مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

يتمنّعون وهم الراغبون

1 يناير 1970 08:00 ص
كصاحب ديوانية، وأتردد كثيراً على الدواوين التي كما يقول الفنان سعد الفرج عنها: عروقها في الماي، التقي بالعديد من نواب المعارضة المقاطعين لانتخابات الصوت الواحد، وأجد لدى الكثيرين منهم خصوصاً الشباب الرغبة في إنهاء المقاطعة بعد أن أدت دورها في إيصال رسالة لأصحاب القرار، وأن استمرارها ومع وجود مجلس منتخب وموالٍ بشدة للحكومة سيضر بالعملية الديموقراطية ومصالح البلد - كما يقولون -.

سألت أحدهم وكان من التيار الإسلامي عن سبب التغيير المفاجئ لمواقفهم الأخيرة، فأجاب مازحاً: لقد دخلنا بيت الطاعة مكرهين تقديراً منا للظروف الدولية المحيطة بالكويت، وعندما سألته عن نيته في دخول أي انتخابات مقبلة، أجاب بذكاء: لقد اتفقنا كتيارات سياسية ألا نصرح بأي رأي في هذا الموضوع، وننتظر حتى تنجلي الصورة ونعرف نتيجة الأحكام والطعون المقدمة والقضايا المرفوعة ضد العديد من النواب، وعند فتح باب الترشيح سيكون لكل حادث حديث.

واستشففت من حديثه أن عدداً من زملائه النواب السابقين والقدامى لا يمانع العودة إلى الساحة البرلمانية حسب نظام الصوت الواحد، على أن يسعوا بعد نجاحهم في الانتخابات إلى تغيير هذا المرسوم من خلال المجلس القادم، وان صمتهم الحالي ما هو إلا تحاشياً لانتقادات واتهامات بالانهزام أمام الحكومة والتنازل عن المبادئ التي نادوا بها والتخلي عن الشروط التي ألزموا أنفسهم بها، وعلى حكومتنا إن كانت تحرص على صورتها أمام الشعب الكويتي، وإشعاره بأن هناك مجلس أمة مشاركا في اتخاذ القرارات، فيه معارضة حقيقية ومتنوعة حزبياً وفكرياً وسياسياً، لا مجلس قبليا طائفيا وطبقيا، تنقص الكثير من نوابه الخبرة السياسية والبرلمانية والتاريخ والثقل السياسي، مطواعاً بيدها حسبما تريد.

لذا على الحكومة أن تشجع وترغب هؤلاء الشباب على الترشيح وتسكت الأصوات التي دأبت على اتهامهم بكل قبيح وتسيء إليهم وتتهمهم بالعمالة لأحزاب سياسية خارجية، والتشكيك بنزاهتهم ووصفهم بالإرهاب والتمرد.

ونحن كما يقول الكويتيون: أهل قريّة كل يعرف خيّه، ولا تنطوي علينا مثل هذه الاتهامات الظالمة، وإن قويت أو كثرت.