د. وائل الحساوي / نسمات

جمعية إحياء التراث ... ستظل منارة للخير!

1 يناير 1970 01:32 ص
«إن مزيجاً من عمليات المداهمة والحملات الاعلامية والتحقيقات التي تتم بشكل منظم، أدى الى انصراف الدعم الشعبي للمؤسسات الاسلامية وبخسارة مئات الآلاف من الجنيهات من جراء تراجع التبرعات».

(الكاتب البريطاني جدعون بوروز)

مقولة: «أنت مسلم، إذاً فأنت إرهابي» تنطبق على كثير من المفكرين والمخططين الغربيين فهم لا يكادون يميزون ما بين الاسلام الصحيح والارهاب الحقيقي! وكثير منهم يميز الفرق ولكنه يتعمد الخلط.

ذكرت جريدة القبس بتاريخ 2014/10/28 بعنوان «إحياء التراث» مهددة بالاغلاق نقلا عن مصادر غربية شاركت في اجتماع تحالف الشركاء المناهض لـ "داعش"، بأن الكويت قد بلغت من خلال قنوات رسمية في مجلس الامن بأسماء مواطنين وعاملين في جمعية احياء التراث الاسلامي متورطين في تمويل "داعش" من خلال تحويلات مالية الى اعضاء بالتنظيم في سورية والعراق ولبنان وتركيا.

لا شك ان ما ذكرته القبس هو دلالة واضحة على حجم التخبط في دوائر صنع القرار الغربية والهيمنة الصهيونية عليها، فالقاصي والداني في الكويت يعلم بأن جمعية احياء التراث في الكويت تقوم على منهج اسلامي يرفض الارهاب بجميع صوره ويحذّرأشد التحذير من التنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، ويعتبر بأن هؤلاء من الخوارج الذين حذّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وأمر بفضح عقائدهم والتصدي لهم بجميع الوسائل المشروعة.

ومن يقرأ في أدبيات الجمعية وبياناتها على مدى ثلاثين عاما يجد بأن قضية محاربة التطرف والارهاب هي القضية الاولى لجمعية احياء التراث، وقد طبعت آلاف المؤلفات لعلماء ومفكرين يحذرون من ذلك الفكر المنحرف ويفضحونه، ولم تكتف الجمعية ببيان خطر تلك الجمعيات والجماعات الارهابية بل فصلت في بيان عقائدهم التكفيرية وانها ابعد ما تكون عن الاسلام وذلك لتنفير الناس منهم!

هل يمكن ان يكون ذلك الجهد الكبير والمتواصل لفضح الارهاب هو خدعة عمدت لها الجمعية من اجل خداع الناس بينما تقوم الجمعية بدعم تلك التنظيمات الارهابية وتمدها بالمال والسلاح لقتل المسلمين ؟

إن من يصدق تلك الاكاذيب لا بد ان يكون في عقله شيء ناهيك عمن يروّج لها ويتخذ القرارات الدولية على اساسها!

لقد تعودنا من الولايات المتحدة الاميركية منذ احداث سبتمبر 2001 انها ترفع شعار «من لم يكن معنا فهو ضدنا»، وعلى اساسها فقد حاربت جميع المنظمات والجمعيات الاسلامية التي لم تنضوِ تحت عباءتها وتنفذ خططها، ولقد نال جمعية الاحياء وقتها الكثير من الاذى والتجريح، لكن بفضل من الله تعالى ثم بجهود كثيرة بذلها أهل الخير تم إبطال تلك المؤامرات ضد العمل الخيري، وكان للقيادات السياسية في الكويت دور كبير في إبطال مكر «المحافظين الجدد» في الولايات المتحدة وذلك بتفهمهم لحقيقة الامور ودفاعهم عن العمل الخيري في بلادهم.

واليوم ما زالت الولايات المتحدة ترسل لنا «ديفيد كوهين» وامثاله لكي يكيلوا التهم جزافاً للعمل الخيري في الكويت، لكن الشعب الكويتي الذي يعرف أبناءه حق المعرفة لا يمكن أن تنطلي عليه تلك الاكاذيب، ويكفينا أن نسأل اولئك المتآمرين عن سبب سكوتهم عن الارهابيين الحقيقيين أمثال حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني وعندهم ممن يتحركون بكل حرية في بلادنا.

د. وائل الحساوي