صباح الخالد يشدد على حشد الجهود لدحر الإرهاب ومنع تمويله

1 يناير 1970 06:13 ص
شدد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على "ضرورة حشد الجهود لدحر الإرهاب بكل أشكاله وتجفيف منابع تمويله عبر الالتزام بقراري مجلس الأمن (2170) و(2178) المتعلقين بالإرهاب".
وقال الشيخ صباح الخالد في كلمة القاها خلال الحفل الذي اقامه المنسق المقيم للامم المتحدة الدكتور مبشر شيخ بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الـ69 للامم المتحدة ان «آفة الإرهاب لم تعد محصورة على مناطق معينة بل ان خطرها بات يهدد دول العالم أجمع».
واضاف انه "بات من الضروري على العالم أجمع الالتزام بقرارات مجلس الامن المتعلقة بالارهاب والتصدي لجميع المنظمات الإرهابية لاسيما ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)".
وثمن الشيخ صباح الخالد المبادرة الاممية «غير المسبوقة» للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في التاسع من سبتمبر الماضي بتكريم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وإطلاق لقب (قائدا للعمل الإنساني) على سموه وتسمية دولة الكويت (مركزا للعمل الانساني).
وذكر ان "التكريم جاء تقديرا لجهود واسهامات سموه الإنسانية المتواصلة في جميع اوجه العمل الإنساني وترجمة لما جبل عليه الشعب الكويتي من قيم البذل والعطاء وتقديم المساعدات ورفع المعاناة عن الشعوب المحتاجة والمتضررة، وعرفانا بسياسة الدولة الخارجية ونهجها الثابت والمتمثل في تقديم مختلف سبل العون والمساعدات لدول العالم".
واشار الى "احتفال دولة الكويت في العام الماضي بالذكرى الـ50 لانضمامها لمنظمة الامم المتحدة، اذ حرصت الكويت منذ انضمامها على أن تكون عضوا فعالا مساهما في الأمم المتحدة وذلك إيمانا منها بأهمية الدور الحيوي لهذه المنظمة الهامة إقليميا ودوليا".
وحول واجبات الكويت الانسانية تجاه دول العالم في إطار التحرك الدولي، قال الشيخ صباح الخالد ان "الكويت أخذت على عاتقها مساعدة الدول والشعوب التي تعاني اليوم خطر تفشي الأوبئة وذلك بتقديم خمسة ملايين دولار أميركي مشاركة في الحملة الدولية لوقف انتشار مرض (ايبولا)"، مناشدا المجتمع الدولي والهيئات الدولية المعنية "ببذل المزيد من الجهد والعمل لمواجهة هذا الوباء الخطير".
واكد الشيخ صباح الخالد "ايلاء الكويت لموضوع الطاقة المتجددة اهمية متزايدة لما له من تأثيرات على تغير المناخ"، مشيرا الى "اتخاذ الكويت للتدابير اللازمة لخفض نبعاثات الغازات الدفيئة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة واستخدام مصادر الطاقة النظيفة والموارد الصديقة للبيئة".
واوضح ان "دولة الكويت حرصت على الاهتمام بموضوع تغير المناخ انطلاقا من عضويتها في اتفاقية (كيوتو) وايمانا منها بالاستجابة للضرورات الملحة لتحقيق الاولويات التنموية الاقتصادية والاجتماعية في سياق التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي"، معربا عن تمنياته "ان تسفر الجهود الدولية في الحد من هذه الظاهرة".
وشدد الشيخ صباح الخالد على "اهمية أن تأخذ منظمة الامم المتحدة موضوع إصلاح أجهزة المنظمة بالاعتبار والاستجابة الى الدعوات الأممية المتكررة في قضية إصلاح مجلس الامن بما في ذلك توسيع عضوية المجلس، وذلك لتحقيق التوازن المرجو وإضفاء العدالة والديمقراطية في المنظمة الدولية لخدمة البشرية جمعاء".
وجدد "التزام دولة الكويت المبدئي والثابت تجاه المساهمة الفاعلة والايجابية مع مختلف القضايا التي تعالجها الامم المتحدة، ومواصلة العمل نحو دعم المنظمة الدولية وجميع أجهزتها تحقيقا للتطلعات النبيلة والمنشودة في عالم يسوده الخير والرخاء ويعمه الامن والسلام".
