جعجع مستعدّ لملاقاة عون «حافي القدمين» بحثاً عن حلّ

جلسة الـ 200 يوم فراغ في الرئاسة ... لا رئيس للبنان

1 يناير 1970 01:21 ص
تَزامن مرور 200 يوم على الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية في لبنان امس، مع انتهاء الجلسة رقم 16 لانتخاب رئيس جديد للبلاد الى إرجاء جديد، وهذه المرة حتى 7 يناير المقبل، بعد تكرار سيناريو عدم اكتمال النصاب، في ضوء استمرار مقاطعة تكتّل العماد ميشال عون و«حزب الله».

وكان لافتاً، ان هذا الإرجاء تَرافق مع تطورين، أوّلهما الحركة الدولية الأولى من نوعها في اتجاه لبنان في محاولة لاستطلاع مكامن التعقيدات في الملف الرئاسي وتأكيد ضرورة إنهاء الفراغ عبر تفاهمات داخلية تعزز مناخ «عدم الممانعة» الاقليمية في إحداث اختراق يتيح التوصل الى مرشح توافقي للرئاسة، وثانيهما التحضيرات لإطلاق الحوار الثنائي بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» والمرجّح ان يكون قبيل رأس السنة، حيث سيشكل ملف الرئاسة بنداً رئيساً فيه، من زاوية الإقرار بمبدأ «رئيس التسوية».

وتقاطعتْ زيارات كل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير شؤون الشرق الأدنى وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو وممثلة السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي فريدريكا موغريني الى بيروت، عند التشديد على أهمية انتخاب رئيس في اقرب وقت، ومباركة اي حوار بين اللبنانيين يتيح تثبيت الاستقرار والإسراع في رسم «خريطة طريق» لإنهاء الفراغ الرئاسي.

وكان العماد عون أطلق اول من امس، ما يشبه «المقايضة المستحيلة» بين الانسحاب من المعركة الرئاسية مقابل التفاوض حول الجمهورية، الامر الذي فُسّر على انه يقول للآخرين إما تعويض ما يراه خللاً في اتفاق الطائف من خلال انتخابه رئيساً او البحث في صيغة جديدة للجمهورية على أنقاض «الطائف».

وغداة ترحيب عون برئيس حزب «القوات» إن رغب في زيارة دارته في الرابية، أعرب جعجع عن استعداده «للذهاب الى الرابية او اي مكان حافي القدمين اذا كان هناك اقتراح جدي لانتخاب رئيس للجمهورية»، موضحاً «ان الجمهورية التي نريدها هي تطبيق اتفاق الطائف وهي عملية تراكمية تأخذ وقتها ولا نربطها بلحظة معينة».

وكان بارزاً في سياق متصل، اعلان السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري خلال لقائه وفدا من الرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير ابي اللمع أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو مسؤولية وطنية، وثمة طرق عديدة يمكن أن تفضي الى انجاز هذا الاستحقاق، ولكن أشدها نجاعة هو حصول توافق بين القيادات المسيحية على اسم مرشح لرئاسة الجمهورية وعرضه على البرلمان»، موضحاً ان «لبنان في أمسّ الحاجة الى حوار بين مكوناته، وداخل كل مكون، ومن شأن أي حوار بين القيادات المسيحية ان يؤدي الى تقريب وجهات النظر بين مختلف الاطياف المسيحية وبلورة الافكار التي تحقق المصلحة المسيحية والوطنية ضمن ميثاق يضمن تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وتجنب احياء الخلافات السابقة».