طوني أبو جودة لـ «الراي»: «شكلك مش غريب» برنامج يشبهني

طوني أبو جودة صاحب موهبة متفجرة تجمع بين التمثيل والتقليد والرقص والغناء، ورغم ذلك يمكن القول انه لم يحصل على الفرصة الحقيقية التي يستحقها، رغم نجاحه في كل التجارب التي خاضها.

واعتبر طوني الذي أطلّ في برنامج «شكلك مش غريب» كمقدّم ومقلّد، أن هذه التجربة التقديمية هي الأكثر شبهاً به، لأنها أتاحت أمامه الفرصة لإبراز أكثر من موهبة من مواهبه الكثيرة، ولكنه لم يخف تململه من «الشانسونييه»، بسبب قرفه من السياسة والسياسيين، وفي الوقت نفسه عبّر عن انزعاجه من إقصائه عن الدراما التلفزيونية، في حين أن الوجوه هي نفسها من عمل إلى آخر، ومثلها الأدوار.

وفي حديثه مع «الراي» أشار أبو جودة إلى علاقته الجيدة بزوجته كارلا حداد، نافياً الإشاعات التي تطول علاقتهما الزوجية، كما تحدث عن ابنته الوحيدة «ليا» التي قرر أن ينجب أختاً أو أخاً لها.

• آخر إطلالاتك كمقدم كانت من خلال برنامج «شكلك مش غريب»، والتي اعتبر البعض أنها الأفضل مقارنة مع كل إطلالتك السابقة كمقدم، فهل توافق على هذا الرأي، خصوصاً أنها الإطلالة الأكثر «شبهاً» بك كفنان يجمع بين موهبتيْ التقليد والتقديم إلى جانب التمثيل؟

- هذا الرأي صحيح، وأنا أحببتُ برنامج «شكلك مش غريب» كثيراً لاسيما وأنه أفسح أمامي المجال لتقمص شخصية جديدة في كل حلقة أسبوعياً، وطبيعة البرنامج «مهضومة» والمشتركون «مهضومين»، وفكرته جديدة وشعرتُ أنني مرتاح كثيراً في تلك التجربة.

• هل كنتَ تفضّل أن تكون مقدم البرنامج أم أن تكون بين النجوم الثمانية الذين تنافسوا في تقليد الشخصيات؟

- كان بالإمكان أن أكون بين المشتركين الثمانية، وأن أكون مقدماً وأيضا عضواً في لجنة التحكيم، ولكنني وجدتُ أن الأنسب لي أن أكون مقدم «شكلك مش غريب».

• هل سيكون هناك موسم ثانٍ من البرنامج؟

- هم تحدثوا عن أكثر من موسم ولكن عرْض الموسم الثاني يرتبط بجدْولة برامج «ام بي سي»، لأنها كثيرة جداً، ولا أعرف في أي شهرين من السنة يمكن أن يختاروا موعد عرض الموسم الثاني.

• من المعروف أنك تقدم منذ فترة طويلة فن «الشانسونييه»، فهل بدأتَ تشعر بالملل منه؟

- بصراحة، أنا أشعر بالملل من «الشانسونييه» قليلاً.

• لماذا؟

- لأننا مللنا من السياسيين والسياسة ومن المواضيع التي تحصل في لبنان، «كل شي انعمل وقرفنا منن كلن» ولذلك أرغب في التوجه إلى مجال آخر.

• هل هذا يعني أنك ستهجر «الشانسونييه»؟

- ليس حالياً، مسرحيتنا ليست «شانسونييه» 100 في المئة، وأميل إلى التركيز على «الستاند أب كوميدي»، وربما لو تحقق هذا الأمر من خلال التلفزيون أو السينما يكون الوضع أفضل، مع الحرص على تقديم أعمال مناسبة وليس أي أعمال.

• هل تجد في «الشانسونييه» تعبا من دون نتيجة ؟

- الأمر ليس كذلك، ولكن لبنان هو الذي يجعلنا نتعب من دون نتيجة، نحن نقدم عرضاً واحداً في الأسبوع بسبب الوضع بينما غيرنا توقّفوا عن العرض، والوضع مخزٍ ومزرٍ، وليس هكذا يكون المسرح، فالترفيه في لبنان «مضروب» ونحن أول من يتضرر بسبب هذه الأوضاع.

• ولكن هذا الوضع لا ينطبق على السينما والتلفزيون؟

- هذا صحيح، ربما لأن الإنتاج حاضر في هذين المجالين وكذلك الممثلين والنص والإخراج «بدك تقولي متل معمل وماشي».

• إذاً...لماذا لا تشارك في الدراما التلفزيونية؟

- لأنه لا تُعرض عليّ أعمال درامية.

• لماذا؟

- لا أعرف، هل تتابعين المسلسلات اللبنانية؟، الممثلون أنفسهم يتكررون من عمل الى آخر.

• كلامك مستغرب؟

- وهنا يكمن الخطأ، فهذا الأمر لا ينطبق علي وحدي بل أيضاً على الفنانين الآخرين الذين يشبهونني فنياً، فلماذا لا تتاح أمامنا الفرصة للظهور في أعمال درامية تلفزيونية، بدلا من مشاهدة الوجوه نفسها، «خلص بقى»، خصوصاً أن البعض منهم يلعب الدور نفسه في 7 مسلسلات.

• هل يرتبط اختيار الممثل لعمل درامي بالمحسوبيات الموجودة على الساحة الفنية؟

- طبعاً، «مين منرتحلوا، ومين بيريحوا، ومين ما بيعذّب بالسعر».

• يبدو أن أجرك مرتفع؟

- ليس عالياً جداً ولكنه ليس زهيداً.

• نحن شاهدنا عادل كرم في السينما مع نادين لبكي؟

- وأنا أيضاً شاركتُ في السينما في بعض الأفلام التي كنتُ فيها ضيفاً، ولكن ليس من أجل المال، ولا أعتقد أن عادل تقاضى المال من نادين لبكي، بل لأن السينما «شي حلو كتير»، والفنان يحب أن يتواجد في عمل سينمائي جيّد يضمه إلى أرشيفه الفني.

• تقصد أن الفنان يضحي مادياً من أجل الظهور على الشاشة الكبيرة؟

- هذا الكلام صحيح وينطبق على غالبية الفنانين.

• هل تعتقد أن أجرك المرتفع هو السبب الذي يجعل المنتجين يهربون منك، أم انك لست ممن يجيدون التودد والتقرب إلى المنتجين، كي يرضوا عنهم ويسندوا إليهم أدواراً في أعمالهم، لأن كرامتك لا تسمح لك بذلك ؟

- طبعاً أنا لا أتودّد لأحد، ولم أفكر إذا كان في هذا الأمر إهانة أو عدم إهانة للكرامة، ولكنني أعرف جيداً أنني لا يمكن أن أتصل بأحد، وأطلب منه أن يشركني في أعماله، وهذا الأمر لم ولن أفعله ابداً، فأنا موجود واسمي موجود ورقم هاتفي معروف.

• كيف تنظر إلى برامج «الاستكشات» وهل ترى أنها أصبحت مكررة ومستهلكة؟

- نعم، كل البرامج التي تتناول السياسيين لم تعد مرغوبة.

• ولماذا يصرّ البعض عليها؟

- ربما هناك جزء من الناس يحب متابعتها.

• يبدو أنه لا يهمك إرضاء الناس بقدر ما يهمك إرضاء نفسك؟

- نعم، بعد الفترة الطويلة التي أمضيتها في التلفزيون والمسرح، لم يعد يهمني القبول بأي شيء من أجل العمل فقط، ولم أعد أسمح لنفسي بأن أقدم أعمالاً «شعبية».

• وهل ستحصر تجربتك بالتقديم في «إم بي سي»، وهل هناك عقد موقّع بينكما أم انك تتعاقد معها موسميا؟

- عقدي مع «إم بي سي» ليس حصرياً وأنا أتعاقد معها عند كل موسم جديد.

• هل يسبّب لك هذا النوع من التعاقد أزمة مادية كربّ عائلة وأب؟

- العمل مع «إم بي سي» أفضل من المحطات الأخرى والكل يعرف هذا الأمر، مادياً هي تريح الشخص الذي يتعامل معها، وإلى ذلك يمكنني أن أطلّ في مسلسلا ت وبرامج كوميدية، وكل ما هو مطلوب عدم تقديم برامج تشبه في مضمونها «شكلك مش غريب».

• بما أن العمل في المسرح شبه متوقف والعمل في التقديم موسمي، فهذا يعني أنك تعاني مادياً؟

- بالنسبة للمسرح فهو ليس متوقفاً تماماً، كما أننا نعرض المسرحية في الخارج، وأيضاً أتلقى عروضاً لتقديم الحفلات وأسافر دائماً، «ماشي الحال»، الكل يعاني في لبنان وكلنا في انتظار الفرج.

• من المعروف أنك وزوجتك كارلا حداد عرضة للإشاعات، ورغم أنكما تنفيانها دائماً إلا أنها لا تلبث أن تعود وتطفو على السطح بين فترة وأخرى، لماذا إصرار البعض على انفصالكما؟

- لا أعرف، ربما لأن هناك مَن يشاهد أحدنا دون الآخر في بعض المناسبات.

• أو ربما لأن هناك مَن يشاهدك برفقة نساء غير زوجتك؟

- هذا الأمر لا يمكن أن يحصل أبداً، ولنفترض أنه حصل، فإنني أكون بصحبة إحدى الصديقات، ولكن ليس بوضعيات «كارثية»، وإذا تواجدتُ في مقهى مع فتاة غير زوجتي، فهل هذا يعني أن هناك علاقة بيننا؟

• ولكن أخبار خلافاتكما تعود إلى سنوات بعيدة، هل يمكن أن يؤثر هذا على علاقتك بكارلا داخل البيت؟

- كلا...نحن اعتدنا على هذه الإشاعات و«مطنشين ع الآخر».

• لديكما فتاة وحيدة هي «ليا»، هل ستكتفيان بها أم انكما تفكران بإنجاب المزيد؟

- «إن شاء يصير في غيرها...متل ما الله بيريد»، لا شك أننا سننجب المزيد من الأطفال، لأنه يجب أن يكون لـ «ليا» أخ أو أخت.

• هل تشعر بالتقصير تجاهها؟

- أي أب عادة يغادر البيت صباحاً، ولا يعود إلا في وقت متأخر من النهار وبالكاد يشاهد أولاده، أما أنا فأملك الكثير من الوقت كي أكون إلى جانب «ليا».