سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
المكانَ المكانَ
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:21 ص
المكان هو الوسط المتاح للإنسان الذي يعيش فيه، فإذا ما توافرت شروط الاستقرار المتكامل فإنه يتاح أمام الفكر النضارة في التفكير من أجل العمل المثمر، وإذا ما أحاط بالمكان الذي يعيش فيه الإنسان أسباب نقاء الجو، وتوافرت شروط السلامة البيئية فإن ذلك أجدى بأن يعيش الإنسان في وسط نظيف في جميع مضامين البيئة؛ لذلك فإن الأمم تهتم بالعناية بالبيئة وتعمل على إصدار القوانين ووضع اللـــوائح والنظم التي تضمن توافر بيئة سليمة ونظيفة للإنسان؛ حتى يعيش عيشة متكاملة من جميع النواحي التي تعود عليه بالصحة والسلامة ما يؤدي إلى التفــــــكير السليم من أجل البناء والتعمير والنمو والتنمية؛ لذلك صدر القــــانون رقـــــم (42) لـــــسنة 2014 لحماية البيئة.
وكثيرا من القوانين تصدر وتكون حبراً على ورق دون تفعيل، ويمكن أن تكون حبيسة الأدراج، أو في الرفوف العالية "لا تسمن ولا تغني من جوع"، فعسى أن يكون في قانون البيئة الجديد الذي تم تفعيله في 2014/10/12، والذي ينص على أن "كل من تقترف يداه نوعاً من أنواع الاعتداء على البيئة أو العمل على تدميرها وإحداث خلل في أرضها أو مائها أو هوائها فإن عقوبات هذا القانون تبدأ من 100 دينار للمدخنين في الأماكن العامة، و250 ديناراً لمن يقطف زهرة أو يعتدي على شجرة، والعقوبات تتوالى وتترى حتى تصل إلى حد غرامة المليون دينارأوالإعدام لمن يستورد أو يخزن نفايات نووية.
قواعد جميلة، وعقوبات ضامنة لتوفير بيئة خالية من الضرر فعسى أن نستشعر من تطبيق هذا القانون جذوات إيجابية في مجالات كثيرة أولها في رحاب مياه البحر وسلامتها، فعسى ألا نرى أسماكاً نافقة، ولا نرى سحباً من الدخان للمدخنين في المقاهي والأماكن العامة، ونرى حدائق غناء يعاقب من يقطف منها زهرة بما ينص عليه هذا القانون، ونرى في وقت الربيع المخيمات وهي تزدهر بالنظافة، ويرتدع كل من يحفر حفرة للمخلفات بأن تناله عقوبة القانون، ومن يقذف بالمهملات ويدمر بها الفضاء أن ينال ما اقترفت يداه من الاعتداء على البيئة.
لا يمكن أن نرى قانوناً يرى النور إلا إذا رأينا رجالاً يعملون على تطبيق وتفعيل هذا القانون، فعسى أن نرى شرطة حماية البيئة تنتشر في كل مكان؛ لتحمي بيئة هذه الأرض الطيبة من أساليب الاعتداء عليها، وعندئذٍ إذا خرجنا إلى البر فسيطيب لنا أن ننشد ما كنا ننشده قديماً في مدارسنا:
قد خرجنا عندما جاء الربيع
وأقمنا في خيام في الفضاء
حولنا العشب على الرمل البديع
وطيور الجو تسعى في السماء