التمديد للبرلمان أمام محكّ المظلة المسيحية الوازنة

الراعي: الفراغ في سدة الرئاسة جريمة تشبه جرائم «داعش»

1 يناير 1970 09:15 م
يتّجه لبنان الى أسبوع تستعيد معه الملفات السياسية «المستعجلة» وهْجها بعد «الهبّة الساخنة» الأمنية التي باغتت الشمال ولا سيما طرابلس، وشكّلت إشارة متقدمة الى ان البلاد امام خطر انزلاقات جديدة وإن «موْضعية» تشكل ما يشبه «سباق البدَل» المرتبط بـ «العاصفة السورية» وتشظياتها في أكثر من اتجاه داخلي.

ويشكّل موضوع التمديد لمجلس النواب، الذي سيُبَتُّ في الجلسة التشريعية يوم الاربعاء المقبل، العنوان الأبرز الذي يحكم المشهد السياسي وسط تسليم بان إطالة عمر مجلس النواب لسنتين وسبعة اشهر اضافية بات أمراً واقعاً، فيما تتركّز عملية «شد الحبال» في الساعات الفاصلة عن 5 نوفمبر على توفير مظلّة مسيحية «وازنة» للتمديد الذي يتم برافعة إسلامية.

ومن الواضح، ان لعبة التنافس المسيحي - المسيحي أرخت بظلالها على التمديد الذي رسم السقف الاعلى فيه العماد ميشال عون بالمجاهرة في رفضه وإعلان انه سيصوّت ضدّه في البرلمان، فيما بدا حزبا «القوات اللبنانية» والكتائب «من 14 مارس» غير قادريْن على التفلّت كلياً من موقف عون ولا على الذهاب بعيداً في اعتراضهما على التمديد في ظل الموقف الحازم الذي رفعه رئيس البرلمان نبيه بري تحت عنوان ضمان «ميثاقية التمديد» اذ اعلن انه لا يكفي مشاركة الكتل المسيحية الوازنة في جلسة الاربعاء بل المطلوب «تصويت ايجابي للتمديد أيضاً، أقله من أحد الأفرقاء الذين يمثلون الأكثرية المسيحية. فاما يصوّت»تكتل التغيير والاصلاح«(عون) تأييداً واما كتلة«القوات«، و»الا فسيكون لي موقف آخر من العملية برمّتها«.

ومع هذا التلويح من بري، والموقف الحاسم من الرئيس سعد الحريري بتأييده التمديد تحت شعار«الانتخابات الرئاسية اولاً«، تبدو الاطراف المسيحية الحزبية في»14 مارس«خصوصاً امام اختبار حساس باعتبار ان المعادلة الآن باتت بين التمديد او الفراغ الكامل الذي يمكن ان يفضي الى وضع النظام اللبناني على المحك، وسط الخشية من دفْع البعض الامور الى»مؤتمر تأسيسي«لمعاودة اقتسام»كعكة السلطة«.

وفي ظل تمسُّك»الكتائب اللبنانية«بموقفها الرافض للتمديد واقتصار النقاش حول إمكان المشاركة في جلسة الاربعاء ام لا، فان»القوات اللبنانية«تبدو في موقع مَن يوضع على عاتقه بتّ مسار الأمور في البلاد بين»التمديد او الفراغ الكامل«باعتبار ان إجراء الانتخابات النيابية لم يعد ممكناً في موعدها«16 نوفمبر«، علماً ان العماد عون يمعن في حشْر مسيحيي» 14 مارس«وهو غرّد، امس، على»تويتر«قائلاً:»ان الكلام عن ان الخيار هو بين التمديد او الفراغ تبرير للتمديد لان الخيار الحقيقي هو بين التمديد او اجراء الانتخابات«.

وعلمت«الراي«ان نقاشاً يجري داخل»القوات اللبنانية«لحسم موقفها من التمديد عشية جلسة الاربعاء، وسط اتصالات مستمرة مع حلفائها ولا سيما»تيار المستقبل«ومع الرئيس بري، في اطار محاولة عدم ترك الامور تنزلق الى المحظورات من جهة، والضغط في اتجاه ربط التمديد بإجراء الانتخابات الرئاسية بمعنى انه فور انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة»ووضْع قانون انتخاب«تتم الدعوة الى انتخابات نيابية اي تقصير ولاية البرلمان الممدّدة. وتجري هذه المداولات على وقع»الصوت العالي«للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي دأب على مدى الايام الثلاثة الماضية في إطلاق»لاءات«ضد الفراغ الرئاسي والمثالثة»المسيحية - السنية - الشيعية«والمؤتمرالتأسيسي.

فبعدما»بقّ البحصة«من استراليا معلناً انه»لم يكن يصدّق ان ثمة مَن يعمل للمثالثة والمؤتمر التأسيسي في لبنان«، اكد امس ان»الفراغ في سدة الرئاسة جريمة تشبه جرائم «داعش» وهذا امر مرفوض«، مضيفاً:»اذا كان قطع روؤس البشر مذلة فقطْع رأس الدولة عندنا وعدم انتخاب رئيس حتى اليوم، مذلة اكبر«.

واشار الى ان»لبنان يقوم على اربع دعائم، الميثاق والدستور والعيش المشترك والجيش اللبناني«، مجدداً الدعوة الى دعم الجيش على المستويات كافة.

واعتبر أن»كرامة لبنان فوق الجميع ولا يمكن لاحد مهما كبُر ان يكون اكبر من لبنان«، قائلاً:»انا لوْني لبناني ولا يحسبنني احد على اي لون سياسي».