مقتل وجرح جنود لبنانيين باشتباكات مع مسلّحين في رأس بعلبك

سجى الدليمي في قبضة الجيش اللبناني ... لكن هل هي زوجة أبو بكر البغدادي؟

1 يناير 1970 04:08 م
ألقى الجيش اللبناني القبض منذ 13 يوماً على سجى حامد الدليمي العراقية التي قدمتها وسائل الاعلام العالمية على انها زوجة زعيم تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي وفي صحبتها صبيان وبنت واحدة وهي حامل اثناء تنقلها في شمال لبنان.

الا ان مصادر قيادية مسؤولة في الجيش اللبناني قالت لـ «الراي» ان «سجى لم تكن زوجة للبغدادي سابقاً وانها أوقفت على حاجز المدفون وهي تحمل هوية لبنانية مزورة وبصحبتها اولادها الثلاثة وقد اقتيدت الى وزارة الدفاع للتحقيق معها، وهي تتعامل بخشونة مع المحققين الذين يحاولون التكلم معها منذ سجنها. وقد أقرت بأنها تزوّجت من فلسطيني كان يقاتل مع فتح الاسلام وهي حامل منه وان اخيها يقاتل مع تنظيم الدولة الاسلامية وانها هي نفسها التي طلبت جبهة النصرة مبادلتها مع راهبات معلولة في مارس الماضي وتزوجت عدة مرات متتالية من أزواج قضى غالبيتهم اثناء القتال في سورية والعراق، وكان احد ازواجها سامرائي (من سامراء) كما هو حال زعيم تنظيم داعش، فالتبس الأمر على المحققين بانها زوجة البغدادي، الا ان التحقيق لا يزال جارياً معها حتى الآن».

الا ان مصدراً في الجيش اللبناني اكد لـ «الراي» ان «الجيش اللبناني اجرى فحص دي أن اي للبنت التي كانت مع الدليمي وطابقت الفحوص مع والدها ابو بكر البغدادي الذي كان معتقلاً لدى السلطات الاميركية في العراق»، على ان مصدراً عسكرياً لبنانياً رسمياً رفض الجزم في هذا الاحتمال وقال ان «التحقيق لم ينته بعد وكل الاحتمالات مفتوحة الا ان لا شيء لغاية اليوم يدل على ان سجى الدليمي العراقية الجنسية هي زوجة زعيم داعش او ان الفتاة هي ابنته».

وهكذا بقي «اللغز» بيد السلطات اللبنانية العسكرية وسط تناقض في المعلومات، الا ان سجى دخلت مرة اخرى في دائرة المفاوضات كما كانت جزءاً منها في صفقة راهبات معلولة، لتكون جزءاً اكيداً في صفقة التبادل مع العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى النصرة وداعش منذ معركة عرسال في 2 اغسطس الماضي وان حظوظ اخراج اكثر العسكريين أحياء او كلهم باتت أكبر اليوم من خلال صفقة تبادل تعزز موقف الدولة اللبنانية خصوصاً ان لدى الجهاديين حساسية حيال التمسك باطلاق سراح سجنائهم وعلى الاخص سجيناتهم، اما اذا كانت ابنة البغدادي ضمن المحتجزين فان حظوظ التفاوض ارتفعت اكثر ومن الممكن ان تشمل صفقة تبادل مع رهائن غربيين يكون للبنان حصة الاسد فيها. وكانت معلومات في بيروت افادت ان الدليمي كانت تتخفى في منطقة الشمال وتحديداً في الضنية وتتردد الى شتورة وعرسال وبيروت.

وبرزت اهمية الدليمي بقوة في ملف راهبات معلولا الذي شكّلت مفتاح حلّه اذ أصرّ«داعش»على«جبهة النصرة»إدراج اسمها بين مجموعة الأسماء (نحو 150 امرأة) التي قدمتها«الجبهة»للسلطات السورية لإطلاقهنّ مقابل الراهبات الـ 13 وهو ما حصل دون ان يُكشف في حينه ان الدليمي هي زوجة البغدادي، وهو ما تكفّل بإعلانه لاحقاً احد قادة«النصرة»أبو معن السوري.

واعتمد أبو معن على تغريدة سبق أن نشرها القيادي الآخر في«جبهة النصرة»الكويتي أبو عزام المهاجر الذي كان المسؤول عن صفقة تبادل راهبات معلولا، قبل ان يقتل في المعارك لاحقا.

وجاء في تغريدة أبو عزام حينها رسالة إلى عناصر«داعش»قال فيها:«لو كنت تعلم يا أخي بالدولة الإسلامية من خرج في صفقة التبادل لبكيت قليلا وضحكت كثيرا». ولم يصرّح آنذاك أبو عزام عن مقصده بالتغريدة، لكن أبو معن أعاد نشرها موضّحا أن«أبو عزام كان يلمـح إلى قيام جبهة النصرة بفك أسر زوجة البغدادي».

وليل أمس، أعلن الجيش اللبناني مقتل 7 جنوده في منطقلة بلدة رأس بعلبك على الحدود مع سورية خلال اشتباكات وقعت بين الجيش ومسلحين عند الحدود.

واستمرت الاشتباكات حتى ساعة متقدمة من الليل واستخدم خلالها الجيش المدفعية الثقيلة. واشارت مصادر الى ان المسلحين حاولوا في البداية أسر الجنود، مشيرة الى سقوط عدد من الجرحى بين الجنود اللبنانيين.