سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
سلام على سماح وسميح ثم سماحة فأبي مسامح
1 يناير 1970
11:20 ص
أسماء مشهورة نراها في مجتمعات مختلفة فسماح اسم معروف في كثير من المجتمعات وسميح من الأسماء المشهورة في المجتمع الفلسطيني، وسماحة اسم معروف في الأوساط المصرية وإذا ما رأى المرء خطأ فتجاوز عنه وعفا فإن أهل هذه الديرة الطيبة يقولون أتى أبو مسامح لأنه يتمتع بالسماحة والعفو والصفح.
فالسماحة مفردة جميلة إذا حلت بمجتمع فتحول الدهر الأرغم إلى بلسم يضفي على القلب هدوءا واستقرارا وتحول المرارة إلى حلاوة طيبة المذاق.
هذه سمات أهل السماحة لذلك فإن المؤسسسة الأممية احتفلت في الأسبوع الماضي باليوم العالمي للتسامح، ما أعظمه من يوم! وما أكبره من معنى إذا فكر به المرء فإنه يسبح في عالم الصفح والعفو ويعيش في جو مفعم بالرضا.
عزيزي القارئ أين نحن الآن من يوم التسامح؟
نرى آفاقاً توارى فيها هذا التسامح ولم يكن له ظهور أو حتى ملمح يلمحه الإنسان، فالمجتمعات تعج بالاضطرابات والعنف والفوضى.
فدماء تتقاطر ورؤس تتدحرج ويتامى تئن، وأيامى تصرخ ونساء تساق في أسواق النخاسة.
ممارسات لا وجود فيها للتسامح ولا مشهد ينم عن سماحة، ويقولون بأنهم يعتنقون دين السماحة والتسامح وإذا ما يممت وجهك ونظرت إلى أحداث وحوادث واطلعت على قصص و«حزاوي» مما يدور من حولنا فنجد كثيراً من الأحداث قد نتعرض لها يومياً.
فكم من شاب اعتدى على رفيقه بحجة أنه خزة.
أين ذهب التسامح؟، وأين نحن من يومهِ العالمي؟
مدارس من حولنا يكثر فيها العنف في مجالات مختلفة وفي حالات متباينة وبأشكال مختلفة.
فأين ذهب التسامح؟، وأين نحن من هذا اليوم الأممي؟
آباء وأمهات يقسون على أبنائهم ولا يتيحون أمامهم فرصا للتعبير عن مبتغاهم ولا يعملون على شحذ هممهم ولا يغفرون لهم أبسط الأخطاء.
أين نحن من مفردة السماحة؟
أبناء يتركون آباءهم وأمهاتهم ويسكنون بعيداً عنهم ولا يعرفون عنهم شيئاً حتى ولو في وسائل الاتصال الاجتماعي وكأن آباءهم في الشرق وهم في الغرب أين السماحة من هؤلاء؟
أيام تتقاذف فيها أمواج من العنف والقسوة والتصحر لمفردات طيبة فعسى الله أن يصفي النفوس ويمسح على القلوب لتتمتع بالسماحة.
كي تنبذ الفرقة ويعيش الناس في مجتمع متآلف ومتعاون والعمل على قبول الآخر ولا يكون ذلك إلا عن طريق بث الوعي بواسطة مراكز الإشعاع المختلفة ومستلزمات الإعلام المتنوعة ولابد للمناهج المدرسية أن تلعب دوراً مهماً وتربوياً في إرساء مبادئ التسامح.
وتكون المنظمة الأممية محقة في يومها العالمي للسماحة.
وما لنا في هذا الصدد إلا أن نقرأ ما قاله عضو مجلس الأمة الأسبق الأستاذ/ مبارك النجادة في هذا اليوم.
صباح الخير يا أهل التسامح
صباح أخضر حسن الملامح
به قبل النسيم تمر سكرى
كمثل بلابل الدوح الصوادح
إذا استنشقت ملء النفس صفواً
طغت روح التفاؤل في الجوانح
لتبصر أن في الدنيا جمالاً
هو الأقوى حضوراً والمنافح
وأجمل ما به خلق تسامى
ليشمل كل أصناف المرابح
ويرسم في غد الدنيا شروقاً
يعم ضياؤه كل الشرائح
وأن زماننا حتى إذا ما بدا
جهماً ففيه الخير لائح
تفاؤل وارسم الدنيا شعاعاً
يقاوم بالضيا سود المصالح
ويكتب بالحقيقة كل خير
يضم الناس في وطن التصالح