أسهم «قيادية» تعود إلى مستويات 1993 !

عاصفة حمراء تضرب الأسواق الخليجية

1 يناير 1970 05:40 ص
• خسارة البورصة منذ بداية العام 17 في المئة والقيمة السوقية فقدت 1.1 مليار دينار أمس

• ضبابية الرؤية وغياب المحفّزات قد يدفعان إلى مزيد من التراجعات

• السوق يعود أعواماً إلى الوراء ... وانخفاض النفط ليس السبب الوحيد!
عاصفة حمراء، ضربت البورصات الخليجية أمس، حيث تكبدت خسائر فادحة عادت ببعضها إلى ما هو أسوأ من أيام الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وطال التراجع جميع الاسواق الخليجية من دون استثناء. وفيما خسرت البورصة الكويتية 2.9 ليصل مؤشرها إلى 6247,75 نقطة، وهو المستوى الأدنى منذ 22 شهراً، سجلت اكبر الانخفاضات في سوقي دبي والدوحة، حيث استمر المستثمرون بالتخلص من الأسهم. وتراجع مؤشر دبي بنسبة 7.6 في المئة الى 3321,30 نقطة، وهو ادنى مستوى له خلال العام الحالي، لتتبخر الأرباح التي حققتها هذه السوق منذ مطلع العام.

في المقابل، تراجعت سوق أبوظبي بنسبة 3.6 في المئة إلى مستوى 4209, 8 نقطة، وهو مستوى ادنى بـ 1,9 في المئة من إغلاق العام الماضي.

أما مؤشر السوق السعودية الأكبر في العالم العربي، فقد خسر 3.3 في المئة ليصل الى 8119,08 نقطة، وهو المستوى الأدنى منذ 12 شهراً.

أما مؤشر البورصة القطرية، فقد تراجع 7.2 في المئة، قبل ان يعوض بعض خسائره ويصل الى 11114, 43 نقطة، وهو ادنى مستوى منذ مطلع السنة. وتراجع مؤشر سوق مسقط 3,2 في المئة إلى 5623, 65 نقطة، فيما خسر مؤشر البحرين 0,6 في المئة.

وباستثناء قطر والبحرين، باتت جميع اسواق الخليج دون مستوى اغلاق 2013.

ومنذ سبتمبر، تراجعت القيمة السوقية لاسواق المال الخليجية بمقدار 190 مليار دولار لتصل الى 980 مليار دولار، بحسب ما ذكر صندوق النقد العربي.

الكويت

وبالعودة إلى السوق الكويتية، فقد سجلت الأسهم القيادية المدرجة في سوق الأوراق المالية مثل «زين» والوطني«وبيتك» مستويات تاريخية كانت قد تجاوزت قبل أكثر من عشرين عاماً على مستوى البعض منها، وذلك في ظل التراجعات والخسائر المتتالية التي تكبدتها المؤشرات العامة خلال الفترة الاخيرة.

وفقدت القيمة السوقية للبورصة أمس نحو 1.1 مليار دينار بما يعادل 3.8 في المئة لتصل الى 28.152 مليار دينار.

مستويات 1993

وتشير إقفالات تلك السلع الى ان هناك أسهماً مثل «زين» التي أغلقت عند 520 فلساً تتداول عند مستويات شهر يونيو 1993 أي قبل 21 عاماً، فيما يتداول سهم «بيت التمويل الكويتي» عند مستويات لم يرها منذ مارس 1996 (مع الوضع في الاعتبار التوزيعات السنوية وتفسيخات السعر السوقي).

وبدوره تداول سهم البنك الوطني عند مستويات يناير من العام الحالي، أي قبل عام تقريباً.

واضافت البورصة أمس خسائر جديدة تصل الى 189 نقطة، تُضاف الى سجل الخسائر التي يسجلها يومياً بسبب غياب الثقة و«ضبابية» الرؤية الاستثمارية، ليس فقط لدى الافراد والقطاع الخاص، بل أيضاً على مستوى المحافظ الحكومية التي يبدو أنها تحتاج الى دروس تقوية في طبيعة التعامل مع الازمات.

