توقيف سورييْن بحوزة أحدهما حزام ناسف خلال مرافقتهما شيخاً إلى جرود عرسال للقاء «النصرة»

قلق دولي متصاعد على استقرار لبنان

1 يناير 1970 01:03 ص
تضع زيارة نائب الامين العام للأمم المتحدة يان الياسون لبيروت اليوم وغداً الواقع اللبناني في صورة تنامي الاهتمامات الدولية به سواء بسبب الأخطار الأمنية المحدقة بلبنان او بفعل الأزمة الدستورية والسياسية التي يعيش تحت وطأتها قي ظلّ فراغ سدة رئاسة الجمهورية مستمرّ منذ 25 مايو الماضي.

ذلك ان وصول الموفد الأممي الى بيروت شكّل الزيارة الثالثة على التوالي في اسبوع واحد لموفدين أجانب للبنان بعد كل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو المكلف بملف الرئاسة اللبنانية. وهي ظاهرة ديبلوماسية تسترعي انتباه الأوساط السياسية الداخلية نظراً الى كونها تعكس نواح ايجابية من حيث احتلال لبنان مرتبة باتت الآن متقدّمة في أولويات المجتمع الدولي، ولكنها تعكس ايضاً نواح سلبية يفترض قراءتها بدقّة من حيث المخاوف على الاستقرار اللبناني.

غير ان زيارة يان الياسون تتمايز عن زيارتيْ الموفدين الروسي والفرنسي لجهة تناوُلها قضية اللاجئين السوريين الى لبنان تحديداً التي تشكل صلب مهمته في بيروت. وتشير المعطيات المتوافرة عن هذه المهمة الى ان زيارة المسؤول الأممي يراد لها ان تشكّل عنوان دعم دولي جديد للبنان في تحمُّله العبء الأكبر والأخطر للاجئين السوريين على أرضه من خلال مشاركة مسؤول رفيع المستوى في الامم المتحدة في إعلان برنامج استجابة الدعم للبنان لسنتيْ 2015 و2016 في وقت يرزح فيه لبنان تحت وطأة ثقل النازحين واللاجئين دون الحد الأدنى المتوافر للمعونات الدولية.

وتلفت مصادر معنية بزيارة الموفد الأممي عبر «الراي» الى ان زيارته ستكون محطة بارزة للقول للبنان إنه ليس متروكاً دولياً في هذه المحنة وان ثمة إدراكاً من الأمم المتحدة لضرورة الدفع بقوّة نحو مساعدته ومنْع انهياره تحت ثقل استضافته لأكثر من مليون و300 الف نازح سوري على أرضه.

وفي رأي هذه المصادر ان زيارة الياسون بجدول أعمالها الحافل باللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين وبإعلان برنامج الدعم للبنان، ستعيد بعض الثقة اللبنانية باهتمام المجتمع الدولي الذي يبدو واضحاً انه يبدي قلقاً تصاعدياً من تداعيات مسألة اللاجئين الأمنية والاجتماعية على استقرار لبنان وخصوصاً اذا استمر العجز الدولي عن توفير إمدادات الدعم المالي وسائر أوجه المعونات الى لبنان الذي تجاوزت أرقام خسائره جراء هذا الثقل 8 مليارات دولار لم تساهم الدول المانحة بعد في تسديد ايّ دفعة بسيطة منها.

وفي اي حال تقول المصادر نفسها ان الموفد الأممي سيعاين بدوره على الأرض خلال اليومين اللذين يمضيهما في بيروت صورة كافية لتداعيات الحرب السورية على لبنان اولاً من خلال محادثاته مع المسؤولين والأنشطة المقرّرة له ومن بينها زيارة مركز لإيواء اللاجئين السوريين، وثانياً من خلال اطلاعه على تطورات ملف العسكريين المخطوفين الذي يبدو مقبلاً على مزيد من التعقيدات، وأخيراً من خلال ملف الفراغ الرئاسي الذي يبدو ان الموفد الأممي أفرد له حيزاً أساسياً ايضاً في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، ولذا أُدرجت بكركي في جدول اللقاءات اذ سيشكل هذا الملف صلب محادثاته مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وفي سياق متصل بملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيميْ «داعش» و«النصرة» تصاعدت الشكوك مرة جديدة في قدرة الحكومة على اتخاذ قرار حاسم تحدّد بموجبه القناة التفاوضية مع الجهات الخاطفة، علماً ان هذا القرار أرجئ اتخاذه الاسبوع الماضي بسبب سفر رئيس الحكومة تمام سلام الى باريس في زيارة رسمية. لكن بعد عودة سلام يوم السبت عادت لتبرز ملامح تباينات داخل الحكومة حول عرض «هيئة العلماء المسلمين» التوسط في هذا الملف وهو عرض يلاقي اعتراضات واسعة لدى قوى ووزراء داخل الحكومة فيما لا يمانع فيه النائب وليد جنبلاط وكتلة «المستقبل»، علماً ان وزير الداخلية نهاد المشنوق كشف ان ثمة شرطاً أساسياً للبحث في اي تفويض جديد للتفاوض هو اعلان الجهتين الخاطفتين التزام وقف قتل اي عسكري مخطوف وتوقيع تعهُّد بذلك.

