يطرحه اليوم في الأسواق ... و«منطقي» إلى أبعد الحدود

نبيل شعيل لـ «الراي»: تحدّيت نفسي في تسمية الألبوم للمرة الأولى في مشواري

1 يناير 1970 10:20 ص
• سأغنّي من جديدي في حفلات «هلا فبراير» المقبل

• الفن جنون ... والمنطق والجنون لا يجتمعان

• تعاوني مع الملحنين والشعراء الشباب نهج «من زمان ماشي عليه»

• اعتمدت على البساطة والعودة إلى الأصالة ... وركّزت كثيراً على الكلمة والتنوّع في الإيقاعات

• فهد الناصر يعتبر أخي والعمود الفقري في إنجاز العمل ... و«مثل ما نقول بالكويتي يحلب لك صافي»

• «يا شوق» آخر أغنية تمّت إضافتها في الألبوم ... ولها قصة إنسانية

• تنقلت في تنفيذ الألبوم بين دبي والقاهرة والكويت
من أهم أسباب استمرار ونجاح «بلبل الخليج» الفنان نبيل شعيل منطقيته في كل شيء... أعماله منذ الانطلاقة اعتمدت على السهل الممتنع، منطقيّ في لقاءاته وإجاباته، منطقيّ في نجوميته التي وصلت جميع بلدان الوطن العربي... في جديده أكد هذا الأمر عندما عنون ألبومه «منطقي»، وهي المرة الأولى التي يضع فيها شعيل عنواناً لألبوم يطرحه، وكعادته أعطى الفرصة لمشاركة الشباب في هذا العمل من شعراء وملحنين لإيمانه بأن الخبرة لا تكفي ما لم تكن مدعومة بأفكار الجيل الحالي.

وحوار «الراي» معه اليوم بالذات يتزامن مع طرح ألبومه الجديد من إنتاج شركة «روتانا» الذي قال عنه: «ألبوم (منطقي نبيل شعيل 2015) يتضمن إحدى عشرة أغنية تم تنفيذها ما بين الكويت والقاهرة ودبي، أما اللمسات الأخيرة فكانت في ستوديو (طربان - الكويت) سواء الغناء أم الميكس والكورال، وهذه المرحلة استغرقت تقريباً عاماً كاملاً، بينما سبقتها أشهر طويلة في الاختيارات إلى أن استقررنا على العدد الحالي». وتابع «وللعلم، استبعدت ثلاث أغان لسوء التنفيذ فقط وليس لأسباب أخرى، حرصاً مني على تقديم العمل الجيد الذي ينتظره الناس».

? للمرة الأولى في مشوارك تطرح أكثر من تسع أغان في عمل واحد؟

- الوضع كان يتطلب مني الزيادة بعد توقف ثلاث سنوات... والجمهور «يستاهل».

? في جميع ألبوماتك، كان العنوان يقتصر على اسمك والعام... في هذا الألبوم، وللمرة الأولى في مشوارك، وضعت عنوان «منطقي»... ما هو السبب؟

- «الصج أني عاندت روحي»، وهذه الأغنية بالذات متحدي فيها حتى نفسي، وفي الألبومات كان الناس يطلبون ألبوماتي فيقولون نريد ألبوم «ما أروعك» أو ألبوم «يا شمس»، ولذلك سبقت الجمهور هذه المرة وعنونت الألبوم، وبصراحة شدني الاسم «منطقي» والفكرة أيضاً، وأنتظر الناس حتى يسمعون وباتأكيد سأحترم رأيهم.

? شوقتنا «بو شعيل»... ماذا تقول كلمات الأغنية؟

- الحسن والذوق طبعا والرقي

والرزانة اللي على هيئة شقي

العقل والطيبة والقلب الكبير

منطقي اني أحبك منطقي

لما تحكي أرجوك الجمل

الحكي وياك متعة لا يمل

طير فيني حب وجدد لي الأمل

ياللي بك مفهوم عاشق يرتقي

عيني قبل أي شي فيني حبتك

وزادت أخلاقك في قلبي امحبتك

ياخي تسلم إيد منهي ربتك

يا مسامح يا مصالح يا نقي

وأضاف شعيل: على فكرة كلمة «لا يمل» في «الكوبليه» الثاني صار عليها لغط كبير بين المقربين مني، لأن البعض يقول الصح أنها «لا تمل»، لذلك اتصلت بصديق دكتور متخصص باللغة العربية واستوضحنا منه إذا كان يجب أن تكون الكلمة مؤنث أو مذكر فقال بالحرف «لا يمل هي الصح، لأنها تعود للحكي وهو مذكر، ولو قلنا»لا تمل«فتعود للمتعة وهي مؤنث، ولكن يكون الكلام ركيكاً لأن المتعة طبيعي لا تمل، ولكن الحكي يمل ومعاه سبب عدم الملل أنه متعة.

