بقاء فييرا ... «هيّ خاربة خاربة»
بوتشه ... هو الحلّ
| أحمد المطيري |
1 يناير 1970
08:33 م
الابقاء على البرازيلي جورفان فييرا مدربا لـ «الأزرق» في بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم المقررة في استراليا مطلع يناير 2015، تصريح استفزازي ومثير للجدل جاء على لسان رئيس الاتحاد الكويتي للعبة الشيخ طلال الفهد، بعد الخروج المذل من الدور الاول لبطولة «خليجي 22».
لا يملك رئيس الاتحاد اي مبرر حقيقي ليقول ذلك، خصوصا أن «الأزرق» في عهد فييرا كان بلا لون ولا رائحة ولا طعم، وخسر الكثير من سمعته وتاريخه الحافل بالانجازات.
تصريح بعيد كل البعد عن المنطق الكروي، ولا يدعو الجماهير الى التفاؤل وهي التي أجمعت على إقصاء فييرا خلال الفترة المقبلة.
إصرار طلال الفهد على المدرب البرازيلي يأتي وكأنه يردد أغنية المطرب فيصل الراشد «هي خاربة خاربة، خلينا نعميها!»، مع العلم ان منافسات بطولة كأس أمم آسيا تختلف كثيرا عن البطولة الخليجية، فهي التجمع الاسيوي الرسمي الذي تنتظره قارة المليارات كل 4 سنوات، وهي المحك الحقيقي لكل المنتخبات، وبطلها هو الممثل الشرعي في كأس العالم للقارات.
«الازرق» على موعد بعد شهرين مع المعترك الاسيوي وستكون البداية أمام استراليا مستضيفة البطولة، منتخب فرض نفسه بالقوة على القارة الصفراء من دون أي مقدمات، ونجح عبر البوابة الاسيوية من حجز بطاقة التأهل الى كأس العالم.
صحيح أنه لم ينجح حتى الان في ترسيخ نفسه بطلا للقارة التي لا يرتبط بها جغرافيا وثقافيا ورياضيا، إلا أنه لامس الكأس في البطولة السابقة في قطر عندما خسر النهائي أمام اليابان بهدف، وضرب بقوة قبل أسابيع عبر ناديه سيدني الذي لم يمض على تأسيسه سنتين فقط بطلا لدوري ابطال اسيا على حساب الهلال السعودي العريق، وبالتالي سنكون في مواجهة منتخب لا يرحم أبدا، يريد أن «يمزق» كل ما هو آسيوي، ثم سنلعب مع كوريا الجنوبية رابعة مونديال 2002، منتخب غني عن التعريف يملك من التاريخ ما يكفل له المنافسة على اللقب، وسيتكرر المشهد من جديد فى مواجهة عمان التي تذوقنا منها خماسية مهينة كانت الاولى لنا في تاريخ بطولات الخليج التي نحمل رقمها القياسي (10 بطولات).
نحن في بطولة آسيا المقبلة أمام خيار واحد فقط لنخرج بصورة مشرفة على أقل تقدير، وهي استبعاد فييرا، واستعارة الاسباني أنتونيو بوتشه مدرب القادسية، حيث إنه الوحيد حاليا في الساحة ممن يملكون الرؤية الثاقبة على صعيد جميع اللاعبين في الدوري الكويتي، خصوصا بعد أن لفت الانظار في الموسم الماضي مع اليرموك، وجعل القادسية لا يتأخر كثيرا في التعاقد معه، لينتزع له في فترة وجيزة لقب كأس الاتحاد الاسيوي للمرة الاولى في تاريخه بعدما عجز عن تحقيق الانجاز مرات عدة قبلها، وسبقها بطولة كأس السوبر المحلية في بداية الموسم على حساب الكويت.
