ملف العسكريين اللبنانيين ... في «غرفة الانتظار»

1 يناير 1970 01:02 ص
«في غرفة الانتظار». هكذا بدا ملفّ العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيميْ «داعش» و«جبهة النصرة» الذي دخل منعطفاً بعد انسحاب الوسيط القطري و«نسْف» وساطة «هيئة العلماء المسلمين» قبل ان تبدأ رسمياً، وبروز ملامح محاولات لتوحيد «إطار التفاوض» وقنواته بالتزامن مع الكشف عن «مبادرة» للنظام السوري بدت بمثابة «لغم» اضافي في هذه القضية.

وساد انتظار ثقيل امس، للموقف اللبناني الرسمي من تفويض الجهات الخاطفة الشيخ اللبناني وسام المصري تولّي التفاوض مع الحكومة اللبنانية، علماً ان المصري كان اعلن انه يمنح السلطات المعنية 24 ساعة للحصول على إذن خطي لبدء تحركه وإلا سينسحب من الملف.

وفيما كانت الأنظار شاخصة على الاجتماع الذي عقدته خلية الأزمة الحكومية المكلفة متابعة قضية المخطوفين التي عادت الى «الصفر»، لم يُعرف اذا كان تفويض «النصرة» و«داعش» الشيخ المصري، الذي قال عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ عدنان امامة عنه انه ينتمي الى «اللقاء السلفي» الذي وقّع ورقة تفاهم مع «حزب الله»، سيساهم في تعبيد الطريق امام تفكيك «الصواعق» في هذا الملف المتشابك، ام انه سيدخل في اطار التجاذبات الداخلية في لبنان، وسط علامات استفهام تبقى حاضرة حيال امكان النجاح في تحقيق اختراقات، من دون اي قنوات تفاوض خارجية مساعِدة. علماً ان التهديدات من الخاطفين باستئناف تصفية الأسرى توضع في سياق حض السلطات اللبنانية على الإسراع في تبني الشيخ المصري وسيطاً.

وفي موازاة ذلك، انشغلت دوائر متابعة لهذا الملفّ بما قيل انه مبادرة سورية كشف عنها المدير العام السابق للامن العام اللبناني اللواء جميل السيد، اذ اعلن انه لمس خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أخيراً، أنّ هناك استعداداً سورياً لإعطاء ممرٍّ آمن للمسلحين للعبور الى داخل منطقة في سورية والخروج من جرود عرسال مقابل الافراج عن العسكريين، موضحاً ان الاقتراح الذي رفضته الحكومة اللبنانية قام على أن «الممرات الآمنة تتم بإشراف من الامم المتحدة»، إضافة إلى «غطاء دولي للجيش اللبناني من السعودية وأميركا كي يغلق الجرح المفتوح بين لبنان وسورية».

واعتُبر كشف هذا الطرح السوري، بمثابة اشارة الى التعقيدات المستمرة في ملف العسكريين، وبمثابة «رفع للسقف» بعدما كان لبنان قرر اعتماد صيغة لحل القضية تقوم على مبادلة كل اسير بخمسة سجناء في رومية و50 من السجون السورية، من دون اغفال الأبعاد العسكرية التي ينطوي عليها سحب المسلحين من جرود عرسال والقلمون على الوقائع على الارض في جبهة القلمون، ما يجعل مثل هذا الطرح غير قابل للتسويف لدى المسلحين.

وفي هذه الاثناء، لفت موقف للواء عباس ابراهيم، اعتبر فيه ان كثرة الطبّاخين في ملف العسكريين تهدد باحتراق الطبخة، قائلا في حديث لصحيفة «السفير»: «نحتفظ بأوراق قوة كثيرة، ونريد إجماعا أكبر حولها للانطلاق بالعمل، والعمل بملفات كهذه لا يحتاج إلى عواطف بل إلى العقل والصلابة، وإلى الوقت والصبر وعدم وضع المفاوض تحت أي ضغط»، نافياً وجود وساطات جدية خارجية حتى الآن.