20 جريحاً بصدامات بين فلسطينيين والشرطة في باحة «الأقصى» ... والأردن يستدعي سفيره في تل أبيب
مقتل إسرائيليين وإصابة 10 بعملية دهس لـ «حماس» في القدس
| القدس - من محمد ابو خضير وزكي ابو الحلاوة |
1 يناير 1970
06:13 م
قتل جنديان إسرائيليان من حرس الحدود وأصيب 10 مستوطنين على الحدود الفاصلة بين شطري القدس على سكة الحديد في حي الشيخ جراح، امس، في عملية دهس نفذها فلسطيني يدعى ابراهيم العكاري من حي شعفاط شمال القدس، في موازاة صدامات اندلعت، امس، في باحة المسجد الاقصى بعدما دخل شرطيون اسرائيليون لتفريق متظاهرين ملثمين ووصلوا الى منبر المسجد للمرة الاولى.
وأشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أن 10 اسرائيليين أصيبوا في العملية وصفت جروح أحدهم ببالغة الخطورة. وجرى نقل بعض المصابين الى مستشفيات «شعاري تصديق» و»هداسا عين كارم»، في حين قامت طواقم الاسعاف بمحاولات لانقاذ حياة من وصفت جروحه بالميئوس منها.
وذكرت الشرطة أن السائق الفلسطيني الذي كان يستقل سيارة تجارية من نوع «فورد ترانزيت» بيضاء اللون اقتحم موقف القطار الخفيف في شارع رقم واحد في الشيخ جراح، ما تسبب بوقوع اصابات عدة في صفوف الاسرائيليين، وبعد ذلك ترجل من السيارة وأخذ بضرب عدد من المارة بقضيب حديد، قبل ان يطلق عليه النار جنود حرس الحدود ما تسبب بمقتله على الفور.
ووصل الى موقع العملية وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش والقائد العام للشرطة الاسرائيلية ورئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات.
ووفقا لمعطيات طواقم الاسعافات اصيب عدد من الاشخاص بجراح متفاوتة، نحو 14 شخصا تتضمن اصابة بالغة وعلى ما يبدو 3 من مجندي حرس الحدود تمت احالتهم جميعا للعلاج في المستشفيات.
وتبنت حركة «حماس» العملية. واكدت في بيان: «تزف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ابنها الاستشهادي البطل إبراهيم العكاري، الذي نفذ عملية الدهس البطولية قرب حي الشيخ جراح في القدس والتي أدت باعتراف الاحتلال إلى الآن إلى مصرع جنديين وإصابة 13 آخرين جراح بعضهم خطرة».
وأكد «أبو عبيدة» الناطق باسم «كتائب عز الدين القسام» أنه «آن الأوان ليدرك الجميع بأن الأقصى هو المفجّر الذي سيشعل البركان في وجه المحتل». ووجه في تصريح على «تويتر» تحية إلى «مجاهدي حماس وأبطال بيت المقدس الذين يستنفرون للذود عن الأقصى بأرواحهم ويضحون بدمائهم على أعتابه ولا يتقاعسون عن نصرته».
وباركت فصائل فلسطينية عملية القدس، مؤكدة أنها «تأتي كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصا ضد المسجد الأقصى».
وقال الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم إن «هذه العملية النوعية تأتي كرد فعل طبيعي، ونتيجة للجرائم والانتهاكات والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأقصى والمقدسات الفلسطينية، والاعتداء على المصلين وتهجير المقدسيين.وطالب أهالي القدس والضفة الغربية وكل أبناء الشعب الفلسطيني إلى مزيد من هذه العمليات المقاومة، والتصدي لجنود الاحتلال والمستوطنين، وبكل قوة، دفاعا عن الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني مهما بلغت التضحيات».
في المقابل، قالت الناطقة باسم الشرطة لوبا السمري ان «عشرات المتظاهرين رشقوا بالحجارة والمفرقعات قوات الامن التي دخلت بعد ذلك جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة الاقصى) وصدوا المتظاهرين الى داخل المسجد».
