مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

التاريخ يعيد نفسه

1 يناير 1970 08:00 ص
ذكرني استجواب النائب الدكتور عبد الله الطريجي لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة الدكتور عبد المحسن المدعج باستجواب النائبين أحمد المليفي وعلي الراشد لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون مجلس الوزراء السيد محمد ضيف الله شرار، الوزير القوي في حكومة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الأولى، والذي كان يمتلك علاقات متميزة وقوية مع غالبية نواب المجلس آنذاك، حيث اكتفى النائبان الراشد والمليفي بتحويل محاور الاستجواب إلى ديوان المحاسبة لمعالجة الخلل والقصور والتجاوزات.

وقد قام الوزير محمد ضيف الله شرار بإعفاء بعض القياديين في وزارته وتحويل آخرين إلى النيابة، وكان في ذلك إصلاح دون طرح الثقة بالوزير شرار.

واستجواب الثلاثاء الماضي وبعد أن اضطر- وحسب اعتقادي- النائب الدكتور عبد الله الطريجي إلى التخلي عن بعض القضايا في محاور استجوابه للدكتور عبد المحسن المدعج، خوفاً من شطب الاستجواب أو تحويله إلى اللجنة التشريعية، أو المحكمة الدستورية، وأحس بأن غالبية نواب المجلس الحالي همهم الوحيد في التعامل مع هذا الاستجواب هو تحسين صورة مجلسهم أمام الرأي العام، وأن للمستجوَب الدكتور المدعج دعماً من كتلة سياسية لها إعلام قوي يخدم مصالح أعضائها ويحميهم، وصور الاستجواب بالشخصاني لا المستحق، وأرهب النواب المترددين، وكذلك أمور أخرى جعلت الدكتور الطريجي يرضى بتقديم 15 توصية بإصلاح المخالفات والخلل المذكور في مرافعته، دون محاولة طرح الثقة بالوزير المدعج.

أما الحديث عن إنه لا غالب ولا مغلوب، وأن الاستجواب كان راقياً وحسن الثناء على قدرة الرئاسة على إدارة الجلسة كان الهدف منها كما سبق أن قلت هو إظهار المجلس بأنه سيد قراراته ويستطيع أن يستجوب وزيراً قوياً وأنه ليس في جيب حكومة جابر المبارك كما يقال.

المضحك في الأمر أن الحديث الذي شد الناس في الجلسة هو نتيجة المباراة بين فريقي النادي العربي ونادي الكويت في نهائي كأس سمو ولي العهد حفظه الله، ما يجعلنا نأمل بأن يتمكن أعضاؤنا الحاليون وخصوصا أعضاء لجنة الشباب والرياضة المشكلة حديثاً من حل المعضلة الرياضية قبل الاستجواب المقبل لوزير الإعلام وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود، في استجواب مماثل لاستجواب الطريجي للمدعج.

****

إضاءة:

«كل شيء انكشف وبان»، وعرفنا مَنْ وراء مَن، ولمصلحة من، والشاطر يفهمها وهي فوق الجسر.