سلطان حمود المتروك / حروف باسمة

أرناق من أهوال الوقت

1 يناير 1970 02:32 م
الحياة أيامها تترى، وصحائفها تتلون، وحوادثها تأخذ أشكالاً مختلفة ومتباينة وكلما أدبر يوم بما يحمله من قضية أو مشكلة أو ظاهرة أقبل يوم وفي طياتهِ قضية تؤرق المجتمع، وتعمل على إعمال الذهن في التفكير من أجل إيجاد أسباب القضايا التي تحدث والاجتهاد في العمل على إيجاد الحلول الناجعة لها، ولعل للمشاكل من حولنا ألوانا مختلفة منها التهور والثورة لأتفه الأسباب والاعتداء بالقول أو الفعل، ولعل ظاهرة العنف التي نراها بين الشباب في الأسواق أو المجمعات التجارية أو المنتجعات الترفيهية قد يرجع أسبابها إلى الإدمان في تعاطي المخدرات.

وكثيراً ما قرأنا من دراسات وشاهدنا العديد من البرامج والمؤتمرات والندوات التي تبحث في أسباب تعاطي المخدرات ووضع الحلول المناسبة للحد منها أو القضاء عليها، ومن المذهل ما أطلعنا عليه أخيراً في هذا الصدد من غزو جديد ضحاياه في ازدياد نتيجة تعاطي مخدر «الشبو»، هذا الخطر الفتاك الذي يقضي على العقل ويعمل بالتأثير على خلايا المخ، هذا الخطر المخيف أخذ يفتك بالشباب ويعمل على بلبلة المجتمع وظهور حوادث الشجار في الميادين الاجتماعية والترفيهية والتربوية.

والعجيب أن هذه الآفة المخيفة أودت بحياة 83 شخصاً في العام 2013 وفي العام الحالي بلغ مجموع من لقوا حتفهم من المتعاطين 44 شاباً.

شباب في أعمار الورد اجتاحهم خطر سببه جنود من جند الشيطان لا يريدون لمجتمع هادئ أن يستقر، للدمار عندهم أساليب وللعذاب طرق وللفزع سبل.

وكلما تطورت الدنيا وتقدمت وازدهرت ازدهرت سبل الخير وأتت طرق للشر تطرق الأبواب، فهذه المخدرات الرقمية التي هي عبارة عن ملفات صوتية يتم شراؤها من مواقع إلكترونية تحفز الدماغ على افراز هرمونات يسبب التعود عليها إدمانا قد يصاحبه هزات لا إرادية قد تتطور لصرع وما يزيد خطورتها سهولة الحصول عليها والتعامل معها.

عزيزي القارئ لابد للمؤسسات الأمنية والصحية والتربوية أن تعمل على شحذ الهمم من أجل حماية الشباب قبل الانزلاق في هذا المنحدر ووضع الخطط والدراسات، وتكوين فرق العمل المتخصصة في جميع المجالات من أجل حماية المجتمع من هذه الآفات الفتاكة ولا يكون ذلك تظاهرة إعلامية فحسب وإنما يكون بالعمل الدقيق المنظم والمتخصص حتى نصل بشباب هذه الديرة الطيبة الى بر مفعم بالأمان والصحة والسلامة في جميع سبل الحياة.

ولا نملك في هذا الصدد إلا أن نقرأ قول القائل:

وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عينيه

في لغة الهوى عيناك