مقتل جندييْن لبنانيين بالتزامن مع اشتباكات عاصمة الشمال

طرابلس تنجو من «مكمن داعشي» والمسلّحون طالبوا بـ «ممر آمن» للمغادرة

1 يناير 1970 06:33 م
هل تجاوزتْ عاصمة الشمال اللبناني طرابلس «قطوعاً» هو الأخطر منذ تطبيق الخطة الامنية فيها عقب تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام؟ ام ان المدينة الموضوعة في «عين العاصفة» السورية منذ العام 2011 والتي تتداخل فيها الحساسيات المذهبية والحسابات السياسية الداخلية والاقليمية مرشّحة لمزيد من الاختبارات «بالنار»؟

هذا السؤال طُرح بقوة في بيروت امس، مع المواجهات التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومجموعة من تنظيم «داعش» (من نحو 40 مسلحاً) والتي جاءت على خلفية العملية العسكرية - الامنية التي نفذها الجيش في بلدة عاصون في قضاء الضنية (عكار - الشمال)،الاسبوع الماضي، وأوقف خلالها أحمد سليم ميقاتي الذي يُعتبر أحد المطلوبين الأشد خطورة بين الارهابيين المرتبطين بتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) المتطرّف، وهي المواجهات التي قادها ابن ميقاتي المدعو «أبو هريرة» وابن شقيقه بلال عمر ميقاتي الملقّب بـ «أبو عمر» (متهم بذبح الرقيب في الجيش علي أحمد السيّد الذي كان مخطوفاً لدى «داعش»).وعاشت طرابلس امس سباقاً بين الاتصالات لحصْر المعارك التي أسفرت عن مقتل مدنيين واصابة ما لا يقل عن سبعة،اضافة الى جرْح نحو13عسكرياً بينهم ضابط ، ومقتل وجرح العديد من المسلحين، وبين محاولة «تفكيك هذا اللغم» بما يجنّب المدينة تداعيات أمنية كبرى أنذرت بالتمدُّد الى مناطق شمالية اخرى، حيث تم التعرض لآلية تابعة للجيش في محلّة المحمرة (عكار) من قبل مسلحين حاولوا قطع الطريق لخطف 5 جنود، ما ادى الى اندلاع مواجهات اسفرت عن مقتل جندييْن وجرْح آخرين وتحقيق اصابات في صفوف الارهابيين.

وكان بارزاً نجاح الاتصالات في احتواء «اندفاعة النار»، التي جاءت بعد نحو ثلاثة اشهر على مواجهات عرسال، بانكفاء المسلحين عن الأسواق القديمة في طرابلس حيث تحصّنوا منذ ليل الجمعة، واشترطوا توفير ممر آمن لهم للخروج من المدينة، وهو ما طالب به احدهم عبر شريط فيديو غمز فيه من قناة وجود أسرى من الجيش اللبناني في قبضة «داعش» (المخطوفين منذ 2 اغسطس خلال مواجهات عرسال)، الامر الذي فسّرته اوساط مراقبة على انه ينطوي على مقايضة بين امكان ضمان ممر آمن لخروج هذه المجموعة وإطلاق بعض العسكريين المخطوفين لدى «الدولة الاسلامية».

وتوقّفت اوساط سياسية في عاصمة الشمال امام عزلة هذه المجموعة الداعشية التي لم تحظَ بأيّ دعم من مناطق أخرى في طرابلس مثل باب التبانة وأبي سمراء وغيرهما، الامر الذي ساهم في تطويقها الى جانب المساعي الحثيثة التي بُذلت لمعالجة الوضع الطارئ في المدينة والتي تركزت في جانب آخر منها على تحييد المدنيين عن المعارك مع مسلحي «داعش» التي تركّزت في الاسواق القديمة التي لم يسبق ان امتدت اليها «نيران» «حرب الستّ سنوات» (بين 2008 و 2014) بين باب التبانة (السنية) وجبل محسن (العلوية) والتي أنهتها الخطة الامنية التي كان بدأ تنفيذها بعيد تشكيل حكومة سلام، وهي الخطة التي تعرّضت للاهتزاز مرات عدة في الفترة الاخيرة مع تزايُد وتيرة الاعتداءات على الجيش في عاصمة الشمال (اتهم وزير العدل اشرف ريفي عناصر محسوبة على 8 اذار/ مارس بالوقوف وراءها).

وفيما اكّدت قيادة الجيش اللبناني «ان المعركة في ملاحقة المسلحين الارهابيين في طرابلس مستمرة ولا تراجع الا بعد القضاء عليهم»، تابع الرئيس سعد الحريري تطورات الأوضاع الأمنية في طرابلس وأجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات شملت سلام ووزير العدل أشرف ريفي ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وتشاور معهم في آخر المستجدات والجهود المبذولة على كل الصعد لاحتواء الأوضاع ومنع تفاقمها، مؤكداً دعمه الكامل للحكومة والجيش والقوى الأمنية والعسكرية في مهماتها لإعادة الأمن والاستقرار إلى عاصمة الشمال.

كما أجرى الحريري للغاية ذاتها اتصالا بقائد الجيش العماد جان قهوجي واطلع منه على مجريات الأوضاع في طرابلس وهنأه بنجاح الجيش في ضبط الخلية الإرهابية في بلدة عاصون منذ يومين، مكرراً دعمه المؤسسة العسكرية «في مهماتها لمكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار في كافة المناطق اللبنانية».