لاريسا عبد الله كيروز أمضت 10 سنوات في بناء شخصيتها الفنية

وفاة المطربة المخضرمة نهوند عن 81 عاماً

1 يناير 1970 09:43 م
حظها مع الفن كان عاثراً. دخل الحب على خط سيرها الغنائي فتدهورت حياتها بالكامل. سيرتها تحكيها بمرارة وتدرك أن لا شيء يعوّض خسارات القدر.

... إنها الفنانة المتميزة من الزمن الذهبي وعصر الكبار: نهوند التي رحلت صباح أول من أمس، عن 81 عاماً أمضت منها عشر سنوات في بناء شخصيتها الفنية بين مسارح وأستوديوهات بيروت، دمشق، وعمّان.

ولدت تحت اسم لاريسا عبد الله كيروز، وحملت طوال حياتها اسم نهوند، توصيفاً لصوتها الرخيم القادر والخاص، وخصوصاً أن تأثرها بالمطربة ماري جبران كان سبباً في تجويدها للأغنيات التي سجّلتها وأطلقتها عبر إذاعات العواصم التي زارتها وتواصلت مع جمهورها مباشرة عبر المسارح التي كانت متاحة بوفرة وكانت أيضاً إحدى وسائط الاتصال بين الفنان وجمهوره.

أولى محطاتها الغنائية التي أسست لصورتها كمطربة انطلقت من بغداد حيث تعرّفت إلى الملحن رضا علي الذي اهتم بها كثيراً وأعطاها مجموعة من الألحان العراقية الشعبية وإذا بالأغنيات تنجح ويصبح اسم نهوند متداولاً محترماً، فأضافت إلى أغنيتها الأولى التي لحنتها لصوتها: أين يا ليل، عدداً من الأغاني الجماهيرية الذائعة: يابا يابا شلون عيون، وين ألقاه الحبيب، قمر الحبايب. وحين انتقلت إلى بيروت غنّت للملحن مصطفى كريدية: يا فجر لمّا تطل التي عرفت ذيوعاً لافتاً جعل من نهوند اسماً معروفاً ومطلوباً للحفلات والأفراح ليس في لبنان فقط بل في معظم محيطه الجغرافي.

وبدت حياة الفنانة الشابة على الطريق الفنية الصحيحة ومن دون أخطاء، إلى أن حان موعدها مع الحظ السيئ حين تعرفت إلى شاب برازيلي وفد من الغربة في زيارة لذويه في لبنان، وسرعان ما أعجب بالصبية الطموحة الطرية العود في الحياة فأحبته واستسلمت لمشاريعه وصدّقت ما أوهمها به من أنهما سيبنيان حياة مشتركة في البرازيل، فما كان منها إلا أن صدّقته وباشرت عملية بيع وتصفية ممتلكاتها في لبنان وحملت المال معها إلى ريو دو جانيرو واضعة إياه في تصرف الشاب الذي أخذه بالكامل وتوارى، ومعه توارت هي ما يقارب النصف قرن تائهة لا تدري مكاناً تلجأ إليه بعد عملية الاحتيال هذه.