المشنوق أكد معلومات «الراي» عن طليقة البغدادي وابنته وزواجها حالياً من فلسطيني هي حامل منه
لبنان أمام تسخين «حرب الاستنزاف» على الحدود واستبعاد تطورات دراماتيكية
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
11:18 م
عقب جولتين من الهجمات الدامية شنّتهما التنظيمات الارهابية على مواقع للجيش اللبناني في نقاط حدودية متقدمة في منطقتيْ رأس بعلبك وعرسال، بدا المشهد الميداني شديد التوهج والاستنفار تحسباً لتطورات جديدة يمكن ان تحصل في اي لحظة في حين يبدو المشهد السياسي موغلاً في رتابة باهتة ولو اخترقته الاستعدادات الجارية لانطلاق الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله» في موعد لن يتجاوز نهاية السنة.
ذلك انه على جسامة الكلفة العسكرية بالأرواح التي تكبّدها الجيش اللبناني مع سقوط سبعة شهداء عسكريين في مكمنيْن، نجح الإرهابيون في تنفيذهما في جرود رأس بعلبك وعرسال بفاصل زمني لا يتجاوز الساعات القليلة، أظهرت ردة فعل الجيش وقيادته ان هناك تحسباً لاحتمالات تعرُّض الحدود مع سورية لمحاولات اختراق جديدة واستهداف المواقع والافراد العسكريين وان الانتشار العسكري في جبهات المواجهة مع التنظيمات الارهابية كان على مستوى كبير من الجهوزية، لكن هذه التنظيمات تمكّنت رغم ذلك من تحقيق ضربتها المزدوجة يوميْ الثلاثاء والأربعاء الماضيين.
وبرزت مع هذا التطوّر، مخاوف التنظيمات المتحصّنة في الجرود المتداخلة بين الحدود السورية واللبنانية من توسيع الجيش لمدى انتشاره الى نقاط متوغّلة في عمق الحدود الجردية الأمر الذي بات يفرض على الجيش تبديل تكتيكاته في الدوريات والانتشار بعدما أظهرت التنظيمات المتطرفة انها تحولت الى الأسلوب الهجومي مجدداً.
وتقول مصادر على صلة بالتطورات العسكرية والميدانية الاخيرة لـ «الراي» ان ثمة استبعاداً لتجاوُز الواقع الميداني حدود المبارزة المتواصلة بالضربات المتبادلة بما يعني ان مختلف الظروف الميدانية وسواها لا تحمل على توقُّع محاولات اختراقات للحدود ولكنها لا تُسقِط ابداً تجدُّد الاستهدافات للجيش.
وتشير هذه المصادر الى ان الدلالة الأساسية لما جرى في اليومين الاخيرين تتمثل في تسخين حرب الاستنزاف مما يكشف ان التنظيمات المتطرفة لا تزمع التفريط بورقة العسكريين المخطوفين وأرادت التعويض بمكسب ميداني عبر استهداف الجيش.
وتؤكد المصادر المطلعة نفسها ان الجيش لن ينتظر حصول محاولة جديدة لاستهدافه وهو اتخذ ويتخذ كل التدابير والإجراءات تحسبا لأي احتمال كما ان من غير المستبعد ان يكون في صدد المضي أبعد مما فعل في سياسة الضربات الاستباقية لهذه التنظيمات سواء على الحدود او في الداخل.
وفي هذا السياق، لفتت المصادر الى ان اعلان تثبيت هوية الزوجة السابقة لزعيم تنظيم «داعش» سجى الدليمي جاء بمثابة ردّ على التشكيك في صحة هويتها كما تأكيداً لخاطفي العسكريين المخطوفين ان اي مس بالأسرى سيقابل بإجراءات موجعة بعدما بات في حوزة السلطات العسكرية والقضائية مخزون مهم من الموقوفات (وبينهن آلاء العقيلي زوجة المسؤول في «النصرة» انس شركس المعروف بأبو علي الشيشاني) وأبرزهنّ الدليمي التي تأكد رسمياً ما كشفته «الراي» اول من امس من انها طليقة البغدادي وانه ثبت نتيجة فحص الحمض النووي الريبي ان زعيم «داعش» هو والد الطفلة «هاجر» التي كانت برفقتها (مع صبييْن) عند توقيفها وان الدليمي حامل حالياً ومتزوجة من فلسطيني.
وهذا ما أكده وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الذي ردّ على نفي السلطات العراقية أن تكون الدليمي زوجة للبغدادي، اذ قال: «الدليمي ليست زوجة ابي بكر البغدادي الحالية بل هي سيدة تزوجت ثلاث مرات: المرة الأولى من شخص عراقي من حاشية النظام السابق ولها منه ولدان. بعد ذلك تزوجت ابو بكر البغدادي لمدة ثلاثة أشهر وانجبت منه بنتاً وهي الآن متزوجة من شخص فلسطيني وهي حامل منه. اجريت فحوص الحمض النووي لها ولابنتها وثبت أنها والدتها وقد جرى احضار الحمض النووي للبغدادي من العراق ليتأكد من ان البنت هي ابنته».
وأوضح ان «الدليمي متورطة باتصالات اجرتها مع مجموعات لها علاقة بتنظيم داعش في لبنان. كذلك يمكن ان نستفيد منها من خلال بعض المعلومات»، لافتاً الى ان الصبيين والفتاة الذين كانوا برفقة الدليمي «جرى وضعهم في مركز لرعاية الأطفال. ونحن لا نخطف اولادا للمقايضة بهم بل نسعى للحصول على معلومات»، ومضيفاً: «ثبت ان سجى الدليمى لها علاقات بكثير من الاطراف الذين لهم علاقة بتنظيمات تكفيرية في لبنان»، ومشددا على أن «الإعلان عبر احدى الصحف اللبنانية عن اعتقال طليقة البغدادي إساءة وعدم احتراف وينمّ عن عدم معرفة بأدنى أصول العمل الأمني».
وفي موازاة ذلك ،كشْفت تقارير في بيروت عن العثور على رسالة مع سجى موجهة اليها بكنية «ام هاجر» وموقعة باسم «أبو هاجر» وسط اشتباه بان تكون من البغدادي الى مطلقته سجى بعد انفصالهما، كان لبنان لا يزال ينتظر تحركاً قطرياً في شأن ملف العسكريين المخطوفين في ظل انطباع بان قواعد التفاوض ستتبدل بطبيعة الحال وهو الامر الذي سيشكل اختبارا بارزا لتنظيمي «النصرة» و«داعش». وقد تَعزز الترقب مع وصول الموفد المكلف من قطر احمد الخطيب الى بيروت حيث باشر لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين المولجين هذا الملف قبل ان ينتقل للتواصل مع الخاطفين.
مضادات الجيش اللبناني تصدّت لطائرة استطلاع إسرائيلية فوق البقاع
| بيروت - «الراي» |
تصدّت المضادات الأرضية التابعة للجيش اللبناني يوم امس لطائرة استطلاع اسرائيلية كانت تحلّق فوق منطقة رياق (البقاع).
واعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها انه « قرابة الساعة 10.30 من قبل الظهر، حلقت طائرة استطلاع إسرائيلية فوق منطقة رياق، وقد تصدت لها المضادات الأرضية التابعة لقوى الجيش المنتشرة في المنطقة ».