وكان بارزاً امس في هذا السياق، الكشف عن توقيف الجيش اللبناني سورييْن كان بحوزة أحدهما حزام ناسف بينما كانا يرافقان من عرسال شيخاً إلى الجرود للقاء مسؤولين في «النصرة» التي تحدثت تقارير عن انها فوّضت الشيخ وسام المصري كوسيط جديد للمفاوضات في قضية العسكريين.

وأشارت المعلومات الى ان الجيش اللبناني استمع إلى إفادة الشيخ الذي كان هدف زيارته للجرود الحصول على تعهُّد من الخاطفين بوقف إيذاء وقتل العسكريين، خلال مرحلة المفاوضات.

وقد حضر هذا الملف بتعقيداته السياسية والانسانية وما يثثيره من مخاوف امنية في اللقاء التضامني الحاشد الذي اقيم مع اهالي العسكريين المخطوفين في مكان اعتصامهم المفتوح قبالة السرايا الحكومية في وسط بيروت، وذلك في ذكرى مرور اسبوع على اعلان «النصرة» إعدام الدرَكي علي البزال وتوزيعها صورة عن تصفيته بالرصاص على عكس ما فعلته في 19 سبتمبر الماضي حين وزّعت شريط فيديو يُظهِر إعدامها العسكري محمد حمية.

وتخلل اللقاء التضامني مع أهالي الاسرى بلبلة مع صعود النائب ناجي غاريوس (من كتلة العماد ميشال عون) الى المنصة لالقاء كلمته، اذ تصاعدت اصوات الاحتجاج من الاهالي (على خلفية تحميلهم عون مسؤولية رفض وعرقلة مقايضة الأسرى بسجناء اسلاميين في رومية) الذين اتهموا «التيار الوطني الحر» بالكذب في قضيتهم، ما دفع غاريوس الى النزول عن المنصة لبعض الوقت ليعود لاحقاً الى إلقاء خطابه وإكمال اللقاء.

السنيورة: هل نترك الراية في فلسطين لإيران وميليشياتها ... أم للتطرف؟



دعا رئيس كتلة «تيار المستقبل» في مجلس النواب اللبناني رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة الى «العمل على تعزيز مؤسساتنا وتأكيد عنصر الحوكمة فيها ومبدأ تداول السلطة».

وسأل السنيورة خلال حفل عشاء اقامته مؤسسة التعاون تكريماً لرئيس مجلس ادارة شركة «سي سي» سعيد خوري في عمان بحضور حشد من الشخصيات العربية والاردنية والفلسطينية «لمَن نترك نحن العرب الرايةَ العربية في فلسطين، الى إيران وميليشياتها، أم للتطرف الديني والإرهاب؟»، معتبراً «ان استعادةَ الوعي الفلسطيني والعربي كُلِّه وقْفٌ على استعادة الوعي بمفتاحية قضية فلسطين والقدس لكلِّ ما عداها»، ومضيفاً: «لا عروبةَ بعد فلسطين، ولا رايةَ بعد رايتها. كيف يحدث ذلك أو كيف ينبغي أن يحدثَ ذلك؟ يحدث باستيلاد الفرصة من رحم المأساة وليس على طرائق الفصائل المتصارعة بغزة وغير غزة».

ورأى «ان اولى الاولويات الأن يجب ان يكون بالعمل على وقف التدهْوُر في قضية الشعب العربي الفلسطيني وإنهاءُ الانقسام الداخلي. إذ لا معنى للصراع على السلطة في ظلّ الاحتلال والابتلاع».