المنابر الحسينية أحيت ذكرى استشهاد الإمام في كربلاء

الديباجي: لنستلهم حب الوطن من ثورة الحسين

1 يناير 1970 10:42 ص
الدريع: قمة العدل الإلهي في العبادات
أحيت المساجد والحسينيات في الكويت صباح أمس ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في موقعة الطف في كربلاء في العاشر من شهر محرم، وسط نداءات «لبيك يا حسين» وهتافات «كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء»، ودعا خطباء المنابر الحسينية إلى استلهام حب الوطن من ثورة الحسين، فيما ملأت الحشود مقار الحسينيات وباحاتها الخارجية والخيام التي نصبت حولها، بمواكبة إجراءات أمنية سهلت حركة السير وأمنت إحياء الذكرى.

وشدد عدد من خطباء المنابر الحسينية على أهمية التكاتف ونبذ الطائفية وتقوية أواصر الوحدة الوطنية والاقتداء بسيرة رسول الله وآل بيته الأطهار.

وفي حسينية مسجد زين العابدين قال وكيل المرجع الأعلى علي السيستاني في الكويت آية الله ابوالقاسم الديباجي «في علم المنطق يقول العلماء ان المُعرف لابد ان يكون أعلم وأجلى من المعَرف، ولهذا أقول من نحن حتى نتكلم أو نؤدي جزءا في حق شخصية الإمام الحسين ودوره الريادي في الإصلاح بين المسلمين ورسم الخطوط العريضة لخلاص البشر من الانحراف».

وأضاف الديباجي في مجلسه ان عاشوراء مدرسة عظيمة تناسب كل زمان ومكان وكل مجتمع، لافتا الى «أن أي إنسان عليه ان يستفيد من الإرشادات ودروس الإصلاح التي رسمتها الثورة الحسينية».

وتابع«نحن في هذه المناسبة (ذكرى عاشوراء) نريد ان نستفيد من الثورة الحسينية في هذا البلد الحبيب، ونستلهم من صورة الإمام الحسين حب الوطن وحب الوحدة الوطنية، مبيناً ان فلسفة عاشوراء بينت ان الإمام الحسين كان يطلب من وراء ثورته إصلاح أمة جده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والاقتداء بسيرته العطرة.

وقال ان الإمام ليس له نظير في التاريخ لأنه ضحى بكل شيء في سبيل حفظ كرامة الإنسان ولا يمكن ان نحتفظ بهذه الكرامة في هذا البلد إلا بمعرفة القانون والالتزام به في كويتنا الحبيبة في ظل قيادتها الحكيمة، داعياً المولى عز وجل ان يحفظ الكويت أميراً وحكومة وشعباً.

وفي حسينية آل بوحمد ناشد الشيخ فاضل الدريع الأمة الإسلامية بالتمسك بالأحكام الإسلامية وتطبيقها على ارض الواقع، مؤكدا ان سبب ضعف وتشتت هذه الأمة هو ابتعادها عن هذه الأحكام، الأمر الذي أدى الى انتشار الفتن والحقد والكراهية.

وقال ان الباري عز وجل أرسل الأنبياء والرسل والكتب السماوية من اجل التآلف والتكاتف والمحبة والمودة عن طريق الأوامر التي وردت في القرآن الكريم وكذلك النهي، خاصة وان هذه الآيات صريحة وموجهة، مشيرا الى ان هذه الأحكام تعمل على تقوية اللحمة الأسرية والاجتماعية مؤدية الى التماسك والقوة ومضاعفة عزة المسلمين.

واشار الدريع الى ان الباري عز وجل أمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، مضيفا ان العدل يعني المساواة بين البشرية، مشيرا الى ان قمة العدل الإلهي تمثلت في العبادات.

وقال الدريع ان الاحسان له بعد في الأحكام والأخلاق، مشيراً الى ان أفضل الإحسان هو خير الإنسان لأهله وعائلته وعشيرته، والإحسان مكمل للعدل من اجل المزيد من التآلف بين أفراد المجتمع.

وكما تحدث عن فضائل صلة الرحم، وقال«هذا الأمر له اثر عميق في حياة الإنسان، لأنه يعمل على الترابط والمودة والمحبة ويؤدي الى طول العمر».

وسرد خطباء المنابر الحسينية صباح أمس فصول ووقائع استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، مستذكرين التضحيات التي قدمها وآل بيته في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة المظلومين.