الأكراد يعملون لتحرير الأجزاء التي احتلّها التنظيم بعد دخول البيشمركة
هل ستستطيع الدول التي تجمّعت على البغدادي منعه من وصل دولته في كوباني؟
| كتب إيليا ج. مغناير |
1 يناير 1970
06:32 ص
اجتمعت الدول العربية والغربية لمقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ودحر مخططه ليس فقط باحتلال مدينة كوباني الكردية السورية الحدودية مع تركيا، بل لقطع الإمارة التي يعتزم التنظيم انشاءها ابتداء من جرابلس الى الرقة (في الأراضي السورية) وصولاً الى الأنبار في العراق وحتى مشارف بغداد.
ميدانياً يقول مصدر داخل كوباني لـ «الراي» ان «دخول قوات الإسناد الناري للبيشمركة (الأكراد العراقيين) الى داخل المدينة أعطى دفعاً قوياً لمعنويات الكرد السوريين المحاصرين بين فكيْ كماشة تركيا والدولة الإسلامية وكذلك مكّن القوات من الاعتماد على صواريخ مضادة للدبابات والمدرعات ومدفعية طويلة ومتوسطة المدى حسب التنسيق المسبق ولائحة الاحتياجات العسكرية التي زوّدناها بهم قبل دخولهم لأننا لا نحتاج للرجال على الأرض، اذ هناك داخل المدينة قوات كافية تستطيع صد الهجمات، وهكذا فعلنا منذ اكثر من شهر، الا اننا كنا نفتقر الى الأسلحة النوعية التي أًصبحت داخل المدينة اليوم».
ويشرح المصدر ان «هناك غرفة عمليات مشتركة قد انشئت بين الطرفين الكردي والجيش السوري الحر هدفها تنسيق الهجمات وانتشار القوات على الأرض وكذلك اعطاء الاحداثيات اللازمة لطيران التحالف الدولي بعد التصويب الليزي ما سيوفر ساعات الطيران ويزيد عدد الغارات اذا تطلب الامر لذلك»، موضحاً «أن القوات شاركت بجميع أذرعتها اليوم (امس) - الطيران والمدفعية والمشاة - بأول عملية تنسيق مشتركة وضربت خطوط القوات المهاجمة داخل المدينة ودمرت أبنية كانوا احتلوها ما سيمكننا من، ليس فقط الهجوم، بل التقدم لتحرير المدينة بأكملها بعدما كانت الدولة الإسلامية احتلتها، كما هي لا تزال تحتل جزءاً كبيراً من المدينة من الجهة الشرقية والغربية».
ولكن لماذا كوباني؟ تقع المدينة على مسافة نحو كيلومتر من جرابلس، المدينة السورية الحدودية التي استولى عليها التنظيم منتصف العام الماضي.
ومنذ ذلك الحين، عمل التنظيم على قضم أراض سورية ابتداء من مدينة الرقة التي أصبحت اليوم «مركز الإمارة» وبدأ بالتوسع ليصل الى مشارف الحسكة شمالاً ودير الزور جنوباً وحتى مشارف حلب غرباً. وعندما بدأ هجومه، احتل «داعش» اكثر من 70 قرية كردية كانت تمثل المنطقة على خاصرة الإمارة التي لا بد من احتلالها وضمها الى «الدولة الأم» التي بدأت تظهر ملامحها عندما اندفع زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي نحو الموصل نزولاً الى الأنبار ووصل الى مشارف بغداد ليغطي مساحة جغرافية كبيرة لدولته.
إلا ان كوباني أصبحت رمزاً ليس فقط للصمود بل لعجز او إمكان وقف زحف تقدم الدولة وهزيمتها، مع العلم ان أمثالاً عديدة حصلت حيث دحر هجوم الدولة في العراق، الا ان سبب السيطرة على مساحات كبيرة وهزيمة صورة الجيش العراقي جعلت من استعادة المدن العراقية خبراً مهمشاً، حتى عند استعادة بعض المدن المهمة مثل جرف الصخر وطريق الفلوجة - بغداد او الهجوم على مدينة بيجي وحصارها لاستعادتها، أواستعادة سد الموصل او حصار سنجار، فيلاحظ ان انتصارات «داعش» بدأت تتقلص وانتقل التنظيم من الهجوم الى الدفاع، فأنشأت الجيوش الكلاسيكية في سورية والعراق قوات منظمة ولكنها تعمل بأسلوب حرب العصابات لتحاكي نفس أسلوب «داعش» لتستطيع محاربته ومجاراته بأسلوبه.
ولكن من الواضح ان كوباني كانت لتسقط بيد «داعش» لولا توحد الجهود الدولية والإقليمية لمنع سقوط مدينة اخرى ومشاهدة انتصارات على وسائل الإعلام ستجذب مناصرين ومجاهدين ليحاربوا في صفوف «الدولة الإسلامية»، ولذلك قررت الولايات المتحدة ان سقوط كوباني يجب الا يتم وضغطت على تركيا للسماح بعبور قوة مقاتلة بأسلحتها الى داخل المدينة وتالياً دعم ألدّ أعداء تركيا لمدة 30 عاماً، وشاركت الطائرات السعودية والإماراتية والأردنية مع نظيرتها الأميركية بقصف «الدولة الإسلامية» ما يدل على ان قوى التحالف ستسقط مع كوباني اذا انتصرت «الدولة الإسلامية» ودخلتها واحتلتها وقتلت مَن فيها.