محادثات أمنية وإقليمية بين تل أبيب وواشنطن

عشرات الإصابات باشتباكات في القدس بين مصلّين والشرطة الإسرائيلية

1 يناير 1970 06:01 م
بعد صباح هادىء لم يخل من توتر، اشتبك فلسطينيون مع قوات الشرطة الإسرائيلية في حي وادي الجوز في القدس بعد صلاة الجمعة، ما أدى الى وقوع عشرات الاصابات، بعدما سمحت السلطات الاسرائيلية فقط لمن هم فوق الخمسين بالصلاة في المسجد الاقصى غداة اغلاق الحرم القدسي أمام جميع الزوار عقب محاولة اغتيال متطرف يهودي.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين الذين كانوا يلقون الحجارة.

وفي حي رأس العمود المجاور أقيمت صلاة الجمعة وسط حضور مكثف لقوات شرطة الحدود. وغادر شبان منعتهم إسرائيل من الصلاة في المسجد الأقصى المكان في سلام.

وكثفت شرطة الحدود الاسرائيلية من وجودها في شوارع المدينة القديمة المرصوفة بالحجارة وحول أبواب الحرم القدسي وكانت تفحص بدقة بطاقات الهوية.

وكانت اسرائيل تراجعت، ليل اول من امس، عن قرارها بإغلاق المسجد الاقصى أمام المصلين بعد ضغوط دولية وأميركية وإسلامية بعيد إعلان الرئاسة الفلسطينية ان ذلك يمثل إعلان حرب رسمياً على الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية.

وقال المدير العام للاوقاف الاسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب لوكالة الانباء الفلسطينية ان «شرطة الاحتلال ابلغت الاوقاف رسميا بفتح الابواب بعدما قامت سلطات الاحتلال باغلاقها ولم يؤد صلاة الظهر في المسجد امس (اول من امس) سوى ثمانية اشخاص فقط كانوا متواجدين فيه».

وتعتبر هذه المرة الاولى التي تغلق فيها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ابواب «الاقصى» منذ الاحتلال العام 1967 في وقت تتصاعد الهجمة الاسرائيلية على المسجد وتزداد المطالب بتقسيمه بين المسلمين واليهود.

وشيع مئات المقدسيين جثمان الفلسطيني معتز حجازي الذي نفذ محاولة اغتيال اليهودي المتطرف يهودا غليك في القدس، امس، في مقبرة المجاهدين.

وكان حجازي قتل برصاص جنود اسرائليين، اول من امس، بعدما دهمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال منزله في حي سلوان بحجة انه من نفذ محاولة الاغتيال.

ويعتبر غليك من ابرز المتطرفين الداعين الى هدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل ويقود بشكل يومي عمليات اقتحام متتالية للمسجد الاقصى.

واطلق النار على غليك بعد خروجه من اجتماع خصص لبحث عمليات الاقتحام للمسجد الاقصى.

وذكرت القناة العاشرة الاسرائيلية ان «حجازي نجح في تمويه الامن الاسرائيلي والعمل في مركز مهم يضم مطاعم يرتادها كبار المسؤولين الاسرائيليين بينهم بنيامين نتنياهو». واضافت ان «حجازي كان قادرا على اغتيال اي شخصية اسرائيلية لدى خروجها من المركز».

من ناحيته، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري في وقت سابق كل الاطراف الى «ضبط النفس» في القدس الشرقية، مؤكدا انه على اتصال مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني اضافة الى الاردن لاعادة الهدوء.

ودان كيري ايضا محاولة الاغتيال التي تعرض لها غليك الذي يحمل ايضا الجنسية الاميركية. ودعا اسرائيل الى اعادة فتح المسجد الاقصى امام جميع المسلمين.

وقال كيري: «انا قلق للغاية من تصعيد التوترات في القدس ولا سيما حول باحة المسجد الاقصى». واضاف: «من المهم للغاية ان تتحلى كل الاطراف بضبط النفس وان تمتنع عن اي عمل او تصريح استفزازي، وان تحافظ ، قولا وفعلا، على الوضع القائم التاريخي في باحة المسجد الاقصى».

في موازاة ذلك، بحث مسؤولون اميركيون واسرائيليون مجموعة من القضايا الامنية الثنائية والاقليمية بما في ذلك الجهود المستمرة من قبل الولايات المتحدة وشركائها في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) للتصدي للتنظيم.

جاء ذلك في الاجتماع نصف السنوي للفريق الاستشاري الاميركي - الاسرائيلي الذي عقد، ليل اول من امس، بقيادة مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس ومستشار الامن القومي الاسرائيلي يوسي كوهين.

ونقل البيت الابيض في بيان عن الناطقة باسم مجلس الامن القومي الامريكي برناديت ميهان ان «المسؤولين الامريكيين اكدوا التزامهم منع ايران من الحصول على سلاح نووي بعد مناقشة الجهود الديبلوماسية التي تبذلها مجموعة (5+1) والاتحاد الاوروبي للتوصل الى حل شامل وسلمي لبرنامج ايران النووي».