? في هذا الألبوم لاحظنا أنك أعطيت الشباب النصيب الأكبر إن كانوا شعراء أو ملحنين؟

- تعاوني مع الملحنين والشعراء الشباب نهج»من زمان ماشي عليه«، ففي السابق وجدنا من يأخذ بأيدينا وجاء الوقت الذي يجب أن نقوم بالدور نفسه، ويجب أن تعرف أن اختياري للأغنية يأتي من قناعة تامة بالمفردة والفكرة. والبحث عن شاب يقدم لي ما أسعى إليه لم يكن عشوائياً، ومن المستحيل أن أتعاون مع أي إنسان ما لم يمتلك الموهبة لكي أوصل هذه الموهبة من خلال صوتي للجمهور. ومثال على ما أقول، لقائي مع الملحن أحمد العامر في هذا الألبوم وأيضاً الملحن حمد القطان الذي كان يعطيني أعمالاً لثلاث سنوات مضت إلى أن وجدت ما يرضيني وأنا أحييه على اجتهاده.

? التوجه إلى الشباب لمواكبة أذواق الجيل الحالي أم لغرض ما في بالك؟

- بصراحة كان لغرضين، أولهما أن الشاب يعطيك الشيء الجديد ويجدد من شخصيتي الفنية، والأمر الآخر هو مواكبة هذا الجيل بأفكارهم وبدعم من خبرتي، بمعني أن الخبرة أصقلها بطموح الشاب لينير لي الطريق في ظل صعوبة إرضاء الناس حالياً بأي أغنية إذا ما امتزجت فيها الرؤية والفكر الجديد. وبذلك أنا خدمته وخدمت نفسي وأصبحت الفائدة مشتركة بين الطرفين.

? في جديدك حرصت على العودة إلى اللون المغربي وأنت من أوائل من قدم هذا اللون في منطقة الخليج؟

- هذا صحيح... الكلام كان خليجياً واللحن مغربياً، وعادة لا أضع في منظوري تقديم لون معيّن لفترات معينة، وما حصل أن الفكرة استهوتني وأحببت العمل، بدليل أن هذا الألبوم أيضاً لا يتضمن اللون المصري بالرغم من الكثير من الأعمال التي لم تكن بمستوى ما قدمته بالسابق.

? أنت مؤمن بأن بعض الأغاني ممكن أن تستغرق وقتاً كبيراً لكي تأخذ الحيّز الجيد من الاهتمام؟

- بالطبع... وهذه النوعية من الأغاني أسميها»الديزل«، ولدي تجارب كثيرة سابقة حصدت نجاحها في أوقات متأخرة لتنوع الأذواق.

? كان اهتمامك في هذا الألبوم يفوق اهتمامك في ألبوماتك السابقة... هل تتفق معي في هذا الكلام؟

- أنت من الناس الذين واكبوا غالبية تحضيرات ألبوماتي وتعرف تماماً حجم الاهتمام الذي أعطيه لكل عمل، وما حصل في هذا العام أنني أحببت أن تكون المتابعة عن قرب حتى لا أدخل في أي متاهات من الصعب تعديلها بعد طرح الألبوم. وأنا مقتنع بالمجهود الذي بذلته وأتمنى أن يجني رضا الناس، خصوصاً أنهم يركزون على كيفية صياغة الجملة وعلى طريقة الأداء، وكان بالإمكان الاعتماد على»الإفيه«كما هو دارج الآن في الساحة، لكن لا مكانتي ولا مشواري يسمحان لي أن أصل إلى هذا المستوى. ومن هذا المنطق، اعتمدت على البساطة من غير أي تكلف والعودة الى الأصالة وركزت كثيراً على الكلمة والتنوع في الإيقاعات، بعد إصابة الجمهور بحالة من الملل بسبب الموسيقى الصاخبة.

