المؤسسة العسكرية: بغنى عن خدمات مَن يتخاذل أو ينكث بقسَمه
«صيد ثمين» للجيش اللبناني في «عملية نوعيّة»: توقيف أبرز كوادر «داعش» في الشمال ومقتل جندي منشقّ
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
09:15 م
نفّذ الجيش اللبناني أمس عملية أمنية نوعيّة في منطقة الضنية شمال لبنان عكست ملامح التشدد التصاعدي الذي تعتمده الدولة اللبنانية في حقبة المواجهة مع الارهاب.
وعكست عملية الضنية نجاحاً استخبارياً وعسكرياً في تعقُّب الخلايا الارهابية المرتبطة بالتنظيمات التي خطفت العسكريين اللبنانيين في عرسال في 2 اغسطس الماضي. وقد نفّذ الجيش هذه العملية فجر امس عبر دهمه خلية ارهابية في احد المنازل في بلدة عاصون بقضاء الضنية حيث اشتبك مع أفرادها بعد محاصرتهم ما أدى الى توقيف احمد سليم ميقاتي الذي شكل صيداً ثميناً للجيش، اذ انه من أهمّ كوادر تنظيم «داعش» في الشمال وقام بإنشاء خلايا مرتبطة بالتنظيم في المنطقة، وكان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي كبير، كما انه عمّ بلال عمر ميقاتي، الملقب بـ «أبو عمر» ميقاتي المتورّط بذبح الرقيب أول المخطوف علي السيد في جرود عرسال في 30 اغسطس الماضي.
كما أسفرت العملية عن مقتل 3 من افراد الشبكة أحدهم تفحّمت جثته ويرجح ان تكون للجندي عبد القادر الأكومي الذي كان أعلن انشقاقه عن الجيش اللبناني وانضمامه إلى «داعش» قبل 10 أيام.
وفيما ذُكر ان ميقاتي نُقل موقوفاً بسيارة إسعاف الى خارج الضنية نتيجة اصابته ببعض الجروح، تبيّن ان الشقة التي تم دهمها كانت تُستعمل لتصوير جنود فارين من الخدمة وللتخطيط لعمليات في الشمال. وبحسب التقارير فإن ما ساعد الجيش في كشف الخلية هو الشريط الذي تم تسجيله في الشقة والذي يظهر فيه الأكومي معلناً انشقاقه والذي تم تحميله وبثه على الانترنت عبر هاتف خلوي، وهو الامر الذي ساهم في تحديد مكان وجود الشبكة الى جانب «داتا» الاتصالات ومعطيات أخرى، علماً ان الشقة المذكورة استأجرها الارهابيون قبل أقلّ من شهر بحجة انهم من هواة الصيد البري.
وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً عن العملية اشارت فيه الى ان قوة «من مديرية المخابرات نفذت عملية أمنية دقيقة في منطقة الضنية، بعد رصد مكان وجود الإرهابي أحمد سليم ميقاتي، فتمت مداهمة الشقة التي كان يقيم فيها مع مجموعة من الإرهابيين، وتم توقيفه، فيما أصيب أحد العسكريين بجروح طفيفة، وقُتل ثلاثة من المسلحين الموجودين في الشقة المذكورة، يجري العمل على تحديد هوياتهم».
وبحسب البيان فان «الإرهابي الموقوف الملقب بأبي بكر، وأبي الهدى، هو من مواليد العام 1968، وقد بايع أخيراً تنظيم داعش ويُعتبر من أهم كوادره في منطقة الشمال، وقام بإنشاء خلايا مرتبطة بالتنظيم في المنطقة، وكان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي كبير بالتنسيق مع ابنه عمر الذي يقاتل مع (داعش) في جرود عرسال، بالإضافة إلى تواصله مع قياديين في التنظيم داخل الأراضي السورية، وأرسل أخيراً شباناً لبنانيين للانضمام إلى (داعش) في جرود القلمون ومن بينهم ولده عمر، الملقب بأبي هريرة، وابن شقيقه بلال عمر ميقاتي، الملقب أبو عمر ميقاتي المتورّط بذبح الرقيب أول الشهيد علي السيد. كما قام بتجنيد عدد من العسكريين للانضمام في صفوف (داعش)».
ولفتت قياة الجيش الى انه «إثر أحداث طرابلس صدرت بحقّ احمد سليم ميقاتي مذكرة توقيف لتورّطه في الاشتباكات التي حصلت بين باب التبانة وجبل محسن، حيث كان يقود مجموعة مسلحة من عشرات المقاتلين أنشأها بعد خروجه من السجن في العام 2010، بعدما كان قد أوقف في العام 2004 لقيامه بالتخطيط لاعتداء إرهابي ضد مراكز ديبلوماسية ومصالح أجنبية. كذلك ارتبط اسمه بتفجير مطاعم الماكدونالدز عام 2003، وسبق له أن شارك في المعارك التي حصلت في الضنية أواخر العام 1999 ضدَّ الجيش، حيث كان منتمياً حينها إلى جماعة التكفير والهجرة، وفرّ بعد انتهاء المعارك إلى مخيم عين الحلوة»، كاشفة انه «ضبطت في مكان مداهمة الموقوف أسلحة خفيفة ومتوسطة، وذخائر متنوعة وقاذفات ورمانات يدوية وأحزمة ناسفة، وأعتدة عسكرية بينها بزَّة مرقطة عائدة للجيش اللبناني، ومواد متفجرة»
وكانت قيادة الجيش اللبناني اعلنت في تعميم على العسكريين بعنوان «الجيش عصي على محاولات التشكيك به والنيل من وحدته ودوره» إن «الجيش يستمر في مواجهاته المفتوحة ضد الإرهاب، وقد أدت إجراءاته الميدانية التي اتخذها على السلسلة الشرقية عموماً ومنطقة عرسال على وجه الخصوص، إلى محاصرة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الجرود وقطع طرق الإمداد عنها بنسبة كبيرة، والجيش على أتم الاستعداد لمواجهتها في حال محاولتها التسلل إلى البلدات والقرى اللبنانية».
واذ شدد التعميم على أن «قرار القيادة ثابت وحازم، في عدم السماح للارهاب بإيجاد أي محمية أو بقعة آمنة له في لبنان»، أوضح في اشارة ضمنية الى بعض الانشقاقات الفردية التي حصلت في الايام الاخيرة ان «ولاء العسكري لمؤسسته هو ترجمة فعلية لولائه لوطنه وشعبه، فلا مكان في صفوف المؤسسة للخارجين على هذا الولاء أو المتقاعسين في أداء واجباتهم، فالجيش بغنى عن خدمات أي عسكري يتخاذل أو ينكث بقسَمه ويخون رسالته».