المنطقة الشرق أوسطية تجاوزت عقدين من الزمان، وهي ملتهبة ومازالت وستظل، لأن السياسة لا ترحم ولها أجندة خاصة يرسمها أصحاب النفوذ السياسي والمصالح السياسية. وتبقى الشعوب ضحية للتراكمات السياسية والملايين الذين يحاولون إخماد الحريق الذي خلفته الحروب الداخلي منها والخارجي، وأخطر ما تتعرض له شعوب المنطقة هو ذلك الحريق الذي يقبع في النفوس.
يشعر البسطاء أنهم في زاوية ومعزولون عن اللعبة السياسية التي تواكبها في غالب الأحيان تحركات عسكرية تهاجم مجاميع من خلق الله، البعض منها بريء لا صلة له بما يجري على ساحة المعركة.
وبعد الحرب العراقية الإيرانية، وحربي الخليج الأولى والثانية، ولبنان والصراع مع إسرائيل، ظهرت بوادر الحرب التي تضع الخطوط العريضة لشن هجوم على جمهورية إيران لثنيها عن الحق في امتلاك القدرة النووية التي تدعي أنها لأغراض سلمية، وذهبوا أبعد من ذلك عندما أعلنت إسرائيل أنها ستضرب مواقع إيرانية.
إن ضرب أي منشأة نووية له أثار في غاية الخطورة على المنطقة بعد تهديد إيران بضرب المصالح الأميركية في المنطقة. إننا أمام سؤال واحد وهو: هل تم تخصيب اليورانيوم في المنشآت الإيرانية المراد تدميرها؟
إن الشعوب تحملت ما لا طاقة لها به، وهو هم صعب، وليس بمقدور أحد التكهن بآثار الحرب إن حصلت لا سمح الله !
إن الاستعدادات التي يتحدث عنها النواب لا تنحصر في مخزون الغذاء أو كمية المياه أو القدرة الدفاعية، إنها حرب مختلفة وستكون آثارها أكثر خطراًً، لو صدرت الإشعاعات النووية من المنشآت النووية الإيرانية، وكذلك ردة الفعل الإيرانية.
إن المنطقة بحاجة إلى من ينزع فتيل الحرب قبل أن يشتعل ويحرق المنطقة بأكملها.
السعودية والكويت وجميع دول الخليج العربي لا ترغب في اندلاع الحرب، مهما كانت المبررات، فنحن شعوب مسالمة ذقنا الويلات من الحروب التقليدية التي مرت بالمنطقة، فما بالنا لو جاءت الحرب بإشعاعات نووية تفتك بكل ما هو حي في البقعة الجغرافية الخليجية، وتحديداً الكويتية التي تعد الأقرب من ناحية المسافة إلى المنشآت النووية.
ندعو المولى عز وجل أن تنتهي الأزمة ويُعالج موضوع الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية، وهذا الأمل يتطلب جهداً مضاعفاً من قبل قادة الخليج العربي وقادة الدول العربية.
مما تقدم، أما آن لدول الخليج العربي وشعوب منطقة الشرق الأوسط أن تستريح من ويلات الحروب؟
إننا أمام حاجة ماسة للاحتكام إلى العقل، والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]