«الراي» قصدت مربع البؤس في باب التبانة شمال لبنان
طرابلس الملغومة بـ «المعايير المزدوجة» متعبة و...عاتبة
| بيروت - من آمنة منصور |
1 يناير 1970
06:33 م
• تسوية موْضعية نزعت فتيل مجموعة باب التبانة ... والطرابلسيون يشكون التضخيم و"التمييز"
• الحياة تنبض بخجل وصمت في المنطقة الشعبية التي تنبعث منها روائح التراب والبارود
• الشباب يجمعون على رفض تحويل منطقتهم مربعاً أمنياً خارجاً على الدولة
يختلف إيقاع الحياة في طرابلس عن "لحن الموت" الذي تعزفه وسائل الإعلام وصدى الأحداث الذي يتردد عن مشاكلها "الموْضعية". فعاصمة الشمال، وقد بدأ العام الدراسي، استعادت زخم الحياة في شوارعها، لتمتلئ "ساحة النور" بباصات المدارس وتغصّ محلّة "التل" بسيارات الأجرة في ذهابها وإيابها من وإلى مختلف أحياء المدينة المنهمكة في تفاصيل يومها.
محلّة باب التبانة يصحّ وصْفها بـ "خاصرة المدينة الرخوة"، التي قد لا تمتثل بالضرورة لجوّ طرابلس العام. فهذه المنطقة ذات الأكثرية السنية والتي شهدت "صولات وجولات" من الاقتتال والتقاتل مع "جبل محسن" (العلوي)، تعيش اليوم هدوءاً نسبياً لا يعني بالضرورة أمناً وأماناً فيها، لا سيما وأنها لا تلبث أن تحتجب عن الأضواء حتى تعود إلى صدر الحدَث وواجهة التطورات، تماماً كما حوّل أخيراً شادي المولوي وأسامة منصور ومجموعتهما الأنظار حين كانت منصبّة على عرسال (شرق لبنان) إلى الحي الطرابلسي الفقير بعدما اتهمتهما تقارير أمنية باتخاذ مسجد عبدالله بن مسعود ومحيطه في "التبانة" مربعاً أمنياً، وتنفيذ اعتداءات على الجيش والمدنيين. وقد زكت هذه الاتهامات تصريحات المولوي التي كان أعلن فيها عن المساعدة "في إطلاق سراح الجنود المخطوفين السنة من الجيش اللبناني"، آملاً ذبح "الجنود الشيعة، لأنهم قاتلونا في القصير".
وعقب تفكيك "صاعق" التوتر بإزالة "المربع الأمني" وإخلاء منصور والمولوي للمسجد ومحيطه، بناء على وساطات من فعاليات وعدد من المشايخ تمكنت من التوصل الى اتفاق معهما يقضي بوقف الاعتداءات على الجيش اللبناني والغاء الظهور المسلح، بقيت المعلومات متضاربة عن الجهة التي توارى فيها الرجلان وتذبذبت بين كلام عن تهريبهما إلى خارج البلاد ومعطيات عن بقائهما فيها وداخل التبانة تحديداً.
والسؤال عن المولوي ومنصور في باب التبانة، وبعد أن يثير علامات الحذر والارتياب، يأتي الجواب عليه بإجماع من الشبان المنتشرين في الأزقة بأن "شادي وأبو عمر (أسامة) هنا...وليسا هنا".
هذا اليقين المموّه بشيء من الشك والكثير من التيقظ، يغشى كل باب التبانة. فالمنطقة الشعبية التي تنبعث منها روائح التراب والبارود مع تساقُط قطرات المطر المبكر على أزقتها، تنبض فيها الحياة بخجل وصمت. فهي التي قال السلاح فيها لسنوات كلمته، تاركاً على أبنيتها المتهالكة بحكم الزمن، المتآكلة بسبب الفقر، والمتداعية جراء القصف والقنص، شواهد على مصاب المحلّة ومعاناة سكانها على مرّ العقود. حتى أن باعة سوق الخضار الشعبي خيّم عليهم الصمت، وترك بعضهم بضاعته التي خسرت بسبب الظروف زبائنها من سكان الأحياء الأخرى، وانزوى ينفث بمرارة دخان السجائر، فيما ترتسم عليه علامات القلق من "نار" دائمة تتلطى تحت "رماد" المنطقة.
في داخل حيّ "الرثّ" والمتداعي، تمتد أزقة ضيقة يكسوها تراب تمزجه المياه الآسنة مع خضراوات مهترئة، من السوق إلى شارع رفيع يتوسطه مسجد عبدالله بن مسعود القابع فوق ورشة نجارة وبين أشباه منازل. هو مسجد قيل انه صار يمس الأمن ويهدد الآمنين، لكنه أشبه بطابق سكني في مبنى قديم، لولا القبة الصغيرة التي تعلوه.
المسلحون مرّوا من هنا، أو لم يمرّوا أصلاً. إجماع على النفي والإنكار. "في الحي وكل المنطقة ما من مسلحين"، يؤكد الشبان في الأزقة.
حاج يتكئ على مسند حجري في مدخل مبنى هرِم نخرت جدرانه رصاصات المعارك، ويولي وجهه باتجاه المسجد، ينظر يمنة ويسرى حين تسأله "الراي" عن مسلحين حوّلوا المكان مربعاً أمنياً، مؤكداً أن "عبدالله بن مسعود" هو مكان عبادة يقصده أهالي المنطقة لأداء فريضة الصلاة في مواعيدها الخمسة، مستغرباً تصويره على أنه مربع أمني يتحصن فيه إرهابيون. فهو لم يلاحظ أي أمر غريب أو مريب في المسجد ومحيطه ينحدر إلى مستوى الإرهاب أو ما شابه، بحسب ما يقول، بل مؤمنون يتقاطرون للعبادة. ويجزم أن "الكل هنا أناس فقراء، يواجهون الظروف بعربات الخضار والفاكهة، التي يحصّلون منها رزقاً شحيحاً يبقيهم على قيد الحياة". وعند سؤاله عن المكان الذي اتجه إليه منصور والمولوي...يجيب الحاج سريعاً: "رحلا، أنا لا أتدخل بأحد لا أعلم شيئاً".
شباب المنطقة الذين تداعوا من الأحياء المنكوبة، التي تشتدّ فقراً مع التوغل فيها، ليستطلعوا وجوهاً غريبة لطالما جاءت لتبني الروايات لا لتقصّي الحقائق بحسب ما يقولون، يبادر أحدهم إلى السؤال: "يقولون ان المنطقة تضم مربعاً أمنياً وتؤوي إرهابيين، فيما هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق...فهل مظهرنا يوحي بأننا إرهابيون، أم أن الاتهام نابعٌ من كوننا مؤمنين وملتحين؟"، ليتدارك مشدداً على أن "في الأمر نيات مبيتة ضد المنطقة وأهلها، ولاسيما مع التضييق على شباب التبانة من جانب القوى الأمنية، فضلاً عن سوء المعاملة التي نلقاها عند خروجنا من التبانة إلى الأحياء الطرابلسية الأخرى، حيث يتم إلقاء القبض على شبابنا وتوسيعهم ضرباً وإهانة، بعكس أهالي الجبل (جبل محسن) الذين يلقون معاملة حسنة وحبة مسك".
شاب آخر يشير بيده إلى محيط المسجد المقفل حتى موعد الصلاة التالية، قائلاً: "أين الأسلحة والمسلحون، في كل التبانة لن تجدي دشمة واحدة على عكس الجبل (جبل محسن) المحصّن بالدشم". الشباب يجمعون على رفض تحويل منطقتهم مربعاً أمنياً خارج عن الدولة، لكنهم يلفتون في الوقت عينه إلى أنهم عندما يزورون المناطق الطرابلسية الأخرى كالضم والفرز والميناء، يتمنون لو يتمكنون يوماً من أن يعيشوا حياة طبيعية مثل الطرابلسيين الآخرين، مؤكدين بأسى "أننا ممنوعون من ذلك".
شاب آخر يتدخل قائلاً: "من يُسمَّون بقادة المحاور هم كلهم أخوتنا. أدخلوا شبابنا إلى السجن عقب انتهاء المعارك مع الجبل، بناء على وعد بإخراجهم لاحقاً بعد ستة أشهر، وإلى الآن لم يخرج أحد منهم ويريدون إلقاء القبض على آخرين، فيما رفعت عيد المجرم وعملاؤه حرٌّ طليق".
وتختلف نبرته من الأسف واللوعة إلى الغضب والتحدي، حين يشدد على أن "أسامة وشادي موجودان في التبانة"، لافتا إلى "أنهما لم يستيقظا بعد، إذ أنهما باتا يسهران في الليل وينامان في النهار تحسباً". وإذ يصف الرجلين بأنهما "مظلومان، وقد جُرّما لأنهما دافعا عن أرضهما وعرْضهما"، يؤكد وجميع الشباب "أننا نحميهما برموش عيوننا، وبدمنا ومالنا".
خارج التبانة، للشارع الطرابلسي أيضاً قراءته للتطورات. سائق التاكسي الذي يتنقل يومياً بين التبانة وساحة النور والميناء والزاهرية ناقلاً أبناء المدينة من وإلى مختلف أحيائها، لا ينفك يشدد على "حب عاصمة الشمال للحياة، ورفض أبنائها للتطرف ولجولات القتال التي أدمت الناس وشوّهت المباني"، لكنه يوضح أن نظرته بصورة عامة لموضوع المولوي ومنصور لا تغيب عنها "مقارنة مع الوضع المريح للمطلوبين من أهل الجبل، فضلاً عن ممارسات "حزب الله" وتفلت المناطق التي يسيطر عليها من سلطة الدولة، ناهيك عن قتاله إلى جانب النظام السوري ضد الشعب".
