خسائر بورصة الكويت تتركّز في الأسهم المضاربيّة ... ولا مخاوف من أزمة

قرار «أوبك» يدمي أسواق الخليج

1 يناير 1970 05:01 ص
استقبلت بورصات الخليج قرار منظمة «أوبك» بعدم خفض إنتاجها النفطي بخسائر حادة في مستهل تداولات الأسبوع أمس، كان نصيب الكويت منها أقل حدّة مما شهدته أسواق السعودية وقطر ودبي.

وخسرت السوق الكويتية 3.35 في المئة على مستوى مؤشرها السعري، و1.44 في المئة على مستوى مؤشر «كويت 15» للأســهم القياديّة و1.94 في المئة للمؤشر الوزني، في حين زادت معظم خسـائر الأســواق الخــليجية الأخــرى الكبيرة على 4 في المئة.

خبراء استثمار رأوا في التراجعات ردّ فعل مباشر على قرار «أوبك»، معربين عن اعتقادهم أن «المستثمرين سيعودون تدريجياً إلى الالتفات للأساسيّات في كل سوق على حدة، بما يعطي فرصة للأسهم الجيّدة في السوق الكويتية للتمايز والتماسك في الأفق المنظور، في ضوء التقييمات الجاذبة التي برزت إثر التراجعات».

وعلى الرغم من فداحة الخسائر، إلا أن المراقبين توقّفوا عند تماسك العديد من الأسهم القياديّة نسبيّاً أمام موجة البيع، لا سيّما أسهم البنوك و«زين»، في حين تركّزت التراجعات الحادّة على شريحة من الأسهم المضاربيّة العالية التذبذب، أو التي لا تستند إلى أداء تشغيلي يبرّر تماسكها.

وقالت مصادر مصرفية لـ «الراي» إن تراجعات السوق لا تنطوي على أيّ مخاطر من نشوب أزمة ماليّة نظاميّة، ولا تشبه بشيء تراجعات العامين 2008 و2009، فالانكشافات تراجعات ولا مخاوف من تراجع أسعار الرهونات، خصوصاً وأن البنوك كوّنت مخصصات ودعامات مالية بالمليارات، وغيّرت قواعد إدارة المخاطر بشكل كبير، وبالتالي ليس هناك ما يشيرإلى أزمة أو مخاطر تستدعي تدخّلاً حكوميّاً استثنائياً.

مصادر استثمارية لفتت إلى أن «التراجعات الحادّة تتركّز في شريحة من الأسهم التي لا تشكّل أي ثقل اقتصادي، ولا طائل من تدخّل المال العام لنفخها لمجرّد أن هناك من اختار شراءها او المضاربة عليها».

ورأت المصادر أن«أسباب التراجعات الراهنة معروفة، وهي مرتبطة بأسباب عالمية وإقليمية أكبر من قدرة المال الحكومي على معاكستها، وإذا كان هناك من يعتقد أن التراجعات أفرزت فرصاً استثمارية يمكن للمال العام الاستفادة منها، فليكن ذلك على أسس استثمارية، وفي اللحظة التي يقتنع فيها مديرو الأموال الحكومية أن الأسعار وصلت إلى القاع، وليس في غمرة الهبوط، لأن وظيفة المال العام ليست أن يكون شركة تأمين لكل من يضارب على سلع رديئة في السوق، ويريد أن يربح وحده في موسم الربح، وأن يشاركه المال العام الخسارة في فترة الهبوط».