تفاؤل بالتمديد للبرلمان وتوجّه للتفاهم على «رئيس تسوية»
اطمئنان في لبنان للوضع... «الممسوك»
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:43 م
أبدت أوساط واسعة الاطلاع في بيروت، اطمئنانها الى المسار العام في البلاد، مقارنة بالحرائق اللاهبة في المنطقة، مضيفة لـ «الراي» انه «رغم المأزق السياسي والتوترات الموضعية بين الحين والآخر، فإن ثمة إرادة جامعة لدى الاطراف الاساسية بحفظ الستاتيكو الحالي وعدم تعريض لبنان لاختبارات قاسية، بدليل صمود الحكومة الحالية وتمرير التمديد للبرلمان بنصاب سياسي وطائفي كافٍ».
ولم تستبعد هذه الاوساط، ذهاب الامور في البلاد، وعلى نحو تدريجي، في اتجاه التفاهم على رئيس جديد للجمهورية، خصوصاً ان الوقائع السياسية بدأت تؤشر الى تراجُع حظوظ زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في الاستمرار في السباق الرئاسي، لمصلحة التوافق على «رئيس تسوية» في اللحظة التي تنضج فيها ظروف «الطبخة» الداخلية - الاقليمية.
وبدا واضحاً من سياق الامور في الساعات الماضية ان «عاصفة التمديد للبرلمان حتى يونيو 2017 لن تمسّ شعرة في رأس الحكومة» وان ما واكب إقرار التمديد ليس اكثر من «زوبعة في فنجان» يكاد ان يقتصر تأثيرها على ما أحيته من خلافات مستحكمة منذ ايام الحرب الاهلية على الساحة المسيحية لا سيما بين «القوات اللبنانية» التي شكّلت الرافعة المسيحية للتمديد وبين تيار عون الذي يشكل «رأس حربة» المعترضين، من دون اغفال تعميق التمايزات بين حلفاء «الصف الواحد» سواء داخل«8 آذار» (بين عون والنائب سليمان فرنجية وايضاً «حزب الله» و«امل» الذين ساروا بالتمديد) او«14 آذار» (بين «المستقبل» و«القوات» وبين الكتائب التي قاطعت جلسة التمديد).
وفيما يواصل عون «استثمار» رفضه التمديد، وسط تراجُع احتمالات إقدامه على الطعن به امام المجلس الدستوري من دون اي نية بالاستقالة من البرلمان الذي يعتبره «غير شرعي وغير دستوري»، بدا واضحاً ان «حركة» الاعتراض لن تتجاوز في ايّ حال المس بمناخ التهدئة في لبنان الذي تعبّر عنه حكومة الرئيس تمام سلام التي «قفزت» في جلستها الاخيرة فوق الاختلافات حيال قانون التمديد المعجّل وتركت أمر صدوره بمرسوم (من الحكومة نيابة عن رئيس الجمهورية الذي يشغر منصبه منذ 25 مايو الماضي) الى «زمن الايام الخمسة» (وفق ما ينص عليه الدستور) اي بعد غد اذ يصبح نافذاً حكماً.
واذا كان احتواء مفاعيل التمديد عكس عدم رغبة اي طرف في «قلب الطاولة» ولا قدرته على تحمل تبعات اي خطوات دراماتيكية يمكن ان تضع البلاد في مهب المجهول، فان «الهبّة» التي باغتت بيروت من استراليا مع الهجوم اللاذع الذي شنّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبيل عودته الى بيروت على النواب الذين مددوا واولئك الذين رفضوا ولم يستقيلوا، جاءت لتضاف الى حلقة الاعتراض على التمديد الذي لن يبدّل في «ما كُتب» على هذا الصعيد.
في موازاة ذلك، لم يغب الملف الرئاسي عن الواجهة، وسط اتجاه لتزخيم الاتصالات في شأن تسوية ضرورية تكسر المأزق، ويرى كثيرون ان حظوظها ارتفعت بعد تبني «حزب الله» بلسان أمينه العام السيد حسن نصر الله رسمياً ترشيح عون للرئاسة باسم حزبه وفريق «8 آذار» الامر الذي فُسر على انه «رصاصة رحمة» على محاولات عون إظهار نفسه كمرشح توافقي، وهو الذي حاذر حتى الآن اعلان ترشحه، لا سيما ان خطوة نصر الله تزامنت مع رسالة «حسن النية» التي وجهها الى تيار «المستقبل» وابداء الاستعداد للحوار معه.
«وساطة» من جنبلاط جمعت لافروف بالخطيب في موسكو
أكد مصدر مطلع أنه تم بالفعل لقاء بين وفد من المعارضة السورية مع مسؤولين روس في موسكو بوساطة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، وكشف المصدر لموقع «سراج برس» الالكتروني، أن اللقاء تم بطلب من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وترأس الوفد معاذ الخطيب.
وذكر المصدر أن اللقاء الذي تم الجمعة الماضي، تناول إمكانية وقف النار في سورية للبدء في إجراء محادثات تفضي الى حل سياسي، وشدد على أن «الشيخ معاذ الخطيب لن يقبل بحل سياسي يُبقي (الرئيس) بشار الأسد في السلطة».
ورداً على سؤال، أشار المصدر إلى أن «جنبلاط يريد إنقاذ الدروز حيث يحاول بشار الأسد وضعهم في واجهة الصراع دفاعاً عنه».