? في السنوات الأخيرة حرص بعض المطربين على تقديم»ثيمة«معينة في ألبوماتهم... فهل ستكون هناك«ثيمة»واضحة الملامح في ألبومك الجديد؟

- الموضوع ليس بهذه السهولة، لأن كل ملحن يحب أن يقدم لك أشياء جديدة ولن تتصور الكمّ الكبير من الأعمال التي استمعت إليها، لكن كنت أعطي اهتماماً لأي عمل يقدم لي، بدليل أن هناك أكثر من عمل تم تأجيله إلى الألبوم المقبل، ووضع«ثيمة»خاصة بالألبوم برأيي لا ينجح إذا كان موجهاً للجمهور والتنوّع مطلوب.

? اليوم أصبح بعض الجماهير مثل السعودي أو الخليجي هدفاً لكل مطرب يقدم ألبوماً ويضع فيه الألوان المحببة لديهم... فهل أخذت هذه الفكرة بعين الاعتبار؟

- في ألبوم«منطقي» تنوعت في جميع الأعمال باستثناء الأغنية الشرقية، لأن أغانينا الخليجية أصبحت مسموعة في كل مكان ومنتشرة أكثر من الأول.

? نسمع أحياناً أن هناك بعض الأعمال الغنائية التي تضاف إلى الألبوم في اللحظات الأخيرة... هل حدث معك هذا الشيء؟

- نعم هناك أغنية بعنوان«يا شوق»من كلمات وألحان فهد جمال، وهو شقيق الملحن الراحل نايف جمال رحمه الله. وكلماتها تتحدث عن فقدان شقيقه في حياته وإلى أي مدى كان مؤثراً فيها وكان يتمنى أن يراه من جديد بالصورة والصوت. وبالصدفة، كان في أحد الأيام«يدندنها»إلى جانبي فالتفت عليه ومن غير مقدمات طلبت منه الأغنية. ونايف رحمة الله عليه كان من ضمن الأسماء التي تبنيتها، لذلك الكلمات أثرت بي وأتوقع أنها ستكون حالة إنسانية استثنائية سيتفاعل معها الناس.

? مما لا شك فيه أن هناك أسماء واكبت تنفيذ الألبوم خطوة بخطوة؟

- والنعم بالجميع... لكن هناك شخصاً خدم العمل بأكمله وخدم جميع الناس الذين عملوا من شعراء وملحنين وكان ينقّح في كل شيء من باب حبه كونه المشرف على الألبوم، وهو الصديق الغالي الملحن فهد الناصر. وفهد بالنسبة إليّ يعتبر العمود الفقري والأساس في إنجاز هذا العمل، وعن تجربة وجميع من كان معي يعرفون تماماً أن الناصر كان يحضر تسجيل أعمال ليست من ألحانه ويحرص على أن يكون أدائي فيها ممتازاً، وكان يطلب مني الإعادة أكثر من مرة، وأنا فعلاً أحياناً أحتاج من يشجعني ولم أكن أستطيع عمل أي شيء إلا وهو متواجد. وبصراحة،«طيّحت حيله»، وهو ابن بار فيني وقد أكون اختلفت معه في يوم من الأيام في أمور خارج الفن، لكن لم أختلف معه أبداً في الفن. ومن الممكن أن اختلافنا كان بسبب أحد دخل علينا بالخط، وبواقعية فهد أعتبره واحداً من إخواني، ومثل ما نقول بالكويتي«يحلب لك صافي». ولا قصور ببقية الشباب أمثال المهندس أحمد الحاتي الذي كان يسهر معي وأبعدته عن أسرته و«عياله». كذلك لا أنسى علي القبندي ولدي ومدير أعمالي، وأيضاً الموزع حسام كامل والموزع مدحت خميس والبقية.

? هل ستغني من الألبوم خلال مشاركتك المقبلة في حفلات«هلا فبراير»؟

- بالتأكيد.

? إلى أي مدى كنت«منطقياً»في هذا الألبوم؟

- (يبتسم)... الفن جنون، ولا أعتقد أن المنطق يجتمع مع الجنون.

? ماذا تقول للجمهور؟

- أقول... أنا اجتهدت و«سويت اللي عليّ» وهدفي الأول والأخير إسعادكم وأن أوصل لهم جمل لحنية وكلاماً راقياً بالشكل الذي يتقبلونه.