تباين مسيحي حيال التمديد للبرلمان اللبناني غداً
| بيروت - من آمنة منصور |
1 يناير 1970
09:43 م
عشية الجلسة التشريعية التي يعقدها البرلمان اللبناني غداً، ينصبّ الإهتمام حول بندها الأهم، وهو التمديد للبرلمان مع دنو تاريخ انتهاء ولايته الممددة في العشرين من نوفمبر الجاري، دون أن ينجلي السيناريو المرتقب للجلسة حضوراً وتصويتاً. فالكتل النيابية وإن أجمعت على عدم حماستها للتمديد، إلا أنها انقسمت بين مؤيدة له بحكم الضرورة درءاً للفراغ، وبين ثلاث كتل مسيحية ترفض التمديد في المبدأ حفاظاً على آليات العمل الديموقراطي.
وأكد امين عام حزب «القوات اللبنانية» فادي سعد لـ «الراي» أن «موقف القوات ليس ضبابياً»، مشيراً إلى «أننا وصلنا إلى أمر واقع، حيث الحكومة الحالية لم تقم بأي خطوة باتجاه الانتخابات، لذا إن لم يتم التمديد فلن تجرى الإنتخابات ونحن نتجه بالتالي إلى الفراغ لا الإنتخابات».
ولفت إلى انه «بين التمديد والإنتخابات فـ «القوات» بالتأكيد مع الإنتخابات، فنحن ضد التمديد بالمبدأ، لكننا في الوقت نفسه حريصون على تداول السلطة والإستقرار وعلى الحفاظ على الدستور وعدم دخول البلاد في المجهول». وأوضح: «نحن ضد التمديد في المبدأ، رغم أنه بات أمراً واقعاً».
وردا على سؤال حول خيار «القوات» بين التمديد والفراغ، أجاب سعد: «نختار التمديد، والخيار اليوم هو بين التمديد والفراغ»، مؤكداً في الوقت عينه «أننا لن نختار التمديد إذ أننا لسنا معه، ولكننا نبحث ماذا نفعل لتفادي الفراغ».
وكشف أن رئيس «القوات» سمير جعجع، الذي يعقد اليوم مؤتمراً صحافياً وُصف بأنه لإطلاق مبادرة الساعة الاخيرة لتجنُّب التمديد لمجلس النواب عشية الجلسة التي سيعقدها البرلمان، «سيعلن موقف «القوات» الواضح والدقيق».
حزب «الكتائب اللبنانية» كان حسم موقفه الرافض للتمديد، ويبقى لإجتماع مكتبه السياسي أن يعلنه. عضو الكتلة النائب إيلي ماروني أكد لـ «الراي» أن توجه الكتائب هو «لحضور الجلسة، لكن التصويت سيكون ضدّ التمديد».
في رأي ماروني الخاص إن «الميثاقية تكون في المواد الدستورية، لا في أي قانون يُطرح في مجلس النواب، وإلا نكون أمام مؤشر مستقبلي خطير عندما يستوجب طرح أي قانون على التصويت توافر الكتل بكل أطيافها ومذاهبها وطوائفها لتأكيد الميثاقية»، مشددا على أن «اقتراح التمديد قانون عادي وليس تعديلاً دستورياً حتى نفترض الوفاق اللبناني ـ اللبناني ونفترض الوفاق الطائفي».
وعما إذا تستشعر الكتائب خطر الفراغ والإتجاه نحو مؤتمر تأسيسي، قال: «غداً (اليوم) سيعقد المكتب السياسي الكتائبي إجتماعه، وسنبحث كل هذه المواضيع ونتخذ الموقف المناسب».
وفي المقابل أوضح عضو تكتل التغيير والاصلاح الذي يقوده العماد ميشال عون النائب ناجي غاريوس لـ «الراي» أن موقف نواب التكتل «مبدئياً هو ضد التمديد، أما الموقف النهائي فسيتخذ اليوم في اجتماع التكتل، بعد مناقشة الموضوع»، مشيرا إلى «أننا سنصوّت ضد التمديد، إذا حضرنا الجلسة».
وقال: «نحن اعترضنا على التمديد الأول لأن قسماً من اللبنانيين لا يريد الإعتراف بحق المسيحيين بالمشاركة في الحكم، الأمر الذي أوجد مشكلة كبيرة في لبنان، فالمكون الذي وضع الطائف يعمل ضده ويفسره كما يشاء»، سائلا: «أين التمثيل الصحيح الذي يتحدث عنه الطائف، حين يأخذ الرئيس سعد الحريري 15 نائباً مسيحياً فيحتجزهم، ويأخذ النائب وليد جنبلاط 8 نواب ويحتجزهم وغيرهما ايضاً؟».