نعش سعيد عقل يشغل لبنان ... في وداعه اليوم

1 يناير 1970 09:42 م
يودّع لبنان اليوم الأديب والمفكر والفيلسوف سعيد عقل في مأتم رسمي وشعبي يقام في كاتدرائية مار جورجيوس للموارنة في وسط بيروت التي كانت شهدت اول من امس «عرس» وداع الفنانة صباح.وتطوي «بلاد الأرز» صفحة «عقل الشعر» عن 102 عام ليعود الى «جارة الوادي» زحلة التي وُلد فيها. وأبت جامعة «سيدة اللويزة» الا ان تكرّم مَن درّس فيها لمدة ربع قرن، فاحتضنت جثمانه الذي سجي فيها وذلك لالقاء النظرة الأخيرة عليه.

وخطف النعش الذي سجي فيه عقل الأضواء هو المصنوع من صخر لبنان وأرزه والذي نحته النحات والرسام والشاعر رودي رحمة، وقد حُمل على الاكف بعد استقباله على وقع موسيقى فرقة قوى أمن الداخلي محاطاً بالاعلام اللبنانية مرفوعة.

ووُضع النعش في قاعة الجامعة فيما صدح صوت الراحل مؤدياً الأشعار والأغنيات التي كتبها والصلوات. وأنشد عدد من الفنانين الكبار التراتيل والترانيم، وبينهم جاهدة وهبي ونقولا الأسطا وجومانا مدوّر، فضلا عن قراءة بعض الأشعار تخليدا لذكراه، بلسان الفنانة نجوى كرم ورودي رحمة.وتحدث رحمة في تصريح صحافي عن النعش الذي صنعه للراحل فأكد انه «مصنوع من صخر خام وخشبة أرز عمرها 3 آلاف سنة اقتلعتها عاصفة العام 1983 الشهيرة»، موضحاً «ان عصر 100 سنة من الشعر وحب لبنان يجب ألا يدفن بتابوت عادي ويمرّ مرور الكرام، لذلك قررت أن يكون من الصخر اللبناني الذي جرحته الرياح».

وكشف أن «خشبة التابوت المصنوعة من الأرز محفور عليها أسماء كل كتب الشاعر الراحل، أي أن عقل مدفون بفكره»، مشيرا الى أن «هذه الخشبة تعبّر عن السفينة الأولى في العالم، السفينة الفينيقية، التي سافرنا من خلالها الى أصقاع العالم لنشر الحرف، فهذا التابوت بمثابة تلك السفينة لأن سعيد عقل سافر بفكره وانتشر في العالم، وهذا النعش سيحمل الراحل الكبير مثلما حمله الزمان».