لقاء / رفضت تقديمها فنيّاً ... وابنتها قالت لها «يا ماما الحجاب ليس لعبة» فارتدته

سهير البابلي لـ «الراي»: سيرتي الذاتية لا يعلمها إلا الله

1 يناير 1970 01:43 م
• اشتقت للجمهور ... وأزمة الإنتاج وراء توقف «قانون سوسكا»

• المسلسلات التركية «شيك» وإنتاجها سخي ... لكن تبقى الريادة للدراما المصرية

• أنا ممثلة سياسية ... عشقي المسرح وحزينة على الحال التي وصل إليها

• أعشق الكوميديا ... و «وحشتني» خفة دم إسعاد يونس

• أفتقد وسطية الشيخ الشعراوي
عبّرت الفنانة المصرية سهير البابلي عن الأسف، من أن الشارع المصري أصبح يعاني أزمة أخلاق، وهو ما دفعها إلى فكرة تقديم برنامج تلفزيوني يعيد الحديث عن الأخلاق والسلوكيات، التي أصبحنا نفتقدها في الوقت الحالي، معتبرة أن التعليم من أهم أسباب انهيار الأخلاق، وأن المدرسة أصبحت في حاجة إلى معلمات، على غرار «أبلة عفت» بطلة المسرحية الشهيرة «مدرسة المشاغبين».

وتحدثت سهير البابلي في حوارها مع «الراي»، عن عودتها خلال الفترة المقبلة، وسرّ غيابها وأسباب رفضها لتقديم حياتها في عمل فني، كما كشفت عن مصير مسلسلها «قانون سوسكا»، ولقائها برفيقة دربها الفنانة إسعاد يونس، وطلبها منها التجهيز لعمل جديد يجمعهما معاً.

كما تحدثت عن قرار ارتدائها الحجاب، وتأثرها بالشيخ محمد متولي الشعراوي الذي تعتبره حالة خاصة جداً، وترى أنه من الصعب أن يتكرر شخص مثله، وتفاصيل أخرى، وهذا نص الحوار:

? في البداية... نود السؤال عن سبب اختفائك بعيداً عن الإعلام الأشهر الماضية؟

ـ كنت متواجدة لمدة 3 أشهر أو يزيد في المملكة العربية السعودية، وهي زيارة أحرص عليها كل سنة، وأؤدي من خلالها مناسك العمرة وأختلي بنفسي وأجاور النبي عليه الصلاة والسلام.

? حدثينا عن كواليس اللقاء بالفنانة إسعاد يونس في برنامجها «صاحب السعادة»؟

ـ عندما حدثتني إسعاد من أجل مشاركتها في برنامجها، كنت سعيدة جداً لأنها كانت «وحشاني جداً» واشتقت إلى الحوار معها، وأعتقد أن الجمهور أيضاً كان يريد أن يرانا سويّاً على الشاشة، لذلك وافقت من دون تردد، وكانت حلقة جميلة تذكرنا فيها كواليس أعمالنا، خصوصاً «بكيزة وزغلول» ومسرحية «الدخول بالملابس الرسمية» وغيرها، وتلقيت ردود أفعال كثيرة طيبة بعد الحلقة، وقد طلبت من إسعاد يونس أن تبحث عن فكرة تجمعنا من جديد، وتقوم هي بكتابتها كما فعلت في «بكيزة وزغلول»، وفي الوقت نفسه تناسب المرحلة التي نعيشها أنا وهي الآن.

? وهل سيكون هذا العمل جزءاً جديداً من مسلسل «بكيزة وزغلول»؟

ـ لا، فأنا طلبت من إسعاد كتابة عمل كوميدي، لأني اشتقت إلى أن أرسم البسمة على وجوه الناس، في ظل حالة الاكتئاب التي يعاني منها المجتمع ويكون على غرار «بكيزة وزغلول»، ولكن ليس جزءاً ثانياً منها، لأن تقديم «بكيزة وزغلول» في الوقت الحالي لن يناسبني.

? وماذا عن مصير مسلسل «قانون سوسكا»؟

ـ المسلسل متوقف منذ عام ونصف العام، بسبب الأزمة المالية للمنتج محيي زايد والمنتجة مي مسحال، وأنا في انتظار استئناف التصوير في القريب العاجل لأني اشتقت للعودة للجمهور، بجانب أنني عندما وافقت على هذا المسلسل، كان بسبب الرسالة المهمة التي يحملها.

? وما القضية التي يتناولها «قانون سوسكا»؟

ـ العمل يناقش التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري في السنوات الأخيرة من خلال شخصية «رقية» أو «سوسكا» التي أقوم بتجسيدها، وهي سيدة عاشت خارج مصر سنوات طويلة، وعندما عادت لبلدها وجدته تغيّر 180 درجة، فترفض أن تعيش بمفردها في فيلتها، وتجعل منها بيتاً للفتيات المغتربات، وتبدأ في التعايش معهن ومع مشاكلهن، وتُصدم بالتغيرات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع، فتحاول مساعدتهن وتحسين قيمهن، لكنها في المقابل تواجه العديد من المشاكل، وهذا الموضوع وجدته قريبا من الناس، وأنا حريصة في أعمالي على اختيار القضايا التي تمس الشارع، لذلك أتمنى أن تنتهي المشاكل المادية التي يعاني منها المنتج، حتى يخرج هذا العمل إلى النور، وبالمناسبة فإن «سوسكا» هو اسم الدلع الخاص بي، الذي كان يناديني به الراحل عبدالحليم حافظ، رحمه الله.

? وهل صحيح أنك ستقومين بالغناء في المسلسل؟

ـ نعم، المسلسل يتضمن مجموعة من الأغنيات التي لها علاقة بطبيعة الأحداث، وقد سجلت بعضها قبل أن يتوقف المسلسل.

? بعد مسلسل «قلب حبيبة» ابتعدتِ فترة طويلة... فماذا كان سبب هذا الغياب؟

ـ كنت أقيّم هذه التجربة، وبعدها بدأت رحلة البحث عن عمل كوميدي يسعد الجمهور، إلى أن عرض عليّ سيناريو «قانون سوسكا»، وتم تعديله بالشكل الذي يرضيني، وأقدم من خلاله كوميديا صريحة لأول مرة، ولكن بحس سياسي، لأنني في الأساس كوميديانة سياسية، وحصلت أكثر من مرة على جائزة أفضل ممثلة سياسية، وأعتقد أن دور الفنان في وقتنا الحالي هو أن يسعد المشاهد ويبعده عن الجو العام للبلد، ويكسر حدة القسوة التي تفرضها الحياة على الجميع.

? وهل هناك عمل درامي آخر تجهزين له؟

ـ معروض عليّ أكثر من مسلسل، منها عمل سيقوم بإخراجه المخرج عمر زهران، وهو تجربته الدرامية الأولى، وهناك مسلسل آخر أشرف على كتابته مع أحد الكتاب، وسيكون مفاجأة للجميع، خصوصاً أنه سيجمع نخبة من الفنانين في العالم العربي.

? هل هناك أي من جيل الفنانين الشباب تحرصين على متابعته؟

ـ أحب اختيارات أحمد السقا... وبهذه المناسبة أود تهنئته على فيلمه «الجزيرة 2» الذي سمعت عنه أخباراً جيدة. وأحب أيضاً أعمال منى زكي وزوجها أحمد حلمي.

? وما رأيك في المسلسلات التركية، وهل ترين أنها سحبت البساط من الدراما المصرية؟

ـ أحببتها جداً لأنها «شيك» وإنتاجها سخي وبها مناظر حلوة، لكن وفي المقابل تبقى الدراما المصرية لها الريادة، خصوصاً أن لدينا منتجين كباراً لا يبخلون على المسلسلات بشيء، مثل عصام شعبان صاحب شركة «كنج توت»، و«عرب سكرين» وغيرهما من شركات الإنتاج الكبيرة.

? قدمت العديد من روائع المسرح المصري... فهل من الممكن أن تعودي إليه في الوقت الحالي؟

ـ بالتأكيد، فهو عشقي الأول ويجري في دمائي، لكن عودتي له في الوقت الحالي مشروطة بالنص الجيد، والعرض 3 أيام في الأسبوع، والعمل مع مخرج مسرحي له تاريخ مثل جلال الشرقاوي، وغيره من المخرجين الكبار الذين قدمت معهم أعمالاً عظيمة.

? وفي رأيك... ما السر وراء الأزمة التي يعيشها المسرح المصري حالياً؟

ـ بالتأكيد السبب هو اختفاء النصوص الجيدة، بجانب أن الدولة رفعت يدها عنه وأسقطته من حساباتها، فأين أمجاد المسرح القومي وأعمال كبار الكتاب أمثال طه حسين والعقاد والفريد فرج وسعد الدين وهبة، والتي كان يتنافس على تقديمها كبار النجوم الذين عشقوا خشبة المسرح، فمن ينسى سناء جميل وسميحة أيوب وأمينة رزق وغيرهن من عظماء المسرح؟!... لذلك أنا حزينة على الحال التي وصل إليها المسرح الآن.

? وماذا عن مسرحية «انتظار» التي كان من المفترض أن تعودي بها؟

ـ بالفعل، كان هناك مشروع لعمل مسرحي مع المؤلف محمود الطوخي، لكنه لم يكتمل لأنه كان متعجلاً في خروجه، وعندما عرض عليّ المسرحية كانت غير مكتملة، واختلفنا في وجهات النظر فتوقف المشروع.

? وما حقيقة تقديمك لبرنامج تلفزيوني خلال الفترة المقبلة؟

ـ هذا الموضوع في ذهني منذ فترة، لكن لم يدخل حيز التنفيذ، والفكرة أني أتمنى أن أقدم برنامجاً عن الأخلاق، لأن المجتمع في حاجة لها بشدة الآن، وفي حاجة أيضاً إلى أن نعود إلى سلوكيات زمان وأن نرجع نحترم بعض، خصوصاً أن الأخلاق اختفت وحلت مكانها أشياء غريبة على مجتمعنا، والتعليم انهار، وفي رأيي أننا بحاجة إلى نموذج مثل «أبلة عفت» معلمة «مدرسة المشاغبين»، خصوصاً أن الطلبة الآن مثل التلامذة في المسرحية، فهي نموذج لمعلمة ومربية فاضلة، استطاعت أن تنهض بحال طلبة ليس لديهم هدف في الحياة وتغير مسار حياتهم.

? هذا يدفعنا لسؤالك عن وضع التعليم في الوقت الحالي، خصوصاً أن «مدرسة المشاغبين» متهمة بأنها أحد أسباب انهياره؟

ـ أنا أرى أن المناهج تحتاج إلى التغيير الجذري، والمدرسون نساء ورجالاً يحتاجون إلى التأهيل، وأطالب الدولة وأقول للمسؤولين: «علّموا الأساتذة قبل تعليم النشء».

? إذا عرض عليك تقديم سيرتك الذاتية في عمل فني، فهل توافقين؟

ـ أرفض هذه الفكرة، لأن سيرتي لا يعلمها إلا الله.

? عندما قررت ارتداء الحجاب منذ سنوات، هل كان هناك شخص وراء هذا القرار؟

ـ قرار ارتدائي الحجاب هو قرار من الله لا دخل لأي مخلوق فيه، فعندما أراد الخالق سبحانه وتعالى أن أرتديه اتخذت القرار، وأتذكر في هذا اليوم كنت أجرب أن أضع الحجاب على رأسي، فقالت لي ابنتي نيفين بالنص «يا ماما الحجاب ليس لعبة»، لأنها تعلم قيمة الحجاب جيداً، وهي أول من شجعتني عليه، خصوصاً أنها ارتدته وهي في سن صغيرة.

? وهل هناك مشايخ معينون تأثرت بهم؟

ـ شيخنا الجليل الشيخ الشعراوي الذي أعتبره حالة خاصة جداً... وصحيح أن مصر ولاّدة، لكن من الصعب أن يتكرر شخص مثله، وفي المقابل لا نستطيع أن ننكر أن الأزهر الشريف به علماء أجلاء، على قدر عالٍ من السماحة ويمثلون وسطية الإسلام، مثل الدكتور علي جمعة، والذي أعتز أن الأزهر به شخصية مثله، أيضاً الشيخ خالد الجندي وغيرهم.