د. مبارك الذروة / رواق الفكر

كشف تحويل الانتباه

1 يناير 1970 12:45 ص
يستخدم بعض السياسيين وسائل مخادعة يسميها بعض المفكرين بوسيلة تحويل الانتباه وهي وسائل تستخدم لصرف الجمهور العام عن قضايا جوهرية مهمة إلى قضايا فرعية جزئية!

فعندما يتحدث أحدهم عن المواطنة مثلا ويضرب مثالا لذلك باحترام قواعد المرور ويتجاهل الولاء الكامل للقانون العام وأدبياته يكون قد مارس لعبة تحويل الانتباه.

وعندما يتحدث مسؤول كبير في الدولة عن الفساد الإداري والرشاوى في قطاع مهم ويخرس لسانه عن فساد التعاطي مع المال العام وميليشيات سراق خزنة التنمية نكون أمام تكتيكات تحويل الانتباه!

مارس قتلة الحسين نفس اللعبة عندما جاؤوا لأحد العلماء وسألوه هل يعتبر دم الذباب نجسا أم طاهراً؟

فقابلهم بوعي يفتقده الشارع العربي اليوم بقوله تستبيحون دم سبط رسول الله ثم تسألون عن دم الذباب؟!

ان إغراق الشباب اليوم بالجزئيات المملة مقابل إهمال كليات البناء الحضاري هو إحدى المشكلات التي يشكو منها رجالات الفكر والثقافة والتنمية.

إن وسائل الإعلام لا تزال تستخدم ألفاظا ومفاهيم تحويل الانتباه عن قضايا أهم وأولى!

وقد مارست ردحا من الزمن مفهوم الإرهاب ونهاية التاريخ كما روجت لانفلونزا الطيور وجنون البقر والابل وغيرها، وساهمت في بعبع «داعش» وفوبيا الإخوان وكارثة انخفاض أسعار البترول!

لقد تم تحويل انتباه الرأي العام والعقل الجمعي للمواطن العربي عن قضايا العدل والمساواة والحرية بإرادة ذوي النفوذ السياسي والتجاري وبجهل العقل العربي نفسه وقابلية تكوينه الثقافي لخدعة تحويل الانتباه.

وسيظل الشعب العربي مستهلكا منهكا حتى يعرف قدر وجوده وينتشل إرادته من مستنقع التبعية العمياء للإعلام ورواده وتماثيله الزائفة.

نبارك للدكتورة اسيل العوضي وحمود القشعان وفوزي الهواري وعبدالله الكندري وفوزان الفارس مناصبهم في الملحقيات الثقافية وهم أهل لذلك لما عرف عنهم من مواطنة حقة وإخلاص للعمل والله الموفق.