من جهتها، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشئون التخطيط والتنمية هند الصبيح في كلمة مماثلة ان "هذا اليوم يوافق مرور 50 عاما على إنشاء أول مكتب للأمم المتحدة في دولة الكويت، الامر الذي يجسد التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة".
ولفتت الى ان هذا التعاون بين الجانبين "تسجله شهادة موثقة من الأمين العام للأمم المتحدة لدولة الكويت" بأنها (مركز للعمل الإنساني) وأن أميرها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (قائد للعمل الإنساني).
واشارت الى ان "هذا التتويج جاء نتيجة إسهامات دائمة واستجابات متواصلة لكل ما تسعى الأمم المتحدة إلى تحقيقه من خير للشعوب، وهو تأكيد للنهج الذي آمنت به الكويت وحرصت عليه منذ نشأتها وتمسكت به منذ إنضمامها للأمم المتحدة".
واوضحت الصبيح ان "هذا النهج قائم على دعم كل برامج الأمم المتحدة عامة والبرنامج الإنمائي للادارة المركزية للاحصاء خاصة، والذي ينتهى في شهر ديسمبر المقبل بعد أن أسهم في تحقيق العديد من الإنجازات بفضل التعاون الوثيق بين الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية والخبراء الدوليين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي".
وذكرت ان "أبرز تلك الانجازات بناء نظم المعلومات الجغرافية وضبط جودة كل البيانات والإحصاءات وتطوير قاعدة بيانات التجارة الخارجية وتصحيح عينات مسح الدخل والإنفاق الأسري ومسح القوى العاملة، اضافة الى الإشراف على التعاون الفني مع الجهات الإقليمية والدولية وغيرها من المشروعات المعنية بالشباب والمرأة وصعوبات التعلم والإعاقة وتطوير نظام الإدارة المتكاملة للبيئة".
واضافت: "ان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يقوم بدور إيجابي في دعم وتحسين مستوى الأداء في مجال القوى العاملة في البلاد وإنجاز مشروع التعاون الفني لصالح الهيئة العامة للقوى العاملة بما يوفر مجموعة من الخدمات والدراسات البحثية التي تهدف إلى تعزيز قدرات العاملين في الهيئة في مجالات عدة، اهمها معايير العمل الدولية والمتابعة والصحة والسلامة وجمع وتحليل البيانات الإحصائية".
واكدت "مواصلة دولة الكويت المساهمة في البرامج التي تقدمها الأمم المتحدة من خلال خطتها الجديدة (2015/2016 - 2019/2020) انطلاقا من ثقتها بأهمية هذا التعاون المثمر لكل الاطراف".
من جانبه، أشاد المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة في الكويت الدكتور مبشر شيخ "بالدور الانساني لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في رفع المعاناة عن الانسان في شتى بقاع العالم ونيله لقب (قائد للعمل الانساني) من قبل الأمين العام للأمم المتحدة".
وقال شيخ ان "الامم المتحدة تحتفل بيومها العالمي في الـ24 من أكتوبر من كل عام بمناسبة إعلان ميثاق الأمم المتحدة حيث اختار بيت الامم المتحدة في الكويت عنوان (الإحتفال بالشباب والجهود الإنسانية لدولة الكويت) كعنوان رئيسي لهذا الاحتفال"، ونوه "بدور حكومة دولة الكويت لتفاعلها ودعمها الكبير للأمم المتحدة"، مثمنا "دور الشباب الحيوي ومساهمتهم الفعالة في المجتمع الكويتي لا سيما وانهم يمثلون ما يزيد عن 60 في المئة من تعداد سكان دولة الكويت".
واعرب عن تطلعه الى "تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع حكومة دولة الكويت من خلال تطبيق الرؤى المتنوعة لكل وكالات الأمم المتحدة في البلاد".
وتخلل الحفل تكريم رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية المستشار في الديوان الاميري الدكتور عبدالله المعتوق لمساهماته في دفع العمليات الانسانية للامم المتحدة.
وحضر الحفل سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح حيث جال سموه بالمعرض المصاحب للحفل، والذي تضمن مجموعة من الاعمال الفنية التشكيلية التي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب.