روى للمحكمة الدولية فصولاً من «إذلال» النظام السوري لرئيس الوزراء السابق
حمادة : لهذا ضرب الحريري رأسه و ... نزف
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:42 م
حمل اليوم الثاني من شهادة النائب مروان حمادة امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي المزيد من استعادة الوقائع السياسية التي سبقت وواكبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 وأبرزها علاقته بالنظام السوري ومخابراته في لبنان والتهديدات التي تلقاها من دمشق على خلفية رفضه التمديد للرئيس اميل لحود وملابسات صدور القرار 1559.
وبقيت إفادة حمادة (الناجي من محاولة اغتيال في 1 اكتوبر 2004) التي تستمر اليوم وغداً، محط اهتمام بالغ في بيروت باعتبار ان هذه الشهادة، التي ستتبعها في مطلع ديسمبر المقبل شهادات عدد من السياسيين البارزين بينهم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط والنائبان السابقان باسم السبع وغطاس خوري، تتعاطى معها المحكمة على انها «الخلفية السياسية» لاغتيال الحريري وذلك في إطار محاولتها نزع البُعد «الشخصي» عن أبعاد «المؤامرة» المتهَم فيها خمسة من «حزب الله».
وغداة تفنيد حمادة، المشهد السياسي الذي يعتبره الادعاء «ممهداً» للاغتيال، بدءاً من الملابسات التي رافقت تنفيذ اتفاق الطائف وترسيخ الوصاية السورية على لبنان وزيادة القبضة السورية على البلاد بعد وفاة الرئيس حافظ الاسد وانتخاب لحود رئيساً للبنان، استعاد على منصة الشهود امس مراحل بالغة الاهمية من «الصِدام» الذي بلغته العلاقة بين الحريري والنظام السوري وخصوصاً العام 2003 على خلفية العلاقة المضطربة مع لحود وتحضير دمشق الارضية لتمديد ولايته في سبتمبر 2004 وأبرز هذه المحطات:
* في ابريل 2003 «طلب مني الرئيس الحريري أن أكتب مقدمة البيان الوزاري وحين عرضتُ مسودّة مشروعي على الرئيس الشهيد كانت هناك إشارة الى أنّ على الحكومة تنفيذ البنود غير المطبقة في اتفاق الطائف، وقصدتُ بذلك قانون الانتخاب وفق التقسيمات التي نص عليها الاتفاق وإلغاء الطائفية السياسية واستكمال حل الميليشيات واعادة انتشار الجيش السوري، فقال لي الرئيس الحريري: اتريد ان نُقتل وان نُلغى؟ فهمك كفاية يا مروان فعندما تقول كل البنود اي انسحاب كلي للسوري وحل حزب الله. واخذ الورقة ووضعها في سلة المهملات، وقال: أعد كتابة المقدمة من دون اشارة الى اتفاق الطائف».
* قصْف تلفزيون «المستقبل» الذي كان يملكه الحريري «بعدد من الصواريخ في يونيو 2003 وهو ما اعتُبر رسالة تهديد جدية».
* اللقاء الشهير الذي عُقد في ديسمبر 2003 في دمشق بحضور الرئيس بشار الأسد ومسؤولين امنيين سوريين والذي نتج عنه ما يُسمى «بروتوكول دمشق» وفيه جرى تهديد الحريري «ما لم يبذل كل جهده لوقف الحملات الاعلامية المترامية على التمديد للحود، كما تم اتهامه من الأسد بانه يساعد ويدعم جريدة النهار المعادية في نظر الاسد للنظام السوري والمتبنية سياسة المعارضة اللبنانية التي كانت تطالب بتنفيذ اتفاق الطائف وبنوده غير المنفذة، وطلب الأسد من الرئيس الشهيد بيع أسهمه في النهار وسحب كل المقربين منه من مجلس إدارتها بهدف اغلاقها. كما ان مقالات غسان تويني كانت تزعج الأسد كثيراً اضافة الى مقالات لسمير قصير، الذي اغتيل في ربيع 2005، وكانت شبه اسبوعية وتطرق فيها الى الوضع في فلسطين وايضا في سورية».
واذ شدد حمادة على ان «محاولة إفلاس النهار وإقفال محطة MTV العام 2003 كان جزءاً من الحرب على الصحافة الحرة في لبنان»، اشار الى ان الحريري «خرج من اجتماع ديسمبر 2003 مع الأسد منفعلاً جداً مع نزيف في انفه بعدما ضرب رأسه بنافذة السيارة لشدة انفعاله، وبعدما اعتبر انه أذل من رئيس سورية الذي يرى ان المسؤولين في لبنان لا شيء بالنسبة له، وقالوا له ان عليه ان يمتثل لاميل لحود».
ورأى ان «اللقاء بين الحريري والاسد شكل بداية القطيعة النهائية بينهما، فهم قالوا للحريري: ليس مسموحا ان تخانق (تصارع) اميل لحود».
وبعد الاستراحة الاولى، ذكر حمادة ان «مقابلة ديسمبر 2003 بين الحريري والاسد كانت المقدمة لمقابلة اغسطس 2004»، لافتا الى ان «الحريري تعرض إلى ضغوط هائلة في هذا اللقاء للسير بالتمديد وكان اللقاء مهيناً له وأدى إلى شبه قطيعة بين الرجلين. وحضر خلال الاجتماع 3 ضباط سوريين 2 منهم كانا يحملان السلاح».