حسين الراوي / أبعاد السطور

وهم «المخدرات الرقمية»

1 يناير 1970 04:29 م
ضجت وسائل الإعلام العربية في الأسابيع المنصرمة على سائر اختلاف نوعيتها حول نقل أخبار ومقاطع وتقارير عما يسمى بـ (المخدرات الرقمية)، مسبوقاً بحديث الغرب عنها بما يقارب الخمس سنوات، وهذا شيء ليس بغريب على الأمة العربية المتخلفة في كافة مجالات الحياة.

وحسب المنظمة العربية للمعلومات والاتصالات فإن تلك المخدرات عبارة عن ذبذبات صوتية تتراوح أمواجها ما بين ألفا ثم بيتا و ثيتا وصولاً إلى دلتا، ويؤدي الاستماع إليها لفترة طويلة إلى أحاسيس عدة كالنعاس أو اليقظة الشديدة أو الدوخة أو الارتخاء أو الصرع أوالانزعاج.

حينما نقل أمر المخدرات الرقمية نحو أهل الاختصاص الخبراء في هذا المجال الذين يعملون بشكل رسمي وأكاديمي في بلدانهم ومختبراتهم وجامعاتهم أكدوا أن ما يسمى بالمخدرات الرقمية ليس إلا مجرّد وهم لا صحة لوجوده.

وفي تصريح لأستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود ومستشار الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور نزار الصالح، قال إن «المخدرات الرقمية مجرد ضجة إعلامية وهمية، ومن المفترض ألا يُنشر عنها إعلامياً بهذا الحجم، مؤكداً أن اللجنة الوطنية ستدرس هذه النقطة وستعد بحثاً علمياً عن مدى خطر تلك النغمات على الدماغ البشري».

وعن حدوث أي حالات وفاة بسبب المخدرات الرقمية قال مدير مستشفى الأمل في جدة الدكتور أسامة ابراهيم «لم تسجل أي حالة وفاة متعلقة بالمخدرات الرقمية». مشيراً إلى أن مستشفيات الأمل في منطقة جدة التي تخدم أربع مناطق هي مكة المكرمة، وعسير، وأبها، والمدينة المنورة لم تسجل أي حالة مصابة بمثل هذا النوع من المخدرات.

وأضاف «موضوع المخدرات الرقمية طرح قبل سنوات عدة دولياً ومحلياً لكنه لم يلق صدى كون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كان محدودا.

وفي السياق نفسه، قال الدكتور محمد الزهراني مدير مستشفى الأمل في الدمام ومستشار أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، أن موضوع المخدرات الرقمية أو المؤثرات الصوتية طرح قبل أربع سنوات، وجرت مناقشته في أحد الملتقيات العلمية، مؤكداً أن هذه المؤثرات لا شكل لها وربما تأثيرها على الدماغ، وهذا يحتاج إلى دراسات لمعرفة خطورة تأثير هذه النغمات على الدماغ وهل تؤثر على مركزالإثابة وعلى مخ الإنسان وهل يتحمل الدماغ قوة هذه الموسيقى، موضحاً أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة تذكر في مستشفيات الأمل في الدمام أو استقبال أي حالة متعلقة بمثل هذا النوع من المخدرات.

وقال مختتماً حديثه «ما تم تناقله مجرد إشاعة منذ 150 عاما»، وكذلك قال البروفيسور عايد الحميدان الخبير الدولي في مجال المخدرات من دولة الكويت»ما يثار عن المخدرات الرقمية هو وهمٌ نفسي صنعه الخاسرون فساءت تجارتهم وما يمكرون، وأن غالبية من يلجأون إلى الموسيقى الرقمية هم المدمنون المصابون بحالة من الهوس والشرود الذهني ويشعرون أن المخدر الذي يتعاطونه لا يكفيهم، لذلك يلجأون للصخب والموسيقى الماجنة ذات الصوت المرتفع حتى يطفئوا حالة اللاوعي أو الفوضى العبثية داخلهم، حيث تنتاب من يدمن المخدرات حالة هستيريا فهو يصاب بخلل في تفكيره ونتيجة لتلف بعض خلايا المخ لا يعرف ماذا يريد؟، لذلك يريد أي شيء يخرجه من عالمه وبصورة مفزعة فيلجأ للحفلات الصاخبة والموسيقى المرتفعة ومنها الموسيقى الرقمية.

أي أنه عزيزي القارئ أمر المخدرات الرقمية هي لعبة إعلامية عربية من أجل إحداث ضجة إعلامية من خلالها يتم نقل ما ذكرته تلك القناة وتلك الجريدة بين الكثير من الناس عبر فضاء الإنترنت من مواقع وفي «الفيس بوك» و«تويتر»، ومن أجل عمل دعاية لمحلات وأسواق الأقراص الموسيقية لتقاطع المصالح بينهما.

ومما يضحك أن بعض إعلامنا العربي أيقظ هذه المادة الإعلامية بعدما نوّمها الغرب وتركها منذ خمس سنوات! وهذا دليل على أن بعض إعلامنا العربي إعلام ضحل لا يجيد إلا التقليد، وليته يقلّد الجميل عن الغرب، بل هو متخصص بتقليد الأشياء المنحطة والجوفاء التي يظهرها الغرب في إعلامه من برامج ومن مواضيع بها الكثير من الدجل!


[email protected]
@alrawie:Twitter