وانتقد مديرو الصناديق الاستثمارية والمحافظ المالية تعامل المؤسسات العامة مع ما يحدث ثم تحميل تراجع أسعار النفط ما يحدث من خسارة تبخرت معها مكاسب كانت قد حققتها الاسهم المدرجة والشركات الاستثمارية على مدار الشهور الماضية.

خسائر (كويت 15)

وكان لافتاً خلال تداولات السوق أمس حركة مؤشر (كويت 15) الذي يتفاعل مع تعاملات أفضل 15 سلعة مدرجة تتقدمها بنوك وشركات خدمية مثل «زين» و«اجيليتي» وغيرها، إذ تراجع بأكثر من 5 في المئة، بعد ان فقد المكاسب التي حققها منذ بداية العام (كان قد حقق نمواً يفقو 15 في المئة).

وبلغت خسارة مؤشر (كويت 15) وفقاً لإقفال الامس عند مستوى 1011.6 نقطة 56.8 نقطة بما يعادل 5.3 في المئة، فيما سجل المؤشر ذاته أكبر خسارة له في جلسة واحدة منذ تأسيسه.

وفي ظل التراجعات التي لم يظهر لها نهاية حتى الآن، تداولت المؤشرات العامة وفي مقدمتها «المؤشر السعري» عن مستويات تاريخية تعود الى الازمة المالية (قبل خمس سنوات) والتي تكررت قبل نحو العامين وتحديدا في فبراير 2013.

أكبر الخاسرين

ويأتي السوق الكويتي كأكبر الخاسرين بين أسواق الخليج منذ بداية العام الحالي (باستثناء السوق مسقط الذي انخفض منذ بداية العام 17.7 في المئة) إذ بلغت خسارته نحو 17 في المئة بالنظر الى إقفالات نهاية ديسمبر 2013 عند مستوى 7549.5 نقطة (أقفل امس عند 6.274.8 نقطة) أي ان إجمالي خسائره حتى الآن تصل الى 1274.8 نقطة.

وقال مديرو الاستثمار في كيانات خاصة إن التراجعات التي مُنيت بها أسواق الخليج جاءت بعد مكاسب كبيرة، إذ عوضت معظمها خسائر الازمة المالية، إلا أن البورصة الكويتية ما زالت دون المستوى المطلوب حتى الآن، لافتين الى ان عدداً من العوامل تضافرت جميعها لتُفقد الاوساط الاستثمارية الثقة في السوق، منها غياب صناع السوق وتصفية الحسابات المختلفة على ظهر الشركات التشغيلية، اضافة الى خروج السيولة بصنفيها، سوءاً كانت المضاربية الساخنة التي تتخوف من الضغوط الرقابية وتطبيق قانون هيئة أسواق المال (خصوصاً المادة 122 من القانون 7 لسنة 2010) أو الأموال الاستثمارية طويلة الاجل التي تستهدف الأسهم التشغيلية وتهتم دوماً ببناء مراكز استراتيجية فيها.

غياب المحفزات

ووسط غياب المحفزات الداخلية والخارجية، كان لافتا في مسار الاداء التراجعات القوية بسبب ما يثار حول اسعار النفط المتراجعة علاوة على الانخفاضات الحادة التي شهدتها اسواق المال الخليجية والغياب شبه المتعمد من جانب صناع السوق لتسقط التداولات بما يشبه السقوط الحر وتغلق الجلسة في المنطقة الحمراء.

ويبدو ان التراجعات التي مُني بها السوق أمس كان مبالغا فيها وفق رؤية العديد من المحللين الماليين.

وأكد هؤلاء ان قطاع الغاز في البورصة الكويتية لا تتجاوز قيمتها 400 مليون دينار وفقاً لإقفالات الامس، أي ما يعادل 1.3 تقريباً من القيمة الرأسمالية للشركات المدرجة.

