الأستاذ في جامعة مينيسوتا أكد أن الحركات الإرهابية ... آفة العصر
أكاديمي أميركي: فجوة عميقة بين الدول العربية والتعليم الإلكتروني
| كتب غانم السليماني |
1 يناير 1970
09:49 ص
• بعض الأساتذة في الدول العربية يرون أن التعليم الإلكتروني يهدّد مصالحهم ومناصبهم
• من دون قرار سياسي سيكون من الصعب جداً تطبيق التعليم الإلكتروني
• كل يوم تأخر في تطبيق التكنولوجيا يترجم بعشرات السنين من التخلّف
• واقع المعرفة في العالم العربي ... مزر
وصف أستاذ جامعة منسوتا في الولايات المتحدة الأميركية سيدي أحمد بن روان، واقع التعليم الإلكتروني في الدول العربية، بـ «البدائي»، بسبب غياب القرار السياسي والهاجس من التكنولوجيا الذي يخيم على الأساتذة، مشيرا الى ان غياب التكنولوجيا عن الدول العربية له أثر خطير على الاجيال.
وقال الأكاديمي الأميركي بن روان، الذي تعود أصوله الى دولة الجزائر، في حديث مع «الراي»، على هامش مشاركته في مؤتمر المعرفة الاول الذي نظمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي أخيرا، إن «أثر الفجوة الرقمية مع العالم المتقدم عميق، وحان الوقت لردم هذه الفجوة وإصدار قرارات سياسية من وزارات التربية لتطبيق التعليم الالكتروني وعدم التأخير الذي يكلفنا الكثير ويجعلنا متخلفين»، مشيرا الى ان هناك «شحاً في المصادر والكتب التي تتحدث عن التعليم الالكتروني في الدول العربية».
وأضاف، بن روان، أن «الحركات الارهابية آفة العصر، وعلينا مجابهتها بحماس وفكر الشباب الذي يرغب في تطوير وطنه»، لافتا إلى أن «الجيل الجديد يهتم بالتكنولوجيا ويقبل عليها بشكل كبير»...والى نص الحوار:
• كيف ترى واقع التعليم الالكتروني في الدول العربية؟
- للأسف، مازلنا في الوضع البدائي، وذلك لعدة أسباب، ومنها أولا: غياب القرارات السياسية والادارية التي تصدر من وزارات التربية والتعليم لكي نجعل من هذه الوسيلة أو المادة متاحة لكل الطلبة.
ثانيا: أن التعليم الالكتروني يتطلب استثمارات غالية ومكلفة على مستوى الاجهزة والشبكات، وكل هذه عوامل غائبة في البلدان العربية.
ثالثا: هناك ثمة نوع من الخوف أو الهاجس لدى الاساتذة الذين يرون في التعليم الالكتروني نوعا من التعليم الذي يهدد مصالحهم أو مناصبهم، لذلك تجد الاستاذ الذي لديه خبرة 30عاما غير مستعد لتكوين نفسه وتكوين الآخرين والاتجاه نحو التعليم الالكتروني.
• ما الحلول لمعالجة هذا الخلل؟
- الحلول المناسبة، تتمثل في ان كل المؤسسات والعاملين بها يسيرون على طريقة القرار السياسي، فعندما يكون هناك قرار سياسي يصدر من الوزارة ويكون هناك توجه سياسي ورؤية لهذا التعليم الالكتروني أظن ان كل الجامعات وكل المؤسسات ستنخرط في هذا القرار، ولكن مع غياب هذه الرؤية والنواة يصبح تطبيق التعليم الالكتروني صعبا جدا.
• ما الاثر الذي يترتب على غياب التكنولوجيا في التعليم؟
- أثر خطير جدا، فلدينا فجوة كبيرة مع العالم المتقدم وكل يوم تأخر في تطبيق التكنولوجيا هو يترجم بعشرات السنين، واذا بقينا مستمرين في هذا الاطار فستكون الفجوة الرقمية أكثر عمقا والفرق بيننا وبين البلدان المتقدمة سيكون بعيدا جدا بحيث يصعب اللحاق بها.
• كيف ترى واقع المعرفة في العالم العربي؟
- واقع مزر، فبكل صراحة، لدينا جامعات تنتج مواد وتقارير وبحوثا لا تترجم على الواقع الاقتصادي، وشيء جميل أن تُنتج بحوث لكن هل هناك ترجمة لهذا الانتاج على الواقع الاقتصادي؟، وهل المستهلك العربي يجد ما يخدم مصالحه وتنميته؟.
• حدثنا عن التجربة الالكترونية التعليمية في أميركا؟
- شهدت التجربة الأميركية في التعليم الالكتروني نقلة نوعية في السنوات العشر الماضية، وفي جامعتي، «جامعة منسوتا»، في العام 2000 كان الجميع متخوفا من التعليم الالكتروني بمن فيهم الاساتذة الأميركان الذين كانوا لا يفهمون هذا التكوين الالكتروني، ولكن مع تغير الاجيال وتحولها للتعامل مع التكنولوجيا فرض الامر على مؤسسي الجامعة والاساتذة أن يندمج الجميع في التعليم الالكتروني.
• كيف يتم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في التعليم؟
- خلق مواقع وفتح مجال للطلبة للحصول على المعلومات وإدخالها في المواقع الالكترونية وهذه ميزة التعليم في أميركا، فالأستاذ لديه مواضيع معينة ولكن لديه الحرية في إدخال ما يشاء من التكنولوجيا، ويمنح حرية كبيرة للأستاذ.
• كيف أثرت الحركات الارهابية على آفاق التعليم في الدول العربية؟
- الحركات الارهابية آفة من آفات العصر ناتجة عن الفكر التطرفي الذي قد نراه في بعض الاحيان في بعض الاقسام والمدارس.
وعن مستقبل الحركات الارهابية فإن نظرتنا إيجابية في ظل تحمس الشباب للدفاع عن مكتسبات الامة العربية.
• ماذا بشأن الكتاب الذي أصدرته حول التعليم الالكتروني؟
- الكتاب نشرته في فرنسا والجزائر، وكان مساهمة مني لترجمة المعرفة والاشياء الجديدة لأضعها خدمة للوطن العربي، وأنا أدرس في التعليم الالكتروني وكنت أتأسف لعدم وجود مصادر عن التعليم الالكتروني ومشروعي المقبل هو ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية للتسهيل على الطلبة.