من آداب الدعاء / التوحيد

1 يناير 1970 02:05 م
ومِن الثناء على الله تبارك وتعالى أن يُوحَّد الله عَزّ وَجَلّ، ويُثنَى عليه بأنه لا إله إلاّ هو.

فقد دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فَقَالَ: قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ. ثَلاَثًا. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.

وصح أن رجلا دَعا بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد سَألتَ الله باسْمِه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطى. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. ودُعاء الكَرْب الذي دعا به يونس عليه الصلاة والسلام متضمِّن لإفراده تعالى بالتوحيد، والإقرار الذَّنْب.

قال عليه الصلاة والسلام: دَعْوَةُ ذِي النّونِ - إذْ دَعَا وَهُوَ في بَطْنِ الحُوتِ -: لا إلَهَ إلاّ أنْتَ سُبْحَانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ، فَإِنّهُ لَمْ يَدْعُ بها رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطّ إلاّ اسْتَجَابَ الله لَهُ. رواه الإمام أحمد والترمذي، وصححه الألباني.

وأنه سبحانه وتعالى لا يهتِك السِّتْر، ولا يُؤاخِذ بالجريرة كَانَ عَلِيُّ بِنُ الحُسَيْن بِمِنى، فَظَهَرَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ قَالَ: «كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي، فَيَا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعَمِهِ فَلَمْ يَحْرِمْنِي، وَيَا مَنْ قَلَّ صَبْرِي عِنْدَ بَلائِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي وَالذَّنُوبِ الْعِظَامِ فَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرِي، وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَضِي، وَيَا ذَا النِّعَمِ الَّتِي لا تَحُولُ وَلا تَزُولُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا». رواه البيهقي في «شُعب الإيمان».

وقال يُوسُفُ بِنُ الْحُسَيْن: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ: كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ بَارَزْتُكَ يَا سَيِّدِي بِمَا اسْتَوْجَبْتُ مِنْكَ الْحَرَمَانَ، وَأَسْرَفْتُ بِقَبِيحِ فِعَالِي مِنْكَ عَلَى الْخُذْلانِ، فَسَتَرْتَ عُيُوبِي عَنِ الإِخْوَانِ، وَتَرَكْتَنِي مَسْتُورًا بَيْنَ الْجِيرَانِ، لَمْ تَكْأَفُنِي بِجَرِيرَتِي، وَلَمْ تُهَتِّكْني بِسُوءِ سَرِيرَتِي، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى صِيَانَةِ جَوَارِحِي، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى تَرْكِ إِظْهَارِ فَضَائِحِي، فَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ: لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. رواه البيهقي في «شُعب الإيمان».