ديوانية الطيبين / جيل اسمه ... «جرندايزر»!

1 يناير 1970 04:52 ص
في العام 1975 من القرن الماضي، كان العالم على موعد مع «قنبلة نووية» من «الابداع الفني»، ألقاها المؤلف الياباني الفذ جوناجاي لتنفجر في شاشات التلفزة مسببة موجة زلزالية خيالية رائعة، لزالت تهز أرض ذكريات الكثيرين من أبناء السبعينات والثمانينات... إلى يومنا هذا.

وقد عرفنا تلك «العاصفة الابداعية» المدوية ؛ باسم «مغامرات الفضاء» (جرندايزر) ذلك المسلسل الكرتوني الشهير

الذي تربّع على عرش المسلسلات الكرتونية، بقصصه العميقة وأحداثه المتجددة غير النمطية المليئة بالقيم الانسانية والروح الوطنية، دخولا بشخصياته البراقة، التي أكملت جواهر الإبهار في عقد ذلك المسلسل الشيق.

تصدرها... البطل الفذ «دوق فليد»، من سلب قلوب الشباب، والفتيات، بوسامته وحضوره الرجولي القوي بالإضافة لرومانسيته الحالمة، المتدثرة بغموضه القمري.

وقد زاد من قوة تلك الشخصية، أداء الأسطورة «جهاد الاطرش» بإحساسه العالي وصرخاته الحماسية، التي بدت متطابقة بشكل مدهش...! مع كيان شخصية «الدوق».

أما الشخصية الثانية... في قائمة الأبطال، فهي لصديقنا المثير للجدل «كوجي كابوتو»... ذلك الشاب المتحمس

سريع الشجار، كأحد شباب المجمعات العاطلين في ايامنا هذه! وللعلم فقد أثرت هذه الشخصية كثيرا على شعبية «جرندايزر» في اليابان، عكس ماحدث بباقي الدول، لان صاحبنا «كوجي» كان بطلا سابقا محبوبا في مسلسل «مازنجر» الناجح على الصعيد الياباني.

لكنه! أصبح مجرّد مساعد «اي طرطنقي»، للدوق فليد في مسلسلنا «جرندايزر»!

ونعود لنرى الجانب النسائي لشخصيات المسلسل، فها هي الآنسة الرقيقة كالفراشة «هيكارو» صاحبة السلاح الملاحي، و حلم الكثير من شباب ذلك الوقت، و«ضُرّة» البنات الأولى، لأنها كانت تحب «الدوق فليد»!

وبجانبها الآنسة المراهقة و صاحبة اللسان السليط،«مارية فليد» أخت «الدوق فليد» شخصيا، وقائدة «السلاح الثاقب».

أمّا الجانب الكوميدي في العمل، فقد برز به العم «دانبي» الرجل المسن، «مسنفر» الحجم، كثير الصخب كمجموعة من الأطفال المزعجين، يقف في مزرعته دائما بملابس رعاة البقر، ومنظاره المقرّب الذي يراقب فيه الصحون الطائرة «يوفو».

وهو بالمناسبة، أبو الآنسة الجميلة «هيكارو» رغم انعدام الشبه بينهما كما ينعدم الشبه بين «الخرتيت»، و«العصفور» الصغير!

ومن ناحية أخرى، فنرى جانب الشر المظلم أيضا يأخذ نصيبه من الإبداع والقوة المفعمة بالخيال، فـ «وزير» العلم «زوريل» مثلا، امتلك كمبيوترا متطورا في عينه اليسرى، أمّا القائد «جندال» فكانت زوجته تعيش بداخل وجهه!

(يعني قاعدة على قلبه)، وجنود «فيجا» سريعو الموت، كانوا أشبه بلصوص البنوك، الذين يضعون جوارب نسائية على رؤسهم الصفراء! بينما الطاغية الأكبر «فيجا الكبير» فكان لديه ابنة طيبة محبة للسلام، على عكسه تماما!

يذكر أن مسلسل «مغامرات الفضاء»، أثّر بحق على الكثير من الناس، وتم دبلجته لعدة لغات كالإنكليزية والفرنسية، والايطالية، بالإضافة إلى العربية، التي نالت جائزة دولية على ابداعها في ذلك الجانب.

لكني لن أطيل الحديث أكثر في تفاصيل هذا العمل الضخم، لذا سأتوقف بخجل عند باب الختام، لأني من الصعب أن احصي ذلك الارث الابداعي في مقال واحد فقط!

وماهية إلاّ لمحة صغيرة أهديها لذلك الجيل الرائع، المسمّى بجيل «جرندايزر».