ضوء / أنت... كوابيسك

1 يناير 1970 11:50 ص
تُرى كيف يقتنع من لا رغبه له في التفاؤل؟ أن الكوابيس مخرجات تراكمات يومه.

كيف نستطيع تغيير مفاهيم عامه عميقة الجذور؟، تمتد كشبكة عنكبوتية على مراكز الإدارة في الدماغ، فتدير الجسد للتشاؤم والضياع.

كيف نقنع المريض أن المرض حياته. المحبط أنه هو جوهر شؤم حياته...؟!

كيف نقنع السجين أن يفك أسره النفسي، وأن مفتاح الحرية النفسية موجود في يديه؟!

كيف نقنع أي بشري أن منتجات واقعه هي مواد يومه بتفاصيلها الدقيقة، إن الاقناع فن نفسي متجرد من (النواهي) و(اللاءات).... إنه فن ضروري يستخدمه المُختصون في قيامة الفكر الإنساني كمنتج ومستثمر حقيقي في الحياة... ولأن لكل سبب نتيجة... يكون الجهل بالسبب هو مصائب النتيجة... وإلينا هنا أحد أسباب منغصين النوم مثلاً:

انجازاتك المطلوبة يوميا...مثل

1 - انهاء معاملة صحية

2 - انهاء واجبات عملك

3 - واجباتك الاسرية

4 - واجباتك النفسية مع ذاتك

5 - واجباتك الروحية مع الله

هنا الواجب أدائها بشكل كامل، هذا المتوقع من شخص يهتم بنفسه وبحياته، لنفرض شخصا آخر لم يقم بالمتوقع منه، فمثلا يقوم بتأجيل بعض الواجبات، أو تجاهلها أملا بذلك تبخرها، أو فقدها لأهميتها بعد زوال لحظة ضرورتها، أو توكيل من ينوبون عنه فيها، ثم يفرح بإتمامها، ليتفاجأء بنهايات يومية متممه التمام له، تظهر كآلام في الرأس وكوابيس ليلية، حقيقتها صرخات مسؤوليات، يعلم الإنسان أنه من واجبه القيام بها، ويتوارى عن ذلك تحت مفهوم التعب... الذي نفهمه الآن بهذه المقالة أنه مفهوم اللامبالة وهي مماطلة لواجبات ضرورية انشغالا بلا شيء حتى يقع بها.

عزيزي المماطل كتعبير حضاري لكلمة مهمل...

ان المماطلة مرض سريع الفتك بصاحبة اسمية بتعريفي الشخصي، مرض فقد المناعة النفسية... يظهر هادئ في أول لحظاته ثم يفاجئك بكرمه وسخائه في استقبال جميع الحالات النفسية المزعجة من توتر وقلق وخوف، اضافة إلى اصطحابك لرحلة ليلية بائسة بنوم مُنغص لراحتك، وليل طويل مليء بالأحلام المزعجة التي تخرجك لنهار اليوم التالي...

عاجز عن التفاعل، كاستجابة طبيعية لكوابيس ليلية، ولأن من الواقعية والمنطقية ومن الإبداعية أيضا أن أن تكون المخرجات هي مدخلات أصلاً يكون العلاج هو البتر النهائي لحالات المماطلة اليومية، فنحول مدخلات التأجيل إلى مدخلات التقديم والسرعة في انجاز كل مسؤولياتك، وواجباتك، وضروريات حياتك، متدرجة الأهمية، لتنعم بأقراص راحة البال التي يتجرعها المنجزون يومياَ... من صيدلية انجازاتهم. ومن أرفف صيدلية الفشل الفارغة

مازال المماطلون، يبحثون عن اقراص تخلصهم من كوابيسهم الليلية، متجاهلين انهم الكابوس ذاته لأنفسهم.