وقال عمر الكسواني مدير «الاقصى» إن «الجنود دخلوا المسجد ووصلوا إلى المنبر وإن 20 شخصا اصيبوا في الاشتباكات».
واكد الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد: «دخلت الشرطة المنطقة ودفعت مثيري الشغب الملثمين للخلف ففروا إلى داخل الاقصى. اغلقت الشرطة البوابة الأمامية ولم تدخل». وتابع أن «الضباط استخدموا قنابل صوت لتفريق الحشود».
وبعدما منعت الشرطة الاسرائيلية الشبان من الخروج واحتجزتهم داخل المسجد، تم اعادة فتح الباحة امام الزائرين، ودخل نحو 108 يهوديين اضافة الى 200 سائح اجنبي.
واكد محافظ القدس عدنان الحسيني: «هذه اول مرة يقومون فيها بالتغلغل وصولا الى المنبر». واضاف: «الوضع صعب، منعونا من الدخول بينما يتمكن اليهود والسياح من التجول براحة وهذا وضع القدس اليوم وهذه هي الديموقراطية الاسرائيلية».
واوضح انه خلال الاشتباكات فان قنبلة صوت ضربت نقاط الكهرباء داخل المسجد، ما ادى الى اندلاع حريق صغير تمكن الموجودون داخل المسجد من اطفائه.
وعند باب الاسباط اطلق الشرطيون قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع على الحشود المجتمعة وبينها عشرات الاطفال الذين كانوا ينتظرون للتوجه الى المدارس المجاورة.
وبعد ذلك قامت قوات الشرطة التي نشرت مئات من افرادها في البلدة القديمة التي تحلق فوقها المروحيات، بابعاد الحشد عن باحة «الاقصى» التي اغلقت كل مداخلها.
واعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، ان القيادة الفلسطينية قررت «التوجه إلى مجلس الأمن فورا» لطرح مسالة التصعيد الاسرائيلي في المسجد الاقصى. وقال في تصريح صحافي ان «القيادة بدأت الاتصالات السريعة في هذا الشأن».
من ناحيتها، استدعت الحكومة الاردنية سفيرها من تل ابيب احتجاجا على «الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة» في القدس.
وذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية ان «رئيس الوزراء عبد الله النسور أوعز الى وزير الخارجية ناصر جودة، استدعاء السفير الاردني في تل ابيب للتشاور، احتجاجا على التصعيد الاسرائيلي المتزايد وغير المسبوق للحرم القدسي الشريف، والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للقدس».
من ناحيها، اعلنت منظمة العفو الدولية، امس، ان الجيش الاسرائيلي اظهر «ازدراء مروعا» للمدنيين في غزة خلال حرب الخمسين يوما التي شنها على القطاع في يوليو واغسطس.
ودحضت اسرائيل الاتهامات التي ساقتها هذه المنظمة غير الحكومية، مؤكدة انها لم تقدم «اي دليل» وهي لم تأخذ بالحسبان «جرائم الحرب التي ارتكبتها حماس» وان تقريرها «وسيلة دعائية لحماس والتنظيمات الارهابية الاخرى».
لكن هذه المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان ومقرها في لندن اتهمت في تقريرها «تنظيمات فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب باطلاقها الاف الصواريخ على اسرائيل وقتلها 6 مدنيين من بينهم طفل».
وفي تقريرها الذي جاء بعنوان «عائلات تحت الانقاض: هجمات اسرائيلية على منازل فارغة»، تحدثت منظمة العفو الدولية عن 8 هجمات شنها الجيش على منازل «من دون اي تحذير» وقتل خلالها «ما لا يقل عن 104 مدنيين بينهم 62 طفلا».
وأشار التقرير الى ان «الاسرائيليين لجأوا مرات عدة الى ضربات جوية لازالة منازل واحيانا قتل عائلات باكملها».
ووقعت الولايات المتحدة، امس، اتفاقية مع السلطة الفلسطينية لدعم خزينتها بمبلغ 100 مليون دولار.