خمسة أهداف كانت كفيلة بإخراج منتخب الكويت من كأس الخليج من أوسع أبوابه. خمسة اهداف هي هزيمة تاريخية بكل ما تحمله المعنى من كلمة. خمسة اهداف هي أقسى هزيمة تاريخية لمنتخب الكويت في دورات الخليج منذ انطلاقها قبل 44 عاماً وتحديداً في عام 1970. خمسة أهداف أطاحت بآمال المواطنين بأن يقدم المنتخب صورة مشرفة ويحقق إنجازاً جديدً يضاف إلى خزائنه. هذا بكل بكل بساطة مختصر مشاركة المنتخب في دورة الخليج المقامة في المملكة العربية السعودية.
وبعد كل هذا وذاك، خرج علينا الشيخ طلال الفهد بتصريحات استفزازية وتصرفات طائشة وردة فعل غير مقبولة ولا مسؤولة من شخص من المفترض، وأقول هنا من المفترض، أن يكون ذا حكمة وأكثر عقلانية في التعامل مع الشارع في مثل هذا الحدث، فلا احترم تاريخ الرياضة الكويتية ولا راعى مشاعرنا بعد الخسارة.
تحمل الشيخ طلال الفهد مسؤولية الخسارة، وهو يشكر على ذلك، ولكن ماذا بعد ؟ تحمل الشيخ طلال المسؤولية في كل خسارة وفي كل خروج من أي منافسة ولكن ما فائدة تحمل المسؤولية وهي التي لم ولن تحرك ساكناً في معالجة حجم التخبطات وسوء الإدارة والفشل المتكرر الذي يعانيه الاتحاد تحت إدارته.
كما أن الأدهى والأمر هو إصرار الشيخ طلال على إبقاء الجهاز الفني والإداري على رأس عملهم بعد هذا الإخفاق الذريع الذي قصم ظهر الكويت وتاريخها الرياضي. أتساءل هنا ، هل هذا الجهاز الفني وهذا المدرب قادر على قيادة المنتخب في كأس آسيا التي ستقام بعد أيام قليلة مقبلة في ظل وقوع الكويت في مجموعة نارية تضم الدولة المنظمة أستراليا وكوريا الجنوبية والمنتخب العماني الذي خسرنا منه بالخمسة؟! ولعلي هنا أتمنى أن أجد الإجابة من الشيخ طلال وحده، لأنه وبكل بساطة لا يملك باقي أعضاء الاتحاد حق الإجابة على هذا السؤال، فالشيخ طلال هو المسؤول الأوحد وبإرادته في الاتحاد.
اختصر الشيخ طلال الفهد واقع الحال بكل واقعية عندما أجاب على سؤال حول اقالته من الاتحاد فقال (إذا يقدرون خل يحلونه) ، فأعضاء أندية التكتل هم ( بالمخبه ) يحركهم الشيخ طلال كيفما يشاء وأينما يشاء وبالوقت الذي يريد ، فالمنصب بالنسبة له مضمون، وهم بالمقابل وبكل بساطة يطبقون المثل القائل ( لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم ) ، لأن عضوية مجالس إدارات الأندية والمناصب الرياضة أهم بكثير من أي شيء آخر !
لم نسقط رياضيا فقط بالبطولة بل إعلاميا كذلك، فإساءة الشيخ طلال للإعلاميين الكويتيين عندما قال بأنهم يديرون برامج رياضية ويجنون المال (وخل يتحاططون عشان يدفعون حق مدرب جديد) ، سقطة أخرى وهفوة لا تغتفر وإساءة بالغة للإعلاميين الكويتيين الذين رفعوا اسم الكويت عاليا على مر التاريخ. وكذلك ، ماحدث من إساءة لكل من رئيس الاتحاد الإماراتي والاتحاد السعودي، ساهم هو الآخر في إحداث بلبلة في أروقة وردهات البطولة وأساء لسمعة الكويت متصدرة بطولات الخليج.
لن أطيل أكثر، فالكلام ضايع، والطامة والمصيبة التي حلت بنا لن تحرك ساكناً ولن تهز شعرة لدى صاحب القرار ولدى طلال الفهد، خسارة بالخمسة، شنو يعني ؟ أقسى هزيمة، شنو المشكلة؟ أداء هزيل، عادي؟ بالنهاية لن يرحل، ولن يستقيل، فهو باقٍ رغم أنف الجميع.
[email protected]