«Fury»... براد بيت يهزم «النازي» بـ 4 مدرعات
البطل سقط في نهاية الفيلم بعدما حرّك الأحداث
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
09:43 م
عاد براد بيت سيد الخيارات الرائعة التي تصبّ في مصلحة صورته منتجاً وممثلاً، لا يقترب من حقله السينمائي إلا في الأفلام المضمونة في توصيل الرسائل وتعميمها، لأنه بات علامة فارقة في مجاله سواء شارك في التمثيل أم أسهم في الإنتاج بماله، أوكان منتجاً منفذاً يعرف كيف يصرف على التصوير.
وفي جديده الذي أطلق أخيراً في الصالات السينمائية في الكويت، وظّف بيل بلوكت وجون ليشر 80 مليون دولار لإنجاز العمل الذي كان على رأس فريق صرف المال والتمويل فيه براد، كما كان في مقدّمة النجوم الممثلين في الفيلم، وبدت الصورة وكأنها الضمانة المطلقة لنجاح التجربة التي تعتبر قليلة الحضور في أعمال أخرى، لأن الحيثيات تنافي ما تعوّدناه في نماذج أخرى تمجد البطل الأميركي على الشاشة، بحيث لا تكتفي بواحد فقط، بل ترسم لكل ممثل في أي دور كان صوراً بطولية، تجعلهم ليسوا أبطالاً فقط بل منافسين للبطل الأول في الفيلم، وهو ما لم يحصل في «فيوري»، الذي يقدّم شريحة متميزة في شجاعتها وإقدامها وقوتها تتمثل في دون «بيت» ومن حوله فريق كامل يحمل المواصفات العادية، يخافون، يتألمون، يحسدون، عندهم أفكار سلبية، لكن عملية الضبط تكون في يد دون الذي يتصرّف كقائد فعلي، استطاع بـ 4 مدرعات أن يواجه الجيش النازي، ويهزم فرقه واحدة تلو الأخرى، مستنزفاً إياها بحنكة عسكرية لا يقدر عليها سوى القادة الكبار في غرف العمليات العملاقة. دون، ومعه جنود هم أطقم المدرعات، غالبيتهم من الشباب وبينهم المتهور والذي لم يشارك في قتال حي من قبل، يتقدمهم نورمان «لوغان ليرمان» الذي ينبئ بنجم حقيقي في المستقبل القريب، وعمل دون على تخشينه من خلال إجباره على كسر حاجز الخوف عنده والتحوّل إلى جندي حقيقي في ساحة المعركة، سيسقط قتيلاً إذا لم يبادر بإطلاق النار أولاً، وفي كل حال ورغم التطاول عليه من زملائه، فإنه الوحيد بينهم الذي فاز بعاطفة حب وتجربة ميدانية، مع حسناء تدعى «إيرما آنا ماريا آنكا»، قبل وقت قصير على انتشالها من تحت أنقاض منزلها جثة هامدة بفعل قصف نازي للمنطقة.
وفعل دون كل ما يستطيع حتى لا يستسلم، وعندما وقعت المدرعات في كمين بأحد حقول الرمي، لم يبق منها سوى واحدة مع فرقة معدودة من الجنود، وكان على المدرعة التي تحمل اسم «فيوري»، أن تواجه وحدها رتلاً من القوات الألمانية يتجه نحوها، وقام دون بسحب إحدى الجثث وإحراقها عند مقدمة الآلية بحيث تبدو المدرعة وكأنها مصابة والجندي الذي احترق هو أحد أفراد طاقمها، وما إن اقتربت القوة النازية من فيوري حتى أمطرها الجنود الأميركيون برصاص من مختلف أنواع الأسلحة المتوافرة، إلى أن أصيب دون برصاصتين في ظهره خلال الرمي من خلف المدفع الرشاش فوق الآلية، التي قاتلت وهي معطوبة بعد إصابتها بقذيفة في جنزيرها الرئيسي، وسقط مضرجاً بدمائه.