د. وائل الحساوي
إنها قصة طويلة ومرعبة، اقصها عليك يا بني لعل الاجيال تستوعبها وتستفيد منها.
انها قصة شخص اسمه «مسكين»، كان يسكن في بيته آمنا مطمئنا، وفي صبيحة ذات يوم هجم عليه شخص اسمه «مرعب» واستولى على بيته وسخّره لخدمته، وكلما طالب «مسكين» بالرحمة والشفقة، ضربه «مرعب» وأسال دمه، وذلك على مدى اربعين عاما من الذل!
وفي يوم خرج مسكين إلى الشارع ليستنكر ما يفعله مرعب به، فما كان من مرعب الا ان سخّر جنوده ليفتكوا بعائلة مسكين ويسرقوا امواله ويستبيحوا نساءه ويقتلوا اولاده.
استغاث مسكين بشمشون الجبار لينصره، فأزبد شمشون وارعد وحلف ثلاثا ليقفن مع الحق ولا يسلم «مسكين» لعدوه، ثم ازداد «مرعب» في بطشه، ومسكين يستغيث ويستغيث!!
حرك «شمشون» اساطيله القوية لنصرة «مسكين» ولضرب «مرعب»، ووقف العالم فاغرا فاه بانتظار نصرة «مسكين»، لكن شيئا لم يحدث، واحتج شمشون بان جبارا آخر اسمه «جمجوم» يرفض تدخله في الموضوع وانه سينصر «مرعب» الذي تربطه «بجمجوم» علاقات مصالح كبيرة.
سار الوضع على ما هو عليه اربع سنوات وكادت عائلة «مسكين» تفنى من كثرة ما قتل «مرعب» منها من البشر، و«شمشون» لا يفتأ يكرر بانه سينتقم لمسكين، ولكن كانت جارة مرعب «سوسة» تهدد «شمشون الجبار» بالا يتدخل لان «مسكين» سيتحول إلى مجرم كبير وارهابي خطير في المستقبل وسيفتك بهم جميعا.
وفي ليلة ظلماء غاب عنها القمر، اذا بالناس يتنادون: احذروا فقد ظهر «فاحش» في البلاد وراح يقتل وينهب بكل وحشية وعنف، ويهدد بسفك الدماء واستباحة الاعراض!!
شعر «شمشون الجبار» بان كنزا قد نزل عليه من السماء لينقذه من المأزق الذي وقع فيه، فما كان منه الا حشد الجميع في حربه المزعومة على «فاحش»، وطلب من الجيران مليارات الدولارات من اجل تلك الحرب الفارغة التي لم تتعد بعض الحركات البهلوانية لدحر «فاحش» باستخدام الالعاب الالكترونية.
المشكلة هي ان تلك الحرب الالكترونية التافهة لم تضعف «فاحش» وانما زادت من تمددها بينما ساهمت في تقهقر «مسكين» وفقدانه لما تبقى من بيته، اما «مرعب» فقد كان هو الرابح الاكبر من تلك الحرب، فهو اصلا يتمتع بعطف الجميع عليه ومساندتهم له. عندما سألنا «شمشون الجبار»: اين دعواتك لمساعدة «مسكين» وهزيمة «مرعب»؟! قال: لكل زمان رجاله، وهذا هو زمان «مرعب» وكلام الليل يمحوه النهار!!
هيجل... آخر من يعلم!
اعتبر وزير الدفاع الاميركي «تشاك هيغل» بان نظام الاسد يستفيد من الغارات الجوية الاميركية التي تستهدف مواقع لتنظيم داعش، واكد هيغل في مذكرة بعثها إلى الادارة الاميركية بان سياسة اوباما في خطر بسبب فشلها في توضيح نواياها تجاه الاسد.
كثير من وسائل الاعلام الغربية انتقدت اوباما بسبب تسببه في تراجع الجيش الحر في سورية لصالح الاسد ولصالح جبهة النصرة المتطرفة، ويحق لنا ان نتساءل ان كانت الحرب ضد داعش في سورية هي فعلا تهدف إلى تقوية النظام السوري وتمكينه لاسيما بعدما فقد مدينة ادلب لصالح النصرة ومتوقع ان يفقد حلب، وعاشت الديموقراطية الاميركية الحرة !!
د. وائل الحساوي
[email protected]