عضو هيئة علماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم، الذي التقته "الراي" في طرابلس يرى في حوار معها أنه "يتم اليوم "إلباس" منصور والمولوي حجماً أكبر من حجمهما الحقيقي"، موضحاً أن "الشابين مطلوبان للدولة اللبنانية بتهمة أنهما لعبا دوراً في المعارك التي دارت بين باب التبانة وجبل محسن"، متداركاً: "علماً أنني أعتبر أن كل قادة المحاور هم ضحية الصراع السياسي الذي دار في البلد، وهم دفعوا الثمن. فبعدما اندلعت المعركة سياسياً "بكبسة زر" بين قوى 8 و14 آذار بشكل كبير إثر (أحداث) السابع من مايو 2008، تُرجم هذا الأمر أمنياً وعسكرياً بين الطرفين في طرابلس".
ورحيم الذي يتوقف عند توصيف طرابلس على أنها تؤوي إرهاباً، يقول: "ما من منطقة في لبنان، سواء أكانت شيعية أو سنية، مسيحية أو درزية، إلا وتعرف تطرفاً سياسياً وطائفياً"، لافتا إلى أن "جزءاً كبيراً من الإعلام يصوّر طرابلس على أنها مدينة التطرف، وأنها حاضنة للإرهاب فيما هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، فالمدينة عُرفت على مر التاريخ بالاعتدال والوسطية والانفتاح وبالتعايش بين كل أبنائها"، مذكراً في هذا الإطار بأنه "على مرّ الحرب اللبنانية هُدمت مساجد وكنائس في مناطق عدة من لبنان، بخلاف طرابلس التي لم تتعرض فيها كنيسة لكسر زجاج رغم أنها كانت حينها تحت سيطرة الحركة الإسلامية".
وعن علاقة الشباب الطرابلسي الملتزم مع الجيش اللبناني، يقول رحيم: "انه يشوبها مد وجزر، فهي أحياناً تكون جيدة وأحياناً أخرى يشعر بعض الشباب بصيف وشتاء تحت سقف واحد، وأن هناك أبناء جارية وأبناء ستّ. فلطالما طُرحت التساؤلات حول صدور وثيقة اتصال بحق شباب مسلم ذهب إلى سورية للقتال إلى جانب المعارضة السورية وبات يخشى العودة إلى لبنان خوفاً من اعتقاله وبقائه أشهراً وربما سنوات في السجن دون ذنب اقترفه في لبنان سوى ذهابه للقتال في سورية إلى جانب المعارضة بغض النظر مَن هي هذه المعارضة، فيما المناطق الأخرى يتوجه منها شباب للقتال في سورية علناً ولا يجرؤ أحد على الوقوف في وجههم أو يمنعهم".
وحول مسجد عبدالله بن مسعود، يلفت إلى أن "المسجد كان مصلى، وبعد توسيعه أصبح مسجداً"، مردفا: "كان في المسجد خطيب جمعة موظف رسمي من دار الفتوى، لكنه ما عاد يتردد على المسجد بسبب وجود بعض المسلحين داخله ومن حوله"، ولافتاً إلى أن من ضمن التسوية التي قام بها مشايخ المنطقة أدرج بند انسحاب كل المسلحين من داخل المسجد ومحيطه.
واذ يؤكد رحيم "رفضه لأي صدام مع الجيش اللبناني"، يقول: "أي صدام لن يكون لمصلحة مدينة طرابلس والطائفة السنية، لذا نعمل لسحب فتيل أي مواجهة بين الجيش اللبناني وأي طرف من الشباب". ويخلص في هذا الإطار إلى أن مشايخ وعقلاء التبانة نجحوا في تجنيب المنطقة مشكلة لا تحمد عقباها.
عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش يرى بدوره في تصريح لـ "الراي" أن "التسوية التي تمت منطقية، لأن مذكرات التوقيف لم تُلغَ بحق المطلوبين، وقد جُنبّت في الوقت نفسه باب التبانة احتمال اشتباكات مع حمام دم سيؤدي حتماً إلى خسائر للمدنيين والآمنين"، لافتاً إلى أنه "في ظل الوضع غير المستقر في كل المنطقة من حدود إيران إلى المتوسط، يصبح من الأفضل والأهم التخفيف من الخسائر المحلية، وعلى هذا الأساس تمت المعالجة".
ورداً على سؤال، يوضح علوش أن بنود هذه المعالجة هي "تفكيك المربع الأمني الذي كان نطاقه محصوراً وضعيفاً لدرجة أنه لم يكن يملك امتدادات حقيقية، الخروج من المصلّى وعدم الظهور وتحدي الأمن مجدداً وإلا ستكون مذكرة التوقيف بالمرصاد". لكنه يشير إلى أن "هذه المعالجة موْضعية لمنع التهاب الجرح، ولكن المرض ما زال موجوداً". ويضيف: "المرض هو الأمر الواقع الذي ننظر إليه. فلبنان هو جزء من هذه المنطقة المشتعلة حالياً، واستكبار "حزب الله" وتصرفاته ودخوله إلى سورية، يدفع الكثيرين إلى القول انه يحق لهم التسلح بما أن الحزب مسلح".
ورداً على سؤال عما إذا كان المولوي ما زال في التبانة، يجيب علوش: "لست متأكداً إذا كان المولوي ما زال موجوداً في التبانة أم غادرها، وهو أصلاً ومنصور ليسا من التبانة، فأحدهما من عكار والآخر من القبة"، ويؤكد أنه "لو كان لمنطق التطرف، بأي شكل من الأشكال، قاعدة ليتحرك داخلها عند التجمعات السنية في لبنان، لكانت مجموعة منصور والمولوي تطوّرت وكبرت، إذ إن كل المعطيات تشير إلى أنها لم تتعدَ بضع عشرات العناصر".
ويؤكد علوش أن "هناك مَن يعمل لتفجير الوضع في طرابلس"، لافتا إلى أن "مصلحة التطرف الذي تقوده "داعش" وأفكارها في المنطقة تلتقي مع مصلحة التطرف الآخر الذي يقوده "حزب الله" وولاية الفقيه في المنطقة"، ومعتبراً أن "الطرفين يهمهما أن تحدث مواجهة حقيقية مع التجمعات السنية كي يؤكد "حزب الله" أن كل السنّة يؤيدون التطرف وليدفع فكر "داعش" السنّة أكثر فأكثر نحو التطرف".
من جانبه، يؤكد النائب السابق عن طرابلس مصباح الأحدب لـ "الراي" أن "المشكلة الحقيقية هي بعكس ما يحاول البعض تصويره، فهي ليست أسامة منصور وشادي المولوي في هذه المرحلة، بل هي كيفية تعاطي الدولة مع طرابلس"، مضيفاً: "اليوم هناك عشرة آلاف شخص مطلوبين بتهم إرهاب، وذلك إما لأنهم حملوا السلاح خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وإما ذهبوا للقتال في سورية ضد نظام الأسد و"حزب الله" في الأعوام الأخيرة، فما المنتظر إذا لم يتم ايجاد حلّ لموضوع هؤلاء؟ هل تقتضي محاربة الإرهاب ضرب مدينة بكاملها لأنها متعاطفة مع فئة في سورية، في حين هناك فريق آخر يستطيع الذهاب للقتال في الداخل السوري؟".
وتابع: "ثانياً يقولون ان هناك مربعاً أمنياً. هناك عشرة آلاف مطلوبين، ما يعني أنه كلما التقى ثلاثة يصبح هناك مربع أمني فيه هاربون من الدولة"، سائلاً: "عملياً هناك خطة أمنية بدأ تنفيذها منذ عشرة أشهر وقيل انها ستضبط الوضع، وقد دخل الجيش إلى باب التبانة وتسلم الأمور كلها. فما الذي تغيّر اليوم حتى استيقظوا فجأة وقالوا ان هناك مربعاً أمنياً، فما الذي كانوا يفعلونه؟".
ويخلص إلى أن "هناك محاولات عديدة في هذا الإطار، اليوم اسمها شادي المولوي وأسامة منصور، وقبلهما رؤساء المحاور، وتعود وصولاً إلى الشيخ سعيد شعبان والشيخ هاشم منقارة"، آسفاً "كيف تُترك الأوضاع بهذه الطريقة في الساحة السنية على مستوى الحكومة والقيادة التي يجب أن تكون هي مَن يدافع عن الاعتدال السني وهم مَن يقولون انهم يمثلون الاعتدال السني".
الأحدب الذي التقى في سبتمبر الماضي المولوي ومنصور، يقول عن الانطباعات التي تركها اللقاء: "أنا لا أوافق الشباب وهم لا يوافقونني الرأي عن اعتبارهم وجوب أن يسود الحكم الإسلامي، ولكنني حكماً أوافقهم على الظلم الذي يعانونه، ولا أوافق الموجودين في السلطة على طريقة التصرف، خصوصاً أنه إذا لم تُعالج الأوضاع اليوم فنحن عندنا 10 آلاف شادي المولوي".