«نجوى كرم دعمت مسرح المدينة لدفع الإيجار السنوي»
نضال الأشقر لـ «الراي»: مسارحنا تتوجّع ... نستمر «باللحم الحي»
| بيروت ـ من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
01:06 ص
تواصل الفنانة اللبنانية الكبيرة نضال الأشقر مبادرتها لتوفير الدعم المالي لمسرح المدينة الذي يعاني، لظروف كثيرة، بسبب قلة الموارد.
الطريقة الحضارية الراقية التي أقدمت عليها الأشقر، تتيح لكبار نجوم الغناء تقديم المساعدة، لإنقاذ المسرح من الوقوع ضحية الدخل الشحيح، بسبب نخبويته وجدية عروضه، وتتلخص الفكرة في دعوة المطربين إلى الغناء في حفل لا يتقاضون عنه أي أجر، باستثناء ما يتقاضاه عازفو الفرقة الموسيقية، ويذهب الباقي إلى صندوق خاص يجمع فيه إيراد الحفلة، وتحويله إلى مالك عقاري مسرحي المدينة ومترو المدينة، لدفع إيجارهما المستحق.
الفنانة نجوى كرم وافقت على المبادرة فوراً، واستجابت لدعوة الأشقر بإحياء حفلة لدعم مسرح المدينة، وجعله قادراً على الاستمرار، وأقيم الحفل بالفعل في المسرح الذي تتسع قاعته لـ 370 شخصاً، وكان لإيراده - وفقا لنضال الأشقر - القدرة على تغطية أجر المسرحين السنوي.
«الراي» استوضحت من الأشقر ما يجري، وسألتها عما حصل قبل أن تعتلي نجوى كرم المسرح لإقالة عثرته طرباً، فأعربت الفنانة نضال الأشقر عن شكرها العميق للفنانة الكبيرة نجوى كرم، "لأنها لبت دعوتنا فوراً، ووافقت بكل مودة، كما وافق من قبلها كل من عاصي الحلاني وميشال أليفترياديس والمغني مايك ماسي".
الأشقر أردفت «أن هؤلاء الفنانين لم يترددوا لحظة واحدة في تقديم الدعم، لكي تبقى هذه الصروح الفنية موجودة، وقادرة على صد الغزوات التجهيلية ضد شعوبنا»، ومضت تقول: «نحن صروح ثقافية لنا اعتبارنا ونرفض التقوقع أو الانسحاب، لأسباب مادية ما دام هناك ميسورون قادرون على مد يد العون».
وعما إذا كان مثل هذا الكلام يعني أن مسارحنا باتت في خطر، أجابت بأن «هذا يعني الكثير، فهناك مشكلة كبيرة نحن نعترف بها، وربما يعطيها غيرنا توصيفات أخرى، لكن هذا لن يغير من طبيعة الواقع أبداً، وأنا أتحدث عن المسارح، وليس عن الاسكتشات قليلة التربية في المرابع والنوادي الليلية، فهذه لها ناسها ونحن لنا ناسنا».
وعن أي مساعدات يمكن أن تعول عليها من وزارة الثقافة، خصوصاً أن معظم المثقفين يقدرون الوزير ريمون عريجي، قالت: «الوزير جنتلمان، وهو يدفع لكن بأرقام متواضعة، ووزارة السياحة تدعم، لكن المشكلة تكمن في أن هذا الدعم يأتي في الشكل الرمزي فقط، بينما نحن نتوجع ميدانياً ونحاول الاستمرار، ونقتطع من اللحم الحي».
وفي إجابتها عما إذا كانت تحضّر أي أعمال لخشبة المسرح، بينت الأشقر «أن التحضير دائماً على قدم وساق، لكن (الواوية) ما زالت حاضرة، وهي مطلوبة الآن من إيران ومصر، ولا أعرف ما إذا كنت سأسافر بها أم لا، ارتباطاتي كثيرة، والوضع العربي كما ترى».
وعما إذا كانت المسرحية أخذت حقها من الاهتمام النقدي، أوضحت الأشقر: "أنا قمت بواجبي الفني على آخر رمق، والباقي عندكم الجمهور والنقاد، وأنا ضد حصول عتاب بين الفنان والنقاد، إذا ما قرأوا عمله أحياناً بشكل مغاير عما قصده هو، فكلا الطرفين يقوم بواجبه، وهذا حق متاح".