العنصرية
| منى خضر |
1 يناير 1970
06:04 ص
العنصرية تعني بأن هناك من يعتقد أن عرقاً معيناًً أعلى أو أدنى من الآخر، وأن يتم مسبقاً تحديد السمات الاجتماعية والأخلاقية للشخص بخصائص بيولوجية فطرية له أو لها... والانفصال العنصري هو الاعتقاد في معظم الوقت- استناداً إلى العنصرية- بضرورة أن تظل اعراق مختلفة معزولة أو بعيداً عن بعضها البعض.
والتفرقة موجودة في كل العالم و لكن المشكلة هي التفرقة المقننة، لأن تفرقة العامة يمكن التغلب عليها بتثقيف الشعب، كما أن ديننا الإسلامي يدعو إلى المساواة وكما قال الرسول الكريم «إنك امرؤ فيك جاهلية».
فإن التمييز بين البشر له صور كثيرة، جميعها تتنافي مع أبسط قواعد الدين الإسلامي، الذي جاء ليقضي على هذه الجاهلية الحمقاء.
وقد وجدت العنصرية طوال تاريخ البشرية. ويمكن تعريفها إنها الكراهية لشخص واحد آخر أو الاعتقاد بأن شخصاً آخر أقل من البشر بسبب لون البشرة أو اللغة، أو مكان الميلاد أو أي عامل يفترض أن يكشف عن الطبيعة الأساسية لذلك الشخص فقد أثرت الحروب والرق، وتشكيل الأمم، والمدونات القانونية خلال السنوات الماضية ومنذ مايقرب من 500-1000 سنة.
وفي هذا المجال نجد أن سياسة التفرقة العنصرية هى سياسة رسمية اساسها التفرقه فى المعاملة بين السود والملونيين من جهة و الاوروبيين من جهه تانية، فى الاسكان و التعليم و الوظائـف ووسائل النقل واماكن الترويح.
ووجدت أيضا سياسة التفرقه العنصرية فى روديسيا ( زيمبابوى حاليا) وكينيا واوغندا وأميركا وبالذات في الولايات الجنوبية. وبدأت هذه السياسة في اميركا بعد الحرب الاهلية الاميركية وظهرت قوانين عنصرية تدعم سيطرة البيض في اواخر القرن التاسع عشر، و بدأت مقاومة السود لهذه السياسة قبل الحرب العالمية الثانية خصوصا قوانين التعليم وظهر في اميركا زعماء سود مثل مارتين لوثر كينج ومالكوم اكس وطالبوا بتغيير القوانين العنصرية، وطلب مارتين لوثر كينج من السود عدم اللجوء للعنف للتعبير عن غضبهم و مقاومتهم للتفرقة العنصرية التي يعانون منها وقاد في 1955 و1956 حركة مقاطعة السود لأوتوبيس مدينة مونتجمرى عاصمة ولاية الاباما بعد ان طلب من سيدة سوداء ترك كرسيها لرجل ابيض في الاوتوبيس ورفضت، واستمرت المقاطعة حتى صدور حكم من المحكمة العليا بإلغاء قوانين العزل.
ونحن في البلاد العربية وعلى الرغم من كل هذا الإنفاق الهائل على مشاريع التعليم والبني التحتية، لم ننفق القليل على تربية أجيال تتجاوز كل أشكال العنصرية والنظرة الدونية للآخر.
والقرآن الكريم حارب العنصرية والعنجهية الجاهلية وهو الذي قضى على العنجهية، ودعاوى الجاهلية، وقضى على التفرقة العنصرية والنسبية واللونية، ووضع أساس المساواة بين الناس كافة، فالناس ربهم واحد وكلهم لآدم لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض، وإنما التفاضل بالتقوى، والتقوى جماع كل هدى وحق وخير.
وصدق الله: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» [الحجرات: 13]، فالناس مهما تعددت شعوبهم، وتباينت أممهم فيجمعهم رباط واحد، وهو رباط الإنسانية العام، وهذا أسمى ما يطمع فيه من تشريع!
وقال تعالى: «يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَساءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ} [سورة النساء: 1].