ولي رأي
فليبدأوا بأنفسهم أولاً
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
07:59 ص
يجب ألا يكون حل الأزمة الاقتصادية التي حدثت بسبب تهاوي أسعار النفط على حساب البسطاء من الناس محدودي الدخل، و إلا فستصبح لدينا في الكويت طبقتان فقط، المليونيرية بسبب غلاء الأسعار، والفقراء للسبب نفسه لأنهم لن يستطيعوا القدرة على دفعها.
فالحديث عن رفع الدعم عن بعض السلع الاستهلاكية الأساسية أمر مرفوض، ورفع أسعار الوقود والمحروقات لن نقبل به، ورفع الرسوم وزيادتها على بعض المعاملات الحكومية أمر لم نعد نستطيعه، وعلى الحكومة ومجلس الأمة أن يكونا هما القدوة ويبدآ بربط الأحزمة ووقف الهدر في المصاريف التي لا داعي لها، فلا سيارات فخمة تُجدد عقودها المليونية كل عام، ولا سفرات سندبادية على الدرجة الأولى والسكن في فنادق خمسة نجوم بحجة عقد المؤتمرات ولجان الصداقة مع الدول، وجيش السكرتارية الذي لا يعمل يجب أن يُسرح، وهذا العدد من المجالس الاستشارية واللجان المتخصصة التي لا تنفع إلا أعضاءها بمناصبهم ومكافآتهم السنوية المجزية، لترضية هذا أو ذاك، وإن كان لابد منها فليكن العمل بها تطوعياً ومن دون مقابل.
أما الهبات المليارية والمليونية لدعم بعض الدول والأنظمة والمنظمات فيجب أن تحول لدعم ميزانية الدولة المترنحة، وإن كان لا بد من زيادة فيجب أن تكون على أهل الحظوة الذين يستغلون مساحات شاسعة من الأراضي إيجاراً بسعر التراب، وإن كان لا بد من وقف للدعم على أسعار الكهرباء والمحروقات فليكن على المصانع والمعارض والمجمعات التجارية.
لقد أصبح بيت العمر بالنسبة للشاب الكويتي حلم يقظة، فبات يرضى بالشقق السكنية، وأخشى ما أخشاه وبهذا الغلاء الفاحش في كل المجالات أن يفكر المواطن بالهجرة، ويعود المقيم إلى بلده، وتصبح الكويت بلداً طارداً يصعب العيش فيه بعد طول رخاء.