المؤشرات العامة

بلغت كيمة الاسهم المتداولة أمس 167.9 مليون سهم بقيمة تصل الى 44.7 مليون دينار (منها 12.3 مليون دينار تداولت على فيفا) نفذت من خلال 9791 صفقة نقدية (6,472 صفقة تمت على فيفا).

وتراجع المؤشر الوزني بـ 16.38 نقطة ليقفل عند 421.3 نقطة، فيما ارتفعت الخسائر التي سجلها الوزني لتصل الى 7 في المئة منذ بداية العام. واغلق مؤشر كويت 15 عند مستوى 1011.6 نقطة منخفضا بـ 50.2 نقطة.

الخليج

تراجعت معظم البورصات الخليجية، ولاسيما في دبي حيث أغلق مؤشر الأسهم منخفضا 7.6 في المئة، ليمحو كل مكاسب 2014 مع استمرار التدافع المحموم على البيع.

وهوى مؤشر دبي إلى أقل مستوى في 11 شهرا، بعدما هبطت جميع الأسهم التي جرى تداولها تقريبا، ونزل سهم إعمار العقارية 6.2 في المئة وأرابتك 7.5 في المئة.

كما نزل المؤشر الرئيسي لبورصة أبوظبي 3.1 في المئة وفقد جميع مكاسبه منذ بداية العام، في حين هوت بورصة قطر 6.4 في المئة إلى 11056 نقطة وهو أقل مستوى خلال 10 أشهر.

وفي السعودية، هبط المؤشر السعودي لأدنى مستوى في 13 شهرا صباح الأحد، بفعل تأثر معنويات المتعاملين سلبا بهبوط أسعار النفط.

وخسر المؤشر السعودي أكثر من أربعة في المئة ليسجل 8053.4 نقطة في بداية التعاملات، مسجلا أدنى مستوى في 13 شهرا قبل أن يقلص خسائره إلى 3.13 في المئة.

البورصة المصرية

بدورها، عمقت مؤشرات بورصة مصر خسائرها خلال منتصف تعاملات جلسة أمس، مع استمرار تضررها من التراجعات الحادة للأسواق الخليجية التي هوت إلى مستويات متدنية بفعل تقلبات أسواق النفط. وهبط المؤشر الرئيسي «إيجي أكس 30» بنحو 4.38 في المئة، وهي أكبر وتيرة تراجع يومية فى أكثر من 6 أشهر، ليصل إلى 8793.14 نقطة لأدنى مستوياته فى شهر ونصف. وانخفض مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «إيجي أكس 70» بنحو 4.83 في المئة إلى 583.49 نقطة، فيما تراجع المؤشر الأوسع نطاقا «إيجي أكس 100» بنسبة 4.25 في المئة إلى 1084.3 نقطة.

وقال إيهاب رشاد، الرئيس التنفيذي لشركة «مباشر» للوساطة في الأوراق المالية «لاتزال التراجعات الحادة في أسواق الخليج تلقي بظلالها السلبية على أداء سوق مصر مع استمرار تهاوي أسعار النفط». ونزلت أسعار العقود الآجلة للنفط، يوم الجمعة، بنحو 3 في المئة إلى مستويات هي الأدنى منذ يوليو 2009، ونزل خام برنت نحو 9 في المئة على مدار الأسبوع الماضي وأكثر من 45 في المئة منذ يونيو الماضي التي وصل خلالها إلى 115 دولارا للبرميل

وفيما سجلت البورصة المصرية خسائرر ناهزت 10 مليارت جنيه في جلسة أمس، رجح خبراء أسواق مال ومحللون فنييون ان تواصل الهبوط وتسجيل الخسائر أكثر فأكثر. وأضاف هؤلاء أن مؤشر الثلاثين الكبار سينصب تركيزه على مستوى الدعم قرب 9100-9050 نقطة والذي في حال كسره قد يواصل تراجعه صوب 8800 نقطة. وهوت مؤشرات بورصة مصر في تعاملات الأسبوع الماضي، وخسر رأسمالها السوقي نحو 14 مليار جنيه مع تعرضها إلى عمليات بيعية مكثفة لجني الارباح.