اقتناع دوائر سياسية بان طهران لم تبلغ بعد مرحلة تسهيل الاستحقاق الرئاسي بمعنى فك ارتباطه بالاشتباك الاقليمي حول ملفات اخرى، وهو ما عبّر عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مرشح 14 آذار للرئاسة والعائد من محادثات في الرياض مع كبار المسؤولين السعوديين اذ قال في حديث صحافي «ان الحركة الاقليمية حالياً هي حركة بلا بركة. لا شيء جدياً حتى الآن، علماً أن الموفد الفرنسي كان يفترض أن يزور طهران الاسبوع الماضي، لكنه أرجأ زيارته. ولا شيء جديداً ومتحركاً في بيروت وسورية. وحده العراق يشهد بعض الحركة، لكن أيضا بسرعة قليلة جداً، عدا بعض العمليات العسكرية التي تحصل على الارض».
وعن لقائه المرتقب مع عون اكد جعجع ان لا موعد بعد «لكن النية موجودة. أنا لدي النية الكبيرة جداً، ولدينا كقوات لبنانية قرار باستكمال الحوار بكافة المواضيع، حتى لو لم نتوصل الى نتائج».