للمساعدة في رسم الخطط والسياسات السليمة للتنمية
دبي أطلقت مؤشراً جديداً للمعرفة يبحث واقعها في المجتمعات العربية
| كتب غانم السليماني?|
1 يناير 1970
09:49 ص
• ضعف البحث العلمي والفجوة بين التعليم وسوق العمل أهم تحديات قيام مجتمع المعرفة في العالم العربي
• المرحلة الحالية تفرض حث الخطى لإقامة مجتمع المعرفة والإدماج الفاعل للشباب في التنمية
• ضرورة توفير البيئات التمكينية الحاضنة على أساس العدل الاجتماعي ودعم قيم ومبادئ المواطنة
• غيث فريز: ضرورة توفير المناهج الحديثة وبمعايير عالمية لتمكين الشباب من القيام بعملياتإنتاج ونقل وتوطين المعرفة
• أداة عملية لقياس المعرفة في الوطن العربي ومزوّد لصنّاع القرار والخبراء والباحثين بالمعلومات
• تطوير القدرات المعرفية بالتركيز على 3 قطاعات إستراتيجية هي المعرفة والتعليم وريادة الأعمال
• العمل على تنمية الموارد البشرية في المنطقة من خلال خلق قاعدة عريضة من الخبرات البشرية
• تقرير المعرفة لهذا العام يشمل برنامجاً عاماً ينظر في قضايا الشباب والمعرفة من منظور إقليمي عربي
البيوض:
• نبذ الشعور بالنقص
لدى الشباب
لكي يتمكنوا
من الإبداع بحرية
الطراونة:
• أهمية التواصل
المباشر مع الشباب
بالوسائل نفسها
التي يستخدمونها
الحسن:
• الجامعة الأميركية تتواصل مع القطاعين العام والخاص وتطلب من أرباب العمل تقييم خرّيجيها
بن حويرب:
• مطالبات بتوفير مناهج حديثة بمعايير عالمية لتحفيز الشباب العربي على إنتاج
وتوطين المعرفة
أطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم «مؤشراً جديداً للمعرفة»، كجزء من فعاليات مؤتمر المعرفة السنوي لرصد واقع المعرفة في الوطن العربي بشكل سنوي، مع مراعاة خصوصيات المنطقة العربية.
ويشتمل المؤشر على عدد من المؤشرات الفرعية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية، الدالة على التقدم نحو مجتمعات واقتصادات المعرفة، مثل عدد وفاعلية الجامعات والمعاهد العليا، ومراكز البحث العلمي، ومقدار الميزانيات التي تخصصها الحكومات لتطوير البحث العلمي، عدد براءات الاختراع المسجلة سنوياً، مدى انخراط القطاع الخاص في دعم وتمويل مراكز البحث العلمي، ومدى تطور البنية التحتية للاتصالات كإحدى وسائل نشر المعرفة، عدد الكتب والمؤلفات والترجمات التي يتم إصدارها سنوياً، جهود التوثيق الورقي أو الإلكتروني، جهود تطوير المحتوى باللغة الأم، ليتم بعد ذلك منح تصنيفات خاصة عن مدى تطور المعرفة في كل دولة عربية.
وسيجسد المؤشر أداة عملية لقياس المعرفة في الوطن العربي، ومزوداً لصناع القرار والخبراء والباحثين، بمعلومات دقيقة وعملية عن واقع المعرفة في المجتمعات العربية، للمساعدة في رسم الخطط والسياسات السليمة للتنمية.
وأبرز التقرير، الذي تم إنجازه في إطار شراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الفجوة المعرفية، التي يعاني منها العالم العربي بالرغم من الانتشار المتزايد لوسائل تكنولوجيا المعلوميات، والتي تتمظهر بشكل جلي في التقارير الأخيرة للتنافسية العالمية، فيما تجثم الطفرة الشبابية، في ظل هيمنة فئة الشباب على ساكني المنطقة العربية، بشكل كبير على الموارد ولاسيما في قطاع التعليم.
وشدد التقرير على ضرورة التفاعل الإيجابي مع قضيتين حيويتين بالنسبة للبلدان العربية، تتعلقان بالفجوة المعرفية والطفرة الشبابية، بهدف تحقيق التنمية المنشودة.
وعبر واضعو التقرير، الذي تم إطلاقه في إطار أشغال «مؤتمر المعرفة الأول»، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بدبي، عن القلق بخصوص تداعيات هاتين القضيتين، مشددين على ضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية تمكن من توسيع فرص النمو وتنمية قدرات الشباب.
ويسلط التقرير الضوء على واقع المعرفة في العالم العربي، من خلال التطرق لقضايا ومفاهيم تهم إدماج الشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة، وحال وتحديات نقل وتوطين المعرفة في المنطقة العربية، ووضع الشباب العربي وعناصر تمكينه من المشاركة الفاعلة في نقل وتوطين المعرفة، والبيئات التمكينية المطلوبة للإدماج الفاعل للشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة، واستراتيجيات تفعيل مشاركة الشباب في توظيف المعرفة في التنمية الإنسانية المستدامة.
ويقدم تقرير المعرفة العربية تشخيصا نوعيا ودقيقا، يمكن من مساعدة المسؤولين في البلدان العربية على تقييم الوضع السائد ووضع خطط تنموية لبناء مجتمعات معرفية قادرة على مواجهة التحديات.
وأشار التقرير إلى أن المرحلة الحالية التي تجتازها المنطقة العربية تفرض حث الخطى من أجل إقامة مجتمع المعرفة، والإدماج الفاعل للشباب في تنمية المجتمع، مؤكدا على ضرورة توفير البيئات التمكينية الحاضنة لهذا الإدماج، على أساس من العدل الاجتماعي ودعم قيم ومبادئ المواطنة.
ويستكمل هذا التقرير خطوات التقريرين السابقين، اللذين استهدفا موضوع المعرفة وإقامة مجتمع المعرفة في الوطن العربي.
وكان التقرير الأول، والذي صدر سنة 2009 شدد على أهمية مجتمع المعرفة بالنسبة للمنطقة العربية، ورصد مقومات تأسيسه وبنائه، فيما سلط التقرير الثاني (2011) الضوء على الأدوات المنهجية والإجرائية الضرورية، لتأهيل الشباب للمشاركة في مستقبل المعرفة بفعالية.
وقال العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد جمال بن حويرب، إن «هذا التقرير يهدف إلى البحث والاستقصاء لتأسيس مرجعية علمية ومنهجية ترصد حال المعرفة في الدول العربية، لتقدم تشخيصا صحيحا لبناء مجتمعات قائمة على المعرفة، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، إلى جانب إيجاد الطرق الناجحة لمساهمة الشباب في حل قضايا المجتمعات العربية.
وزاد بن حويرب «انطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بمبادرة شخصية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وجاء الإعلان عن تأسيسها في كلمة سموّه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت - الأردن في مايو 2007. وتسعى المؤسسة لتطوير القدرات المعرفية والبشرية في العالم العربي، من خلال التركيز على ثلاثة قطاعات إستراتيجية هي المعرفة والتعليم وريادة الأعمال، كما تعمل المؤسسة على تنمية الموارد البشرية في المنطقة من خلال خلق قاعدة عريضة من الخبرات البشرية التي تتمتع بمعارف ومواهب واسعة، وتوفير المزيد من الفرص للأجيال الشابة للحصول على المعرفة وضمان مستقبل أفضل، وتشجيع المهارات القيادية في أوساط الجيل الشاب لتحسين مستوى ونوعية حياتهم».
وأشار بن حويرب إلى أن تقرير المعرفة العربي مبادرة مشتركة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في إطار سعي الطرفين لدعم الجهود الهادفة إلى تحقيق مجتمع واقتصاد المعرفة في العالم العربي.
وأضاف «يأتي تقرير المعرفة العربي الثالث تحت عنوان (الشباب وتوطين المعرفة)، والذي سيتناول مواضيع مهمة تسلط الضوء على واقع المعرفة في العالم العربي، مثل مفاهيم إدماج الشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة، حال وتحديات نقل وتوطين المعرفة في المنطقة العربية، حال الشباب العربي وعناصر تمكينه من المشاركة الفاعلة في نقل وتوطين المعرفة، البيئات التمكينية المطلوبة للإدماج الفاعل للشباب في عمليات نقل وتوطين المعرفة، واستراتيجيات تفعيل مشاركة الشباب في توظيف المعرفة في التنمية الإنسانية المستدامة». ويتميز تقرير المعرفة لهذا العام باشتماله على تقرير عام ينظر في قضايا الشباب والمعرفة من منظور إقليمي عربي، وتقرير آخر ينظر في القضية نفسها على مستوى دولة الامارات العربية المتحدة، والذي يتناول حال وتحديات واستراتيجيات الإدماج الناجع للشباب الاماراتي، في نقل وتوطين المعرفة على الصعيد الوطني، ويناقش عناصر تمكينهم وتفعيل مشاركتهم في توظيف المعرفة في التنمية الانسانية المستدامة.
من جانبه، قال مدير ومنسق تقرير المعرفة العربي غيث فريز، ان إصدار تقرير المعرفة الثالث يتوخى توطين المعرفة إلى جانب انتاج ونقل وتوظيف المعرفة في المجالات كافة، مشددا على ضرورة توفير المناهج الحديثة وبمعايير عالمية لتمكين الشباب العربي وتحفيزهم على القيام بعمليات انتاج ونقل وتوطين المعرفة، مع التركيز على تخصيص الحكومات لجميع الأدوات التي تدعم المشاركة الواسعة للشباب في هذا المجال.
من جانبها، قالت مديرة مكتب البحوث المؤسسية والتقييم في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة كرمة الحسن، ان تقرير المعرفة العربي 2014 تمكن من تقديم مفهوم واسع وشامل للمعرفة، وأفادت أن أهم تحديات قيام مجتمع المعرفة في العالم العربي تكمن في ضعف البحث العلمي ووجود فجوة حقيقية بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
وأوضحت أن على الجامعات اعتماد آليات محددة وعلمية لتحفيز الشباب على إنتاج ونقل وتوطين المعرفة، من خلال توفير مناهج حديثة ذات مستويات عالمية تواكب معايير الاعتماد الدولية، وتؤدي لمخرجات تعليمية تشمل المهارات المختلفة المعرفية واللغوية والوجدانية والانفعالية، وتشجيع اندماج الشباب في فرق عمل.
ونوهت الحسن إلى تجربة الجامعة الأميركية في هذا الإطار، حيث ان الجامعة تتواصل بشكل عام مع القطاعين العام والخاص، وتطلب من أرباب العمل تقييم خريجيها، كما تطلب منهم التعرف على متطلباتهم لمواءمة المناهج والتخصصات معها.
من جهتها أكدت، مديرة المعهد العالي العربي للترجمة في الجزائر الدكتورة إنعام البيوض، أن الاستقرار والأمن أساسا الحصول على المعرفة وتوطينها، في الوقت الذي تشهد فيه معظم الدول العربية حالة من عدم الاستقرار، إلى جانب أهمية رد الاعتبار والثقة للشباب العربي، ونبذ الشعور بالنقص لديهم لكي يتمكنوا من الإبداع بحرية.
وأضافت أن إعادة النظر في مناهج التعليم العالي أمر مهم في عملية إنتاج المعرفة، بحيث نصل إلى مفهوم مواطنة عربي أكثر شمولية والتزام، خاصة وأن جميع الدول تتجه إلى تشكيل التكتلات والإحساس بالمصير والمستقبل المشترك، ونوهت إلى ضرورة النظر في مسألة القيم وتعليم الأجيال الجديدة قيمة العمل وقيمة الأخلاق وغيرها من القيم.
وشدد الدكتور اخليف الطراونة،رئيس الجامعة الأردنية على أهمية التواصل المباشر مع الشباب بالوسائل نفسها التي يستخدمونها، وإشراك الطلبة والشباب ليكونوا جزءا من منظومة العمل.
وتحدث عن إشكالية البطالة في الوطن العربي حيث يغفل الغالبية عن ضرورة التعليم المهني الذي هو أداة من أدوات نقل المعرفة، كما يحارب المبدعون من خلال التشريعات الصادمة التي تعرقل عملية الإبداع حسب رأيه.
وأشار إلى أن تحفيز الشباب لا يأتي إلا من خلال خلق المبادرات ونقل الأحلام والأفكار إلى منتجات حقيقية، فثقافة التميز مرتبطة بتحقيق الأهداف، مع توفير تجارب ناجحة غير مستوردة.
8 تحديات للانتقال إلى اقتصاد المعرفة
رصد تقرير المعرفة العربية لعام 2014، ثمانية تحديات يتعين على البلدان العربية مواجهتها من أجل الانتقال إلى اقتصاد المعرفة، تتمثل في:
1 - ضعف مؤسسات التعليم والتكوين والبحث العلمي.
2 - تضخم القطاع العام (التوظيف المفرط).
3 - ضعف القطاع الخاص.
4 - ضعف سياسة الدولة في مجال خلق ريادة الأعمال.
5 - بطالة الشباب.
6 - هجرة الشباب والعقول.
7 - ضعف الحكامة.
8 - التحدي المتعلق باللغة العربية.
جائزة المعرفة
تقدم جائزة المعرفة ضمن فعاليات مؤتمر المعرفة السنوي، باسم «جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» وتقوم على تكريم شخصية عالمية لها إسهامات واضحة في مجال نشر المعرفة.
وتهدف الجائزة إلى تشجيع رفع درجة الوعي حول أهمية نشر ونقل المعرفة كسبيل للتنمية المستدامة ورخاء الشعوب، وكذلك للتشجيع على بذل المزيد من الجهود والمبادرات والبرامج في مجال نشر ونقل وتوطين المعرفة حول العالم.
مشاركة واسعة لصُنّاع القرار وروّاد الفكر
حظي المؤتمر بمشاركة واسعة من المؤثرين وصُناع القرار ورواد الفكر وأصحاب الرأي من كافة أنحاء العالم، لتأسيس أحد أهم وأبرز التجمعات الدولية المعنية بتبادل الخبرات ونقل المعرفة ومنصة عالمية مثالية، لمناقشة سبل ترسيخ ثقافة بناء مجتمعات واقتصادات مستدامة ركيزتها المعرفة، والتعرف على أفضل ممارسات توطين المعرفة.
ويجسد مؤتمر المعرفة الأول منصة لإطلاق المبادرات والمشاريع المتعلقة بتحويل مجتمعاتنا العربية لمجتمع المعرفة، ويكون حدثاً سنوياً يتخذه المعنيون والمتخصصون وصُنّاع القرار مرجعاً لوضع الخطط ورسم السياسات المستقبلية وسيتم الإعلان عن الضيوف والمتحدثين وأجندة المؤتمر في وقت لاحق.