عون تلقى «ضربتيْن» في آن واحد
بعد إطلالة الحريري ... الكرة في ملعب «حزب الله»
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:42 م
أعطت المواقف البارزة التي أطلقها الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري حيال موضوع الحوار و«حزب الله» و«خريطة أهدافه» زخماً للمساعي التي يبذلها رئيس البرلمان نبيه بري لجمع الطرفين قبل نهاية السنة وجهاً لوجه في إطار محاولة لتوفير تفاهمات وطنية على خطيْ تنفيس الاحتقان السني - الشيعي وإطلاق عجلة المؤسسات انطلاقاً من الإفراج عن انتخابات رئاسة الجمهورية على قاعدة وصول رئيس توافقي.
ورغم الايجابية الكبيرة التي انطوت عليها مقاربة الحريري (عبر برنامج «كلام الناس» على شاشة LBCI مع الزميل مارسيل غانم) لجهة الحرص على «تثبيت» النقاط الخلافية مع «حزب الله» (مشاركته بالحرب السورية وسلاحه في الداخل والحكمة الدولية) وفي الوقت نفسه تجاوُزها للبحث عن طريق لإنقاذ لبنان وتحصينه حيال ارتدادات «الحرائق» في المنطقة وفك ارتباط مشكلات الداخل مع الأزمات الإقليمية والدولية، فان دوائر مراقبة في بيروت اعتبرت ان زعيم «المستقبل» الذي سيوفد مدير مكتبه نادر الحريري لخوض اولى جولات الحوار مع «حزب الله» ممثلاً بالمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل، ساهم في إحراج الحزب من خلال المجاهرة بأن الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس توافقي سيكون عنواناً رئيسياً للتحاور وذلك بعدما نعى للمرة الاولى بهذا الوضوح حظوظ مرشح الحزب و 8 آذار العماد ميشال عون التي ساواها بحظوظ مرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع ما يستوجب البحث عن رئيس تسوية.
ووفق هذه الدوائر، فان طرح الحريري، الذي اعلن انه سيعود «قريباً جداً» الى لبنان، ودعوته «حزب الله» الى لعب دور لإقناع عون بالتخلي عن ترشيحه، بات يعني ان مجرّد جلوس الحزب على الطاولة مع «المستقبل» يعني موافقة على بحث الملف الرئاسي من هذا المنظار ومن ضمن سلّة اشار اليها رئيس «المستقبل» وتشمل ايضاً حكومة ما بعد الاستحقاق الرئاسي وقانون الانتخاب اي الانتخابات النيابية المقبلة.
الا ان اوساطاً اخرى، ترى ان بند الانتخابات الرئاسية على جدول أعمال الحوار لن يتضمّن مقاربة الحريري لمنحاه لان هذه المقاربة ستُطرح ضمن النقاش، بمعنى ان جلوس «حزب الله» في الحوار لن يعني تسليماً تلقائياً بهذا المنحى، لان الحزب لم يبدّل موقفه القائم على التمسك بالعماد عون ما دام الأخير لم يقتنع بعد بالانسحاب من المعركة ولأنه، اي الحزب، ما زال يعتبر ومعه الايرانيون ان التوافق المسيحي - المسيحي يبقى المدخل لحل الملف الرئاسي.
ومن هنا ترى هذه الأوساط ان الحوار المرتقب بين «المستقبل» و«حزب الله» سيساهم في «ترييح» الجو السني - الشيعي، لكن بلوغه تفاهماً في الملف الرئاسي على مبدأ الرئيس التوافقي وليس على الاسم كما حرص الحريري على تأكيد ذلك (ربط تحديد الاسم بتشاور كل فريق مع حلفائه ضمن 8 و 14 آذار) دونه عقبات قد لا يكون كافياً لتذليلها دخول العلاقات الايرانية - الاميركية مرحلة «تبريد» انطلاقاً من مسار الملف النووي، باعتبار ان «المفتاح» للاستحقاق الرئاسي اللبناني على المستوى الخارجي يبقى حصول حد ادنى من التوافق بين الرياض وطهران التي لم يوفّرها الحريري من الانتقاد في مقابلته، فيما يبقى «القفل والمفتاح» على المستوى الداخلي موقف العماد عون.
على ان إطلالة الحريري الذي أشار الى انّ «من المبكر جداً» الحديث عن لقاء بينه وبين السيد حسن نصرالله، قوبلت بانطباع عام بأنها تنمّ عن مقاربة وطنية للواقع اللبناني تتجاوز المصالح الضيقة السياسية او الفئوية، وتعبّر عن «قماشة رجل دولة»، وهو ما لم يتوان النائب وليد جنبلاط عن التعبير عنه مباشرة وخلال مقابلة رئيس «المستقبل» اذ غّرد عبر «تويتر» بان الحريري «رجل دولة بامتياز».
ومن خلف الأصداء التي تركتها مقابلة الحريري، بدا لافتاً في نظر اوساط مطلعة ان العماد عون تلقى في اقل من 24 ساعة «ضربتين»، الاولى نعي امكان بلوغه الرئاسة من خلال كلام الحريري، والثانية عبّر عنها قرار المجلس الدستوري الذي ردّ الطعن الذي كان تقدّم به امامه بقانون التمديد للبرلمان وذلك «لعدم التمادي في فراغ المؤسسات الدستورية»، ما يعني ان التمديد لمجلس النواب حتى يونيو 2017 بات ثابتاً.
وقد علّق عون امام زواره على قرار المجلس الدستوري واصفاً اياه بانه «خاطئ»، وموضحاً ان «حجة فراغ المؤسسات غير مبررة».
وفي موازاة ذلك، تابعت بيروت الزيارة التي يقوم بها الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان لباريس حيث استقبله مساء اول من امس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاليزيه وتركّز البحث على الوضع اللبناني ومسار تنفيذ الهبة الـ 3 مليارات دولار السعودية لدعم الجيش، في حين اشارت تقارير الى ان سليمان تمنى على باريس ان تقدم هبة فرنسية لتسليح الجيش.