أنتونيو تولى قيادة القادسية في أسوأ حالاته الفنية، اذ حرم من خدمات نجمه السوري عمر السومة المنتقل الى نادي الاهلي السعودي الذي أصبح هدافه وزاد الطين بلة رحيل العاجي إبراهيما كيتا الى السالمية بعد سنوات من التألق الكبير مع «الاصفر»، واحتراف قلبي الدفاع مساعد ندا في العروبة السعودي وحسين فاضل في الوحدة الاماراتي، وفوق كل ذلك لم يتم توفير اعداد مناسب له قبل بداية الموسم.
نجح الاسباني بامتياز في استغلال ما يملكه من امكانات ورؤية تدريبية فى اعداد الفريق بشكل مناسب، ونجح فى ابراز هوية المحترفين المدافع الاسباني دي سيلفا والسويسري دانيال سوبوتيتش على الرغم من تواضع عقديهما، كما اعاد أكثر من لاعب الى الواجهة مثل فهد الانصاري وسيف الحشان وبدر المطوع وعامر المعتوق، وأصبح للقادسية شخصية حقيقية بفضله.
أنتونيو... هو البديل المناسب لفييرا، حاله حال من سبقه فى تاريخ اللعبة في الكويت، فالبرازيلي كارلوس البرتو تحول من مدرب للياقة البدنية في عهد مواطنه ماريو زاغالو فى منتصف السبعينيات مع «الازرق» الى مدرب قاده الى تحقيق كأس أمم آسيا 1980 التي استضافتها الكويت، ثم تجاوز الاحلام وتأهلنا معه الى مونديال اسبانيا 1982، وسبقهما حضورنا المميز فى أولمبياد موسكو 1980، حيث تجاوزنا الدور الاول على حساب نيجيريا وتشيكوسلوفاكيا والبيرو، قبل أن نسقط أمام الاتحاد السوفياتي 1-2، وأصبح بعدها كارلوس البرتو مدربا للبرازيل التي حققت معه لقب كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة.
ولم تتوقف مغامرات الكرة الكويتية فى أبراز المدربين المغمورين، حيث البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي درب القادسية وحقق معه لقب كأس الامير 1989 بعد سنوات عجاف، حتى استعان به الاتحاد ليقود «الازرق» الى لقب «خليجي 10» على ارضه وأصبح اسمه اشهر من نار على علم، حتى وجد نفسه المنقذ للكرة البرازيلية التي كانت على وشك السقوط والخروج فى تصفيات التأهل الى مونديال 2002، اذ انتشلها بجدارة وحقق معها النجمة الخامسة.
التشيكي ميلان ماتشاله عُرض على نادي التضامن فى بداية الامر ورفضه ابناء الفروانية، وقبله نادي كاظمة الذي عاش معه فترة ذهبية، جعلت الاتحاد يستعيره خلفا للاوكراني الراحل فاليري لوبانوفيسكي، لينقذ «الازرق» في التصفيات المؤهلة لكأس اسيا 1996 في الامارات. تعملق وحقق ما كان غير متوقع، وجعل للمنتخب «شخصية» جديدة في القارة الصفراء. راهن عليه في «خليجي 14» في المنامة وخطف اللقب بجدارة، وتأهل معه الى الدور نصف النهائي لكأس الامم بعد أن أزاح اليابان وكوريا، وسقط أمام صاحب الارض بهدف، وخانه الحظ كثيرا فى تصفيات مونديال 1998 فرنسا، وكان قاب قوسين من التأهل.
ماتشاله انتقل بعدها بعقد خرافي لتدريب منتخب السعودية في بطولة كأس القارات، ثم وجد كل الاغراءات في الدوري الاماراتي مع الوحدة، وتميز بعدها مع منتخب البحرين، ثم تولى تدريب عمان وفرضه منافسا قويا في البطولات التي خاضها.
الكويت صنعت الكثير من المدربين المغمورين، وحان الوقت ربما أن نصنع من الاسباني أنتونيو اسماً لامعاً جديداً في